لا نريد اغتيال الحوار

محمد السامعي

محمد السامعي –
أعدكم أنني سأنزل إلى الساحات لمحاورتكم وتحقيق كافة مطالبكم ولن نتجاهل أهدافكم التي تنشدونها فمصلحة اليمن فوق الجميع هكذا قال رئيس مجلس الوزراء الأستاذ محمد سالم باسندوة يوم الأحد وهو يحاول جاهدا زرع الوئام بين الشباب اليمني المؤيد للثورة والمؤيد للنظام السابق في أول لقاء عقدته لجنة التواصل مع الشباب بحضور عدد من الوزراء وسفير الاتحاد الأوروبي بصنعاء.
كنا لا نتصور أن تحدث تلك الضجة من قبل بعض الشباب الذين يفترض أن يكونوا رمزا ليمن خالية من كل المكدرات.
الشباب هم من قاموا بالثورة والشباب هم من يعول عليهم التغيير في كل شيء والشباب هم صناع المستقبل اليمني المنشود كان ينبغي عليهم أن يزرعوا المحبة في كل مكان حتى في حقول الكراهية وأن يصنعوا الوئام في كل بقعة من بقاع اليمن .
لم يعد هناك أمل إذا لم يحترم الشباب أفكار بعضهم البعض سيتم دفن التفاؤل في مقبرة الحقد إذا لم نغير بعض أفكارنا التي تبدو مناقضة لما نحن عليه اليوم من توافق .. فإذا لم نعمل جاهدين من أجل التعاون الثنائي فيما بيننا فإنه سيتم اغتيال المحبة فيما بيننا بعبوة ناسفة تنسف كل التقارب بين الجميع.
نحترم قناعات الغير ونتعاطف مع مطالب الشباب وأرائهم وأفكارهم لكن كان ينبغي على جميع الشباب أن يحترموا من أتوا من أجل الحوار معهم والنظر إلى مطالبهم بغض النظر عن اعتقاداتهم وآرائهم تجاههم.
إذا كان العالم يؤكد على مبدأ الحوار بين الثقافات والأديان المختلفة فالأولى أن نقتات الحوار ونحتسي التعاون فيما بيننا مع كل يوم جديد من أيام يمننا الحبيب .
نحن في بلد واحد فيه دين واحد ولغة واحدة لذلك يفترض أن يكون هدفنا واحدا على الرغم من تعدد آرائنا وأفكارنا فإذا عملنا من أجل هدف واحد هو النهوض باليمن فلن يحدث أي تلاسن أو خلاف حاد فيما بيننا.
اتسعت مساحة التعاسة لدينا ونحن نشاهد أحداث المركز الثقافي في العاصمة صنعاء يوم الأحد .
كنت مع أحد الزملاء ونحن نتابع المسرحية التراجيدية التي قام بعرضها بعض الشباب في المركز الثقافي كانت تبدو كمسرحية مفجعة لكل اليمنيين فنحن نمر بمرحلة انتقالية يفترض أن نشاهد مقاطع المحبة وأفلام التوافق بدلا من مسرحيات المأساة التي يعرضها البعض ويقوم بإعدادها أناس من خارج منصة العرض.
كان زميلي يبدو أكثر استياء مني وهو يشاهد الأحداث وقد كان يقول « أين الأمن أين وزارة الداخلية أين الأمن الخاص بحماية الوزراء لماذا لم يقم بواجبه في فض الاشتباك بين الشباب ¿¿¿¿.
وكان زميل آخر يقول « خلاص فشل الحوار مع الشباب في أول لقاء بهم كنت أحاول الرد بأننا لن نستطيع أن نحكم بأن الحوار قد فشل بل علينا أن نحاول مرات عديدة من أجل التحاور مع الشباب ومع كل الفئات في اليمن .
الحوار سيستمر مع كل مكونات المجتمع على الرغم من العراقيل الكبيرة التي يحاول زرعها البعض, وعلى الرغم من العقبات التي تحاول نشرها بعض الشخصيات والقيادات التي لا تريد النجاح للرئيس هادي ولحكومة الوفاق الوطني وللجنة الاتصال الرئاسية .
نحن على ثقة بأن الشباب اليمني أنقى وأصفى من جميع العراقيل وأرفع وأسمى من كل العقبات لذلك ستكون المرحلة المقبلة مرحلة توافق فيما بينهم .
نشعر بسعادة غامرة ونحن نشاهد الدكتور عبد الكريم الارياني والدكتور ياسين سعيد نعمان والأستاذ عبد الوهاب الآنسي وهم على منصة واحدة من أحزاب مختلفة يعملون جاهدين من أجل إنجاح الحوار الوطني.
كم سنبدو أكثر سعادة عندما يجتمع الشاب المؤتمري مع الشاب الإصلاحي أو الاشتراكي أو المستقل على طاولة واحدة كل هدفهم هو خدمة اليمن والنهوض به قبل أن يتحول إلى دولة فاشلة.
لا نريد أن نكون مجتمعا فاشلا نريد أن نصنع النجاح بشبابنا وأن نتناول أقراص التغيير في كل يوم وأن نحتسي أكواب التعاون فيما بيننا .. نقتات الأمل ونرتشف كؤوس المحبة نحب الحرية ونعشق التقدم في كل شيء ندفن البغضاء ونحاول بعث كل شيء جميل من أجل اليمن .
لذلك نبدأ من الآن تغيير نظام حياتنا برمي الكراهية في نفايات الزمن لنعيش سعداء بعيدين عن كل مكروه.

قد يعجبك ايضا