متلازمة الانتقال الآمن

جمال الظاهري


 - جمال الظاهري
جمال الظاهري –

أيا كانت طينتهما وأيا كان صنفاهما من الرجال فقد كانا على مدى عقدين من الزمن اشبه بمتلازمة لا تكتمل إحداهما إلا بالأخرى.. حملا معا هم اليمن الواحد منذ الساعات الأولى التي اعلن فيها اليمن الواحد وكانا في خندق تعزيز بقائه في صيف 94 ميلادي معدنهما صاف وحبهما لليمن ليس له حدود عقدا العزم على الحفاظ على وحدة اليمن وتحملا في سبيل ذلك مخاطر لها أول وليس لها أخر فنالا احترام شعبهما وغدا ذكرهما وشخصاهما صفحة مجسدة من البطولة الخالصة والشجاعة المتفردة.
فما واجههما من محن طوال السنوات الماضية لا يدع لأحد مجالا للاستغراب إذا ما انحنت لهما كل هامات التاريخ وأعداؤهما قبل أعوانهما, لم لا وقد وقف كلاهما حينما انكسر الاخرون في فترات زمنية واجها فيها اعتى المراحل واشدها خطورة متسلحين بالإيمان بالله والشعب .. وكلاهما ثقة بأن قوتهما تستند إلى وله ابناء اليمن بوحدة شعبهم العريق.
اعتبر الرجلان في لحظة زمنية أنهما قد أتما البناء وأنجزا المهمة فركنا إلى الدعة والاسترخاء واستعانا بمن هو دون المهام المطلوب انجازها فاستشرى الانحلال ونخر السوس في مداميك بنائهما ووجد المندس والحانق والكاره فرصته فلعب على أوصال المساحات غير المؤمنة وأوجاع الناس وغياب الراعي.
اليوم وبفعل تصريف الأقدار هاهما نفس الرجلين على ميعاد مع القدر المحتوم والمسئولية الجسيمة الملزمة لهما بحكم موقعهما من القرار يجدان نفسيهما أمام أصعب إمتحان يواجههما ويتهدد بناءهما الذي أوصلهما إلى مرتبة العظام من الرجال فإما أن يحصنا البناء أو أن ينهار كل ما بنياه .. بل وأكثر من ذلك فإن هذا الإنهيار لا قدر الله إن حدث وحصل فسيكونان هما أول المسئولين عن إنهياره وأول من ستسحقهما حجارته.
صحيح أن هذين الرجلين قد خبرا الكثير من المحن وأجادا التوازن على حبالها وفهما دوريهما وما يتطلب منهما من عمل إلا أن امتحان اليوم من نوع آخر وفي ظروف لم يختبراها من قبل ولن ينفع معها نفس الأليات التي استخدماها سابقا زد على ذلك أن ما كانا يتمتعان به من أرضية شعبية صلبة لم تعد هي نفس تلك الأرضية التي ساندتهما في سالف الأيام وإن لم يثúبöتا ويقدöما من موقöعيúهما الجديدين ما يقنع هذه الجماهير فإنها (الجماهير) سترمي بتارخيهما في بئر سحيق لا قرار له.
صحيح أيضا أن الرجلين وعلى ما يبدو ما زالا يمتلكان الكثير ليقدماه بدليل أن الجميع يطالبهما بتقديم مخارج وحلول لأزمة اليوم (الأعداء قبل الأصدقاء) ما يعني أن الشعب اليمني ما زال يؤمل فيهما خيرا ويدخرهما لمثل هذه الأيام الصعبة كما أن نجاحهما في وضع اليمن علي مسار صحيح يوصل إلبلد إلى بر الأمان سيؤكد استحقاقهما للمكانة العالية التي تربعا عليها في قلوب الناس أولا وفي صفحات تاريخ اليمن الحديث لهذا ولكي يتوجا بنائهما باكتماله فهما اليوم مطالبان بإرساء تقاليد عصرية للتداول السلمي للسلطة وكي يضعا بصمتيهما وتوقيعاهما في تاريخ اليمن الحديث على صفحته الأولى.
ما انصح به اليوم هو ما يفطن إليه كل عاقل فالطريق وعرة وادوات الأمس لا تنفع مع مشاكل اليوم لذا فلابد من التحضير والاستعداد التام للقبول بما لم يكن مقبولا في ما مضى كما ان طبيعة الارض ومدى وعورتها هي التي تحدد الوسيلة والطريقة في الحراثة كما ان البراعة والسيطرة والتحكم لا تكمن في الوسيلة والطريقة فقط وإنما في ما يمتلكه الزارع (البتول) فليس كل حارث (بتول).
ونصيحة لفخامة الرئيس القادم (عبدربه منصور هادي) انت على موعد مع أرض وعرة قد نال منها الجفاف كفايته وتحتاج فعلا لوسيلة عصرية لحراثتها لذا عليك أن تحدد الوسيلة والطريقة المناسبة واظنك تملك البراعة والسيطرة والتأييد.
aldahry1@hotmail.com

قد يعجبك ايضا