مرضى السل.. يثمر صيامهم إذا استمروا في العلاج
د.نجيب عبدالعزيزعبدالله
د.نجيب عبدالعزيزعبدالله –
الانتظام في العلاج والوقاية كلاهما مهم في منظومة الصحة العامة لقهقرة ودحر مرض السل وحتى يكونا في نصابهما الصحيح والمفيد لابد للمجتمع من أن يتسلح بالوعي والمعرفة الكافية عن المرض ووسائل انتقاله والوقاية منه وأن ينتظم مرضاه في تناولهم للأدوية الموصوفة في مواعيدها بالمعايير المحددة طبيا.
نفسح المجال للدكتور/ نجيب عبد العزيز عبد الله- مدير عام البرنامج الوطني لمكافحة السل بوزارة الصحة العامة والسكان لبيان حقيقة هذا المرض باعتباره مشكلة جلية في رمضان لاسيما مع إهمال المرضى الصائمين للعلاج أو انقطاعهم عنه مسترشدا بالحقائق وكاشفا عن الملبسات وكل ذلك استعرضه بقوله:
السل(الدرن) مرض يبعث على الخوف لضراوته وشدة ما يلحقه من أضرار تدميرية بالمصاب المتخلف عن العلاج أو المهمل له وهو قاتل – لا محالة – متى طال عليه الأمد وقرن بالإهمال.
إن علاجه ما عاد مستحيلا طالما اتبع المريض خطة علاجية محكمة ينتظم خلالها مع المعالجة لستة أشهر أو أكثر تبعا لأوضاع الاستجابة العلاجية المقاومة للمرض.
لكن جهل المجتمع بأبسط معايير الوقاية الشخصية لوقفö العدوى وكذلك تملص المريض بالسل أو عدم انتظامه في تناول الأدوية المقررة له ظنا منه – لاسيما في هذا الشهر المبارك – بألا حاجة لهذا الانتظام فيه تصعيد يفاقم خطورة السل لدى المرضى وينذر بمشكلة أوسع وهي ظهور مقاومة جراثيم السل للأدوية المضادة.
إنه – في حقيقة الأمر- مرض تسببه جراثيم( بكتيريا) تسمى عصيات السل تدخل رئتي الإنسان عن طريق التنفس ويمكن أن تستقر في أماكن أخرى بالجسم لكنها في الغالب تستقر في الرئتين.
وليس بالضرورة لمجرد تلقي عدوى السل أن يصبح متلقيها مريض تظهر عليه أعراض المرض وعلاماته لأن الجهاز المناعي كفيل بإيقاف جراثيم السل إلا أنها – في الوقت ذاته- تكون محمية بجدار سميك يمكنها من البقاء حية بداخله لسنوات وسنوات.
وبضعف مناعة حامل العدوى ومتى سنحت الفرصة ينكسر الحصار فتنشط تلك الجراثيم وبذا تزداد فرص الإصابة وظهور الأعراض وتبعاتها بشكل أكبر.
وما من مشكلة إذا ظل واستمر السعال ليوم أو ليومين أو حتى لأيام قلائل ليبعث على القلق ويثير الشك بوجود إصابة بمرض السل إنما أدعى إلى الريبة إذا ما استمر السعال ولم يتوقف متجاوزا الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع دون أن تفلح الأدوية في وقفه وبذلك يتطلب عرض المريض على طبيب متخصص في أمراض الصدر والجهاز التنفسي فلربما ثبت بفحص البصاق أو بالوسائل التشخيصية الأخرى وجود إصابة بمرض السل.
وليس السل رئويا في كل الحالات مع أن الرئتين غالبا ما تكون ضالته فقد يصيب أي عضو من الأعضاء داخل الجسم وبذلك تتخذ الإصابة به شكلين:
– سل رئوي:- يصيب الرئتين وإذا ما ثبت بفحص البصاق أنه إيجابي يسمى عندها (السل الإيجابي القشع/ البصاق) ويكون معديا. أما غير المعدي فيسمى (سل رئوي سلبي القشع).
– سل خارج الرئة: يمكن أن يصيب أي عضو في الجسم كالجهاز البولي الأمعاء العظام المفاصل الجهاز التناسلي الغدد اللمفاوية سحايا الدماغ العمود الفقري..إلخ.
ومن علامات الإصابة بهذا المرض: السعال الذي يمكن أن يترافق مع ألم في الصدر ونفث الدم أحيانا مصحوبا بنقص الشهية وفقدان الوزن مع ارتفاع درجة حرارة الجسم والتعرق الليلي هذا في حالة السل الرئوي.
أما في حالات السل خارج الرئة فيصاحب المرض نفس الأعراض السابقة دون سعال أو ألم في الصدر أو نفث للدم كما يمكن معها ظهور أعراض خاصة بحسب مكان الإصابة.
ومع إهمال المرض تسوء حالة المريض بمرور الوقت عندها تتأذى الرئتان من جراء الإصابة الرئوية بجراثيم المرض فيبدأ المصاب بالسعال وإخراج القشع(البصاق)من الرئتين ولا يجد سهولة في التنفس.
وبالتالي إذا لم يعالج معالجة صحيحة يمكن أن يموت بسبب هذا المرض.
وعلى الطرف الآخر تنتقل عدوى المرض بواسطة:
– التنفس:- من خلال سعال أو عطس المريض واستنشاق الشخص السليم المتلقي للعدوى عبر التنفس لجراثيم السل المتناثرة في الرذاذ المتطاير في الهواء لتصل إلى أعماق الرئة مع العلم بأن هذه (المتفطرات) يمكن القضاء عليها بالهواء النقي عبر التهوية الملائمة وأشعة الشمس القاتلة للجراثيم في غضون نصف ساعة .
– الجهاز الهضمي: عند شرب الحليب الملوث من ضرع بقرة م