الشهيد سالم قطن ذلك العملاق
عقيد قيس علي الارياني
عقيد/ قيس علي الارياني –
هناك أناس عظماء ولكنهم يعملون بصمت بعيدا عن البهرجة الإعلامية وبعيدا عن المزايدات أناس مهنيون أي أنهم أبناء مهنة يعملون فيها بكل إخلاص ويبدعون أيما إبداع ولكنهم غير معروفين لدى البعيدين عن محيطهم وبذلك فإنهم يكونون في الظل بينما هناك آخرون معروفون لدى عامة الناس وهم مجرد ظاهرة صوتية لا قيمة حقيقة لهم في مجال عملهم فهم غير مهنيين ولا يبدعون في مجال ولكنهم كثيرو الظهور وقريبون من المطابخ الإعلامية فيرتفع شأنهم ويعرفهم القاصي والداني بالرغم من أن ضرهم أكثر من نفعهم.
الشهيد اللواء الركن/ سالم قطن من الفئة الأولى الذين عملوا بصمت ومهنية عالية وقد تبوأ مناصب عديدة وتدرج في العمل العسكري تدرج طبيعي حتى وصل إلى نائب رئيس الأركان العامة عن جدارة واستحقاق وليس لقربه من مصدر القرار بل لكفاءته وقدراته العسكرية التي اهلته لهذا المنصب وعندما أدلهمت الأمور في ابين وتغلغلت العناصر التخريبية فيها لم تجد الدولة اليمنية خيرا من اللواء سالم قطن ليكون هو بطل دحر هذه الفئة الباغية وقد كان عند حسن ظن القيادة التي عينته في هذا المنصب حيث استطاع هو وزملاؤه الأبطال دحر هذه الشرذمة وطردهم شرطردة من محافظة أبين الأبية وخلال فترة قياسية جعلت العناصر الإرهابية تفقد صوابها وتفقد قدرتها على التحرك وقدرتها على المقاومة فهرب الكثير وقتل من لم يهرب.
إن استشهاد اللواء الركن سالم قطن قد اصابنا بالذهول وعم الحزن جميع افراد الشعب بشكل ملفت للنظر فبالرغم من عدم وجود هالة إعلامية خلف هذا البطل إلى أن كل مواطن يمني شعر بأن مقتله كان نتيجة للأنتصار الساحق الذي حققه وأن هذا القتل جاء بسبب البطولات الخارقة التي ابداها ابطال القوات المسلحة واللجان الشعبية والتي تجسدت في ذلك العملاق الذي استطاع أن يقود الجيش اليمني العظيم بكل اقتدار محققا ما لم تكن تتوقعه حتى القوى الخارجية التي ذهلت من النصر الذي تحقق خلال فترة قياسية بكل معنى الكلمة.
إن الوطن يملك ذخيرة هائلةمن امثال اللواء/ سالم قطن وهم موجودون في جميع الوحدات العسكرية ويحتاجون فقط للحصول على فرصة لكي يقدموا ارواحهم فداء للوطن العظيم الذي يفتخر بوجود مثل هذا القائد العظيم الذي قدم روحه فداء للوطن بكل شجاعة وإخلاص.
اللواء سالم قطن لم يمت فهو حي عند الله يرزق كما ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عند ذكر الشهداء وهو خالد في وجدان الوطن الذي يشعر بخسارة ما بعدها خسارة ولكن عزاءنا أنه قتل وقد حقق ما كان يصبوا اليه من خدمة وطنه في تحقيق النصر على هذه الفئة الباغية.
رحم الله الفقيد وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* مدير مرور أمانة العاصمة
