»ظلمة« الغربي عمران تفوز بجائزة الطيب صالح للإبداع
الثورة
الثورة –
فاز الروائي اليمني محمد الغربي بجائزة الطيب صالح للإبداع الكتابي في دورتها الثانية والتي يبلغ قيمتها 10000 دولار عن روايته »ظلمة«.
وأشار مجلس أمناء الجائزة في الخرطوم يوم الخميس الماضي إلى أن السوداني بشرى الفاضل فاز بالجائزة في فرع القصة القصيرة عن قصته »فوق سماء بندر« كما حصد السوداني ناصر السيد النور الجائزة المخصصة لترجمة الأعمال الأدبية عن ترجمته لرواية »تخوم الرماد«.
وكانت الجائزة التي تدفع قيمتها شركة زين للاتصالات في السودان أطلقت العام الفائت فروع الرواية والقصة القصيرة وأضيفت إليها هذا العام ترجمة الأعمال الأدبية تخليدا لذكرى الروائي السوداني الطيب صالح الذي توفي في فبراير/شباط 2009 ومن أشهر رواياته »موسم الهجرة إلى الشمال« و«عرس الزين« و«بندر شاه«.
وتبلغ قيمة الجائزة 66ألف دولار في الفروع الثلاثة تقدم لثلاثة فائزين في كل فرع.
وفي الرواية نالت الجائزة الثانية الجزائرية هجيرة قويدر بوزيد وفاز بالمرتبة الثالثة المغربي هشام بن شاري.
أما في فرع القصة القصيرة فجاء في المركز الثاني المصري فؤاد محمود قنديل وفي المرتبة الثالثة حسن صبري من مصر أيضا.
وفي مجال ترجمة الأعمال الأدبية فاز بالمرتبة الثانية عمر بابكر سليمان وجاء في المرتبة الثالثة القذافي هاشم السيد.
و (ظلمة …) هي الرواية الثانية للروائي اليمني محمد الغربي عمران.. بعد روايته (مصحف أحمر) الصادرة عن رياض الريس 2010م الطبعة الأولى و دار ميريت2012 في طبعتها الثانية.
.
و تعالج رواية الغربي ( ظلمة…) الفائزة بجائزة الطيب صالح فترة مهمة من تاريخ مجتمع جنوب شبه الجزيرة العربية .. منتصف القرن الخامس الهجري.. حيث استدعى كاتبها التاريخ.. مركزا على الصراع الديني بين المذاهب .. ليدور صراع عنيف للسيطرة على المجتمع بين ثلاثة مذاهب إسلامية .
وتدور أحداث الرواية في أعالي جبال السروات في اليمن وعسير وحتى الحجاز.. وهي بيئة شخصيات الرواية, حيث تدور أحداث الرواية في تلك المناطق.حيث يعيش إنسان ذلك الجزء من العالم في صراع دموي رهيب يقوده زعماء تلك المذاهب . .
ففي الوقت الذي كان يقود زعماء تلك المذاهب العامة من قبائل ليوجهوهم لنهب المدن وتدميرها بفتوى فساد حكامها.. تنتشر عمليات القتل والسلب بدعوى نشر الدين الحق.. ليدخل زعيمهم معلنا نفسه أميرا للمؤمنين .. ليستعد زعماء المذاهب الأخرى بتجييش القبائل لتدور الدائرة ..وهكذا دواليك ما أن يسيطر زعيم مذهب على صنعاء معلنا نفسه إماما على جنوب شبه جزيرة العرب حتى يدعو زعيم مذهب آخر أتباعه وبقية القبائل للهجوم على صنعاء مبيحا النهب والسلب مقابل ما قاموا به.
وتحاول الرواية أن تسقط الماضي على ما نعيشه اليوم من واقع معاش..
كما تعالج الرواية أيضا العلاقة بين أتباع الديانات الأخرى والمذاهب المخالفة للإسلام في جنوب شبه الجزيرة العربية.. مثل الوثنية واليهودية.. لينكفئ أتباع كل دين على أنفسهم .. وإن ظهر العكس من ذلك.. خوفا من التنكيل والإبادة .
وهنا يستخدم الكاتب تعدد أصوات الرواة وتوازي حكيها.. الأصوات التي تتضافر بشكل مطرد.. لتقدم لنا أحداث وتطورات العلاقات بين فئات المجتمع في قالب سلس وممتع.
وتحتوي الرواية على عدة تيمات نسج الكاتب روايته حولها.. مثل:صراع النفس حول الإيمان والشك بمصداقية دين عن آخر.. ومذهب دون غيره من المذاهب.. ولذلك ظلت الشخصية الرئيسية للرواية (جوذر) تتأرجح بين المعتقدات اليهودية والإسلامية.
والمحور الثاني قصة حب مضطربة وغير متوازنة بين (جوذر) الابن من زواج بين مسلم ويهودية وبين حبيبته (شوذب). ابنة المعلم الباطني صعصة الذي علمه رسم الحروف ونقش الأشكال وتلوينها.. كما لقنه الكثير مما يعتقد.
شوذب الحبيبة تتعرض للخطف والبيع كجارية في سوق النخاسة.. في الوقت الذي يقتل والدها المعلم من قبل رجال إمام صنعاء بتهمة ترويجه للأفكار الباطنية .. الكأس الذي تجرعه صبيه جوذر.. والذي يرمى بعد مقتل معلمه بشهور في سجن مظلم.. عبارة سرداب تحت قصر الحاكم ليقضي فيه عدة سنوات .. وحين يخرج من سجنه بعد صعود إمام جديد .. حينها لا يجد حبيبته شوذب أو أمه اليهودية.. ليبدأ بالبحث المضني بعد أن علم بأنها خ