رؤوفة حسن .. ذات الأحلام الكبيرة (1-3) 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

 
 
 
 
 
حسن اللوزي
 
ü .. ما من إنسان إلا وله أحلامه الخاصة به وما أن يتعلم ويكتسب نسبة من الوعي بما حوله.. وبالقضايا التي يعيشها شعبه ووطنه.. حتى تتشكل في ذهنه الأحلام الكبيرة.. الأحلام التي تشعره بالاندماج الاجتماعي ونمو الأحاسيس الوطنية وتدفعه في الانغماس في خدمة القضايا الوطنية.
وجدت رؤوفة حسن نفسها مع شخصيتها كامرأة في خضم الانشغال بالأحلام الكبيرة وبالجهاد في الحياة بكل صعوباتها وتحدياتها بل ومخاطرها من أجل القضايا العامة في وقت عصيب كانت تقذف فيه النساء اللواتي يخرجن للحياة العامة بماء النار!!.
ومع ذلك لم يتسلل الخوف أو الانكسار إلى قلوب ونفوس الأخوات الأبيات اللواتي خرجن للعمل في كافة الوزارات والمرافق العامة بل وحملن السلاح للدفاع عن العاصمة في حرب السبعين يوما.. موظفات وعاملات وممرضات ومدرسات وشاركن في صنع النصر في تلكم الملحمة العظيمة وكانت رؤوفة حسن واحدة منهن وفي طليعة ذوات الأحلام الكبيرة والاستماتة من أجلها حيث صارت تنشغل بأكبر من حلم الحرية الشخصية وأن تنطلق مع الزخم العظيم الذي أحدثته الثورة اليمنية المباركة والتغييرات الجذرية من لحظة اقتلاع الحكم الإمامي الكهنوتي الاستبدادي المباد وإقامة النظام الجمهوري القائم على أساس من حكم الشعب نفسه بنفسه وصياغة مجتمع الحرية والإخاء والمساواة ومن أجل ذلك اختارت الراحلة الغالية رؤوفة
 حسن طريق الكلمة سلاحا قويا فاعلا لإيصال رسالتها ولأداء دورها.. وبنفس تلك الثقة والإيمان بالذات.. وبخطورة هذه المسئولية في خدمة أهداف الثورة اليمنية المباركة التي احتلت الصدارة في وعيها وأولويات عملها وخاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان وقيم الإخاء والمساواة وحب الوطن والإنسانية ولذلك أرادت أن تكون ومنذ الأيام الأولى لاقتحامها العمل الإعلامي عنصرا فاعلا في إعلام الثورة.. وإعلام التغني بالجمهورية التي بدت في ذلك الوقت وكأنها الجنة على الأرض !! وإعلام الجهاد الأكبر من أجل الانتصار لقيم الإخاء والمساواة والعدالة الاجتماعية وإعادة بناء الأسرة اليمنية الجديدة واجتثاث ميراث التخلف الرهيب الذي ظل جاثما على صدر الشعب لقرون عديدة وبسطوة ثالوث الظلم والجهل والفقر والمرض وسياسة فرق تسد.
فالمرأة لابد أن يكون لها دورها وأن تكون رقما في معادلة الحياة وإنتاجيتها واستقامتها وقد توضح مضمون هذه الرسالة الجديدة في عناوين ومحتوى برامجها في الإذاعة بداية من برنامج الأسرة الذي كانت تعده وتقدمه والتمثيليات العديدة التي كتبتها ومثلت فيها وغيرها من البرامج ذات العناوين الواضحة والمحتوى الدقيق المباشر كبرنامج «الثورة الرائدة» و«سبتمبر والتحول الاجتماعي في اليمن» وغيرهما ومثل ذلك يقال عن اتجاهات برامجها التلفزيونية في قناة اليمن التي انطلقت حديثا في 1975م في العاصمة صنعاء وهي ما تزال تدرس الثانوية.
ومثل ذلك يقال عن كتابتها الصحافية التي لم تنتظم إلا مؤخرا لانشغالها بهموم الدراسة والبحث وتكريسها جانبا من جهودها في النشاط الثقافي والاجتماعي وفي حقول الشراكة الوطنية وفي محاولة فرض علاقات التكافؤ والندية مع أخيها الرجل انطلاقا – كما أشرنا سابقا – من إذاعة صنعاء .. وفي وزارة الإعلام والثقافة والشئون الاجتماعية والعمل وفي المساهمة في الفعاليات الخارجية فكانت من أوائل من تصدى للقيام بالمشاركة في النشاط الخارجي القومي والدولي عن المرأة اليمنية وتمثيلها ومساهمتها في ذلك قبل الوحدة وبعدها وقبل نشاطها في قطاع المرأة الذي لم تحبذ الانخراط فيه في السنوات الأولى من حياتها العملية حيث كانت لاترى مبررا للفصل بين نشاط الجنسين فلا فرق لديها بين الرجل والمرأة بالنسبة للعمل ولتحمل المسئولية العامة في كافة الميادين.. فالقاسم المشترك هو احترام العمل والتفاني في أداء الواجبات.. كبيرة كانت أو صغيرة من كل العاملين والمسئولين رجالا كانوا أو نساء وبمعيار واحد هو المساواة في الحقوق والواجبات.
وقد جاء دورها في دعم الدراما الإذاعية في تأسيس المسرح الوطني من هذا المنطلق ومن أجل سد فراغ كبير في هذا الجانب البكر من الحياة الثقافية اليمنية في شمال الوطن ولتلبية احتياج خطير لابد منه لإقامة هذا الفن الإبداعي الجبار على قدميه باعتباره مدرسة شعبية ومرآة مجسدة لصورة المجتمع المتكامل غير المشقوق.. فمن إذن يقوم بدور المرأة في الأعمال المسرحية التي تحمل هذه الرسالة الخالدة¿¿ فكانت رؤوفة واحدة من تلكم الرائدات في هذا المجال الذي لم تتشجع المرأة لاقتحامه في ذلك الوقت العصيب في جموده الاجتماعي!!.
فكان لها ما أرادت ومثلها في ذلك أخوات أخريات في عدن وتعز والمكلا والحديدة وقد ترسخ لديها الإيمان العميق بدور الكلمة في تحقيق الأحلام الكبيرة من خلال قياس

قد يعجبك ايضا