شيء كأنه البكاء
جميل مفرöح
جميل مفرöح –
أيها الشاكي بصمتöك ورويتك.. لا تستسلمú لأنú يكون الحزن إحدى عاداتك ولا لأنú يغدو البكاء جزءا مöنú ملامحö وجهöك الوضاء.. لا تأبهú بمن يتزلجون على جفونöك وتجرح معاوöل حاجاتöهم بريق مآقيك الوادöعة.. اذرفúهم ولو لمرة من حدقاتöك كما يذرفونك كل لحظة مöنú علائمö وفائهم وانبذö انتماءهم ولو لبرهة, كما ينبذونك مöنú وجهةö امتنانöهم.. إنهم في أمسö الحاجةö إلى أبوتöك قبل وأكثر مöنú أن تستدعيهم حاجتك الملحة إلى أبناء..
* * *
أيها الموبوء بالحبö والسماحةö والإيثارö والوفاءö في زمن لم يعد ذووه يؤمنون بخرافات كهذه, حسبك أنú تتخذ مöن الحبö صلاة وطقوسا مقدسة للتقربö مöنú كلö ما هو في مرتبةö السموö عدانا.. وفخرك أنك ستظل كبيرا بحجمö المحبة في السماءö والأرضö وستظل تكبر وتكبر لأنك لا تستطيع سوى ذلك, فيما نظل صغارا بحجمö مكائدöنا الرخيصةö ونظل نصغر ونصغر لأننا لا نريد لأنفسöنا أكثر وأسمى من ذلك..
* * *
سيöدي الطاهر النقي.. رائحة الترابö لديك لازمة مöنú لوازمö الخلودö وشهادة مöنú شهاداتö الانتماءö التي لا تنتظرها لأنك منú يهبها فلا تبتئسú حين تحثو حماقاتنا ومطامعنا البلهاء التراب في ملامحö بهجتöك ويفاعةö حöلمك فإننا إنما نزجي الطهر على الطهارةö ذاتöها وإنú يكنú بأيد مدنسة بالجحود..
* * *
أيها المتجمهر كإله قادم مöن الأزلö والخاشع كقدöيس متدل مöنú سماءö الأبديةö.. لا تنه أجنحتك عنö الرفرفةö ولا قلبك عنö الغöناءö ولا تغمضú عينيك في وجوهö الآمالö التي لا يجيد سواك رسم معلقاتöها وترتيل نشيدöها.. كنú كما عودتنا أحلاما متقنة التخيلö كنú صانع أحلام محترفا حديقة أحلام غناء كنú متفائلا كما يليق بمثلöك مöن الاعتقاداتö ولكنú.. لا تمعöنú في المغفرةö ولا تبالغú في التنازلاتö لا تتسامحú حöين يحوöلك الجشع إلى مجردö نتيجة رöبحية, أو رقم في خاناتö تöجارة خاسرة بخúسة..
* * *
أيها الشيخ الطاعöن في الصمتö والجلدö, المتوغöل في فضائلö الصفحö والعفوö.. طعناك مöرارا حيث لم تكنú تتوقع أن تطعن, فتحايلúنا عليك وسرقúنا ,كل تلك المراتö, عفوك وتوغلúنا في قلبöك نسúتظöل بأمانöك فسرقناه أيضا.. إننا, يا سيöدي, نقتلك في قلوبöنا ونسير في جنازتöك المنúهوبةö إلى مثواك الأولö ومسúقطö رأسöك الأخيرö, ثم نتفق على اتöهامöك بالتهدل والسذاجةö والشيخوخةö ثم بالانتöحارö.. وأخيرا لا نبقي منك عدا صورة معلقة على جدرانöنا المتسöخة بالخديعةö صورة قديمة نؤطöرها بالعويلö الماكرö, ونغسل زجاجها كل تذكر بöبصاقö النكران..
* * *
أيها القديم الثمين كقطعة أثرية والجديد المتخيل كابتسامةö طفل لم يولدú بعد.. تأملúنا واسخرú مöنا ما طاب لك ونحن نمعن هنا في ذبحك كقربان لآلهة افتراضية, ونتقاسم لحمك كأضحية, ثم ما نبرح نلطöخ ثياب بعضöنا بدمöك الزكيö, تأملú ذلك المشهد الفانتازي وأنت في حضúرتöنا شاخص الحöيلةö والحيرةö تحاول ألا تصدöق حواسك وأن تبتكر ما تجود به اللحظة مöن المعاذيرö والتبريراتö لöجهالتöنا عليك وتتمنى مöنú كلö حقيقتöك ومعناك أنú نتفق على إرثك حيا ثم تسرöف بعد ذلك في الدعاءö لنا بالتوفيقö والهدايةö..
* * *
أيها الأب المفؤود بنا المفجوع برحيلöنا أصغر مما يجب.. لا تنúكسرú على أبوابöنا الآن, تجلدú مليا نسألك مزيدا مöن التروöي على حافتöنا قبل أن تغرقنا ملوحة دمعöك.. فسحة من الألمö والأملö, ويكبر أبناؤك كما تريد لهم أو وشيكا مöنú ذلك قليلا ويهرم النكران والخديعة, فيتقوس ظهراهما ويقúبرانö منحنيينö..
* * *
سيöدي.. الوطن.. لا تأخذúك الهزيمة إلى ربوعöها, ويجرك