أطفـال الشوارع ظاهرة تنذر بالخطر

د محمد علي بركات

 -  حقوق الطفل عديدة وفقا‮ ‬لمواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية‮ .. ‬وتصنف تلك الحقوق إلى نوعين أحدهما حقوق البقاء والنمو والآخر حقوق الحماية‮ .. ‬ويشمل ا
د/ محمد علي بركات –
حقوق الطفل عديدة وفقا‮ ‬لمواثيق حقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية‮ .. ‬وتصنف تلك الحقوق إلى نوعين أحدهما حقوق البقاء والنمو والآخر حقوق الحماية‮ .. ‬ويشمل النوع الأول الحاجات الأساسية للطفل كالطعام والماء والمأوى والرعاية الصحية‮ .. ‬والحق في‮ ‬مستوى معيشي‮ ‬ملائم إضافة إلى حق الطفل في‮ ‬التعليم وتنمية شخصيته ومواهبه وقدراته‮ ‬وتنمية احترام القيم الثقافية الخاصة به‮ ‬‮ ‬واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية‮ .. ‬وكذلك الحق في‮ ‬اللعب والراحة والمشاركة في‮ ‬الأنشطة الثقافية والفنية‮ .. ‬يضاف إلى ذلك أن للطفل المعاق الحق في‮ ‬الحصول على رعاية خاصة بما‮ ‬يضمن له حياة كاملة وتلك أهم مزية‮ ..‬
‮ ‬أما النوع الثاني‮ ‬وهو حقوق الحماية فيؤكد على حماية الطفل من التعرض للإيذاء والاستغلال والانتهاكات‮ .. ‬وجميع أشكال المعاملة السيئة‮ ‬‮ ‬وحماية الأساسيات المكونة لهويته‮ ‬وأيضا‮ ‬حمايته من الاشتراك في‮ ‬الحروب والنزاعات‮ .. ‬كما‮ ‬يؤكد على حقه في‮ ‬التأهيل بحيث تكفله الدولة لإعادة اندماجه في‮ ‬المجتمع في‮ ‬حالة وقوعه ضحية لأي‮ ‬شـكل من أشـكال الإهمـال‮ .. ‬أو الإساءة أو الاستغلال‮ .. ‬وحمايته من أداء أي‮ ‬عمل‮ ‬يشكل خطورة على صحته أو‮ ‬يعوق تعليمه ونموه‮ ‬‮ ‬وله كذلك الحق في‮ ‬الحماية من فرض عقوبة الإعدام أو السـجن مدى الحياة‮ ‬‮ ‬ومن التعذيب أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهنية‮ .. ‬كما أن حق الأحداث التمتع بالعدالة والحصول على المساعدة القانونية‮ .. ‬وينبغي‮ ‬أن‮ ‬يؤخذ عمر الطفل في‮ ‬الاعتبار في‮ ‬سياق القوانين والإجراءات والمؤسسات المعنية‮ .. ‬
وبالرغم من أن اليمن من الدول التي‮ ‬صادقت على المواثيق والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الطفل إلا أنها تعاني‮ ‬من مشكلة إنسانية كبيرة‮ .. ‬تلك هي‮ ‬ظاهرة أطفال الشوارع المتفشية في‮ ‬عدد من محافظات الجمهورية ولها تأثيرات سلبية خطيرة‮ .. ‬ووفقا‮ ‬لما أشارت إليه الاستراتيجية الوطنية للطفولة والشباب‮ ( ‬2006‮ – ‬2015م‮ ) ‬فهناك أكثر من خمسة وثلاثين ألف طفل وطفلة مشردين وأعدادهم تتزايد بصورة مستمرة‮ .. ‬وذلك نتيجة لعدة عوامل أهمها الفقر والبطالة والتفكك الأسري‮ ‬وتحديات التنمية الريفية‮ .. ‬وكذلك الأمية الأبجدية‮ .. ‬ومسألة التسرب من التعليم الأساسي‮ ‬لاسيما في‮ ‬صفوف المرأة‮ ‬‮ ‬وكما هو معروف أن الأمية تمثل أهم وأخطر المشكلات الاجتماعية‮ .. ‬ولا نغفل أن الخدمات الأساسية وتطور البنى التحتية‮ ‬يتركز في‮ ‬المدن الرئيسية‮ .. ‬
كل ذلك‮ ‬يحتم على جميع المعنيين وكافة الجهات ذات العلاقة القيام بدور أكثر فعالية‮ .. ‬فالجهود المتناثرة هنا وهناك ليست‮ ‬كافية‮ .. ‬ولا تحقق الأهداف المطلوبة‮ ‬‮ ‬وخاصة في‮ ‬ظل‮ ‬غياب دور المجتمع وعدم مشاركة جميع فئاته في‮ ‬معالجة هذه المشكلة التي‮ ‬تسبب أضرارا‮ ‬فادحة لقطاع الأطفال في‮ ‬أنحاء الجمهورية‮ .. ‬
ولا شك أن حل هذه المشكلة ووضع المعالجات المناسبة للحد من تفاقمها واجب وطني‮ ‬يتطلب تنسيق وتكامل الجهود الرسمية والشعبية‮ .. ‬فالدولة ومؤسساتها المعنية التي‮ ‬تدرك مدى خطورة هذه الظاهرة‮ ‬‮ ‬لابد أن تعمل بجدية على إشراك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني‮

قد يعجبك ايضا