الامتحانات ومبدأ تكافؤ الفرص‮ ‬

عباس السيد


 - عندما نضع شروطا صارمة للقبول في‮ ‬الجامعات والكليات والابتعاث للخارج
تعتمد على الدرجات التي‮ ‬حصل عليها الطالب في‮ ‬امتحان الثانوية العامة‮ ‬‮ ‬فمن
الضروري‮ ‬أن‮ ‬يكون جميع الطلاب قد حصلوا على فرص متساوية من خلال تلك
الامتحانات‮ ‬‮ ‬لأن زيادة درجة أو نقصانها‮ ‬يتحكم بمستقبل الطالب ومصيره‮ . ‬
فهل تح
عباس السيد –

عندما نضع شروطا صارمة للقبول في‮ ‬الجامعات والكليات والابتعاث للخارج
تعتمد على الدرجات التي‮ ‬حصل عليها الطالب في‮ ‬امتحان الثانوية العامة‮ ‬‮ ‬فمن
الضروري‮ ‬أن‮ ‬يكون جميع الطلاب قد حصلوا على فرص متساوية من خلال تلك
الامتحانات‮ ‬‮ ‬لأن زيادة درجة أو نقصانها‮ ‬يتحكم بمستقبل الطالب ومصيره‮ . ‬
فهل تحقق امتحانات الثانوية العامة بأنظمتها وآلياتها الحالية مبدأ تكافؤ الفرص بين
الطلاب في‮ ‬جميع المحافظات ¿ هذا ما‮ ‬يتحاشى مسئولو التربية والتعليم الخوض فيه
على الرغم من أهميته‮ . ‬
في‮ ‬المؤتمر الصحفي‮ ‬الذي‮ ‬عقده وزير التربية والتعليم قبل‮ ‬يومين من بدأ الامتحانات
العامة‮ ‬كرر معالي‮ ‬الوزير الدكتور عبدالرزاق الأشول ونائبه الدكتور عبدالله
الحامدي‮ ‬‮ ‬نفس الخطابات والبيانات التي‮ ‬سمعناها مرارا من مسئولي‮ ‬التربية في‮ ‬
موسم الامتحانات كل عام‮ ‬‮ ‬وبسبب حداثة عهده بالوزارة وقلة خبرته في‮ ‬إخفاء
المشاكل والتعتيم على العيوب وأوجه القصور مقارنة بأسلافه‮ ‬‮ ‬أورد معالي‮ ‬الوزير
في‮ ‬المؤتمر الصحفي‮ ‬معلومتين كانتا جديرتين بالاهتمام وباعثتين للعديد من
التساؤلات‮ ‬‮ ‬وقد اتخذت منها بعض الصحف عناوين بارزة لذلك الخبر‮ ‬وهو ما دفع
بالوزارة للتواصل في‮ ‬اليوم التالي‮ ‬مع تلك الصحف ـ لا لنفي‮ ‬المعلومتين ـ‮ ‬بل لتكرار
ما قيل في‮ ‬المؤتمر دون الإشارة للمعلومتين اللتين وردتا في‮ ‬خبر اليوم الأول وكانتا
أشبه بزلة لسان‮ .‬
ولتعميم الفائدة‮ ‬‮ ‬أكرر هنا نشرهما‮ ‬‮ ‬في‮ ‬الأولى تحدث معاليه عن إرسال مندوبين
من الوزارة إلى المحافظات للتأكد من هوية‮ ‬7500‮ ‬طالب وصلت أرقام جلوسهم إلى
الوزارة بدون صور‮ !! ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن الوزارة أمام أكثر من‮ ‬7‮ ‬آلاف محاولة انتحال
شخصية‮ .. ‬والامتحانات على الأبواب‮ !! ‬فأين كانت طوال العام الدراسي‮ ‬¿¿
وفي‮ ‬الثانية‮ ‬‮ ‬أعلن الوزير عن تأجيل العمل بنظام‮ « ‬تعدد الأسئلة في‮ ‬القاعة‮ « ‬
واستمرار العمل بنظام السنوات السابقة‮ .. ‬ولمن لا‮ ‬يعرف‮ : ‬نظام السنوات السابقة
هو نظام‮ « ‬متعدد الأسئلة بحسب المحافظات‮ « ‬‮ ‬وهو متعدد المستويات أيضا ـ
باعتراف مسئولي‮ ‬التربية والتعليم أنفسهم‮ . ‬
وبدلا من قيام الوزارة الجديدة بتصحيح الاختلال الفاضح في‮ ‬معيار تكافؤ الفرص
بين الطلاب باعتماد نموذج امتحاني‮ ‬واحد في‮ ‬جميع المحافظات كما هو معمول به
في‮ كل الدول‮ ‬‮ ‬بدلا من ذلك‮ ‬‮ ‬تعتزم الوزارة الجديدة توسيع الاختلال الحالي‮ ‬في‮ ‬
معيار تكافؤ الفرص ليشمل قاعة الامتحان نفسها‮ ‬‮ ‬وسيخضع هذا الطالب لامتحان
مختلف عن الطالب الذي‮ ‬يجلس أمامه أو خلفه‮ ‬‮ ‬وبحسب الوزير‮ ‬‮ ‬فإن تأجيل العمل
بهذا النظام كان لأسباب فنية بحتة‮ .. &

قد يعجبك ايضا