«حبل الكذب قصير» 

جميل مفرح



جميل مفرح

جميل مفرح

> لن تجف الأقلام ولن تبح الحلوق ولن توهن القلوب مادام ثمة من يحترف المزايدة وينتهج المراوغة ويعتمد على المكايدة وتزييف الحقائق سبيلا لتحقيق انتصارات مزعومة ومكاسب مفترضة.. لن تنعدم الفكرة ولن يضيع الكلام ولن تعرج الحجة أو تتعكز الكتابة ما دام هناك في الجانب الآخر من يمتلكون قدرات خارقة على الاستفزاز حد استنطاق الحجر وبعث الأثر.

> يومان فقط هي الفترة الزمنية التي فصلت بين خطابي فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مؤخرا بعد انتظار دام لأكثر من شهر من الزمن منذ تعرضه ومعه عدد من قيادات الدولة للاعتداء الآثم الذي شهده حرم جامع النهدين بصنعاء .. والمتتبع لأثر الحادث أو الاعتداء الآثم الذي حدث في الجمعة الأولى من شهر رجب الحرام وعلى امتداد أكثر من شهر سيدرك كم أننا مغبونون وإلى أي حد يحق لكل أبناء الوطن أن يقلقوا ويخافوا على هذا الوطن الغالي مما يتعرض له من مزالق ومخاوف منطلقها في البدء والأساس البيئة الاجتماعية المفرطة في تقبل الشائعات وتبادلها وسرعة رواجها سرعة النار في الهشيم.

> ولعمري فإن هذه الظاهرة التي أثبتت المدى العميق لخطورتها تبرز في أولويات المشكلات العصية التي يواجهها ويتأثر بها اليمنيون بشكل مفرط حد المستحيل أحيانا والطريف والمخيف في آن واحد أن يصل مدى ذلك الأثر والتأثير حد أن منطلق أو منبع الشائعة سرعان ما يتأثر بها ويصدقها بعد أن تعود إليه مجددا مزيدة منقحة.. وهذه ليست نكتة أو مبالغة كما قد يعتقد البعض ولكنها واقعة بالفعل وتحدث من حين لآخر في مجتمعنا في كثير من نواحي الحياة سياسيا واقتصاديا ثقافيا واجتماعيا.

> وذلك بدوره ما مثل ويمثل في كثير من المناسبات والأحداث والمنعطفات الحياتية والاجتماعية والسياسية في بلادنا وسيلة حرب يستغلها المستغلون من أجل تحقيق مآرب ومقاصد مختلفة ومثلت الفترة الزمنية الأخيرة منذ فبراير الماضي ميدانا مثاليا وبيئة خصبة للغاية لقوى المعارضة في محاولة تقويض الواقع المعاش برمته وقلب الطاولة كما يقولون في وجه الجميع نظاما وشعبا بطريقة انتقامية لا تضع حسابا أو اعتبارا لشيء سوى المصلحة الذاتية.

> ولا يخفى على المتتبع ما عاشه المشهد اليمني خلال أكثر من خمسة أشهر من اعتراك مضن وانفعال مرهق ومجهد جراء العصف السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي افتعله هؤلاء الطامعون في الوصول إلى تحقيق مكاسبهم بطرق ملتوية بعيدة كل البعد عن المسارات والقنوات الشرعية والقانونية وكان على رأس وسائلهم وطرقهم وسيلتان متعاضدتان مخيفتان بالفعل في مدى وسرعة أثرهما وهما وسيلتا الشائعة والإعلام وكيفية استخدام الثانية بمختلف وسائلها الحديثة وتسخيرها لتكريس الأولى لتقوم الوسيلتان بدورهما المطلوب وأثرهما المبتغى في أوساط المجتمع ما اعتقد أولئك المخططون الدواهي وما يزالون يعتقدون بأنها ستكون أقصر الطرق وأسهل الدروب لتحقيق مآربهم أيا كانت..

> ولو تتبعنا الأحداث والمجريات منذ انطلاق شرارة الفوضى في البلاد سنجد أن الشائعة تبرز في جبين كل حدث وتندس في أولويات أسبابه ومبرراته ولكن سرعان ما ينضوي أثرها حين تنكشف أغوار وأسرار هذا الحدث أو ذاك ولكنه بالطبع أثر لا يغيب أو يمحي بشكل كامل إذ تفعل هذه الشائعات فعلها الجسيم فتبقى مؤثرة ومخيفة ولها تبعاتها وآثارها من قريب أو من بعيد.

وكان من أقرب وأبرز تلك الشائعات في الأزمة السياسية القائمة في بلادنا وآثارها غياب فخامة الأخ رئيس الجمهورية خارج الوطن للعلاج بعد تعرضه للاعتداء الإجرامي الآثم.. وما رافق تلك الشائعات المتشائمة من ظواهر سيئة تبعث على الحزن والاستغراب والخوف بالفعل على هذا المجتمع الإنساني البسيط تلك الشائعة حول فخامة الرئيس وما رافقها من تصرفات وسلوك شائن تمثل في لهجة وخطاب بعض قوى المعارضة وإصرارها الملح جدا على ضرورة تشكيل لجنة طبية للاطلاع على حالة الأخ الرئيس وكل ذلك ليس من أجل مصلحة الوطن أو أبناء الوطن كما يزعمون وانه لأبعد ما يكون عن ذلك ولكن من أجل تحقيق ما يعتبرونه – للأسف الشديد- انتصارا سياسيا بعيدين كل البعد عن أية حسابات أو اعتبارات أخرى.

> وبعد ظهور فخامة الأخ الرئيس في خطابه الأول في السابع من يوليو والذي اعتبره كثيرون تجديدا لانتصار الشرعية الدستورية في هذا التاريخ المهم في تاريخ اليمن الجديد لفظت الشائعات المغرضة حول وجود الرئيس أنفاسها الأخيرة لتظهر مكانها بسرعة مدهشة شائعات مناسبة للزمن والحدث حول صحة الأخ الرئيس وأعضاء جسده لتنكسر وتنهزم هذه الشائعات بسرعة مماثلة بظهور الأخ الرئيس المفاجئ مجددا في لقاء بمستشار الرئيس الأمريكي وهو في صحة جيدة جدا تقطع الطريق على أولئك “النهابة” الذين ما يفتأون يبحثون عن الوسائل الملتوية أيا

قد يعجبك ايضا