أكثر من هذا لا نريد
نبيل حيدر
نريد وطنا يؤمن فيه الجميع بالجميع والفرد بالفرد وطنا خاليا من التعالي والنرجسية ونظرة الأفضلية والأحقية.
لسنا كجهنم التي تقول هل من مزيد عندما نطلب كل الحقوق وكل الواجبات لكننا نخاف من الجهنميين الذين يريدون المزيد لأنفسهم ولأحلافهم ولöمنú يواليهم ولا يوالي غيرهم وهؤلاء هم الذين لا يريدون وطنا كما نتمناه ونتخيله ونحلم به فنحن نريد وطنا يدار بشفافية ويحكم بشفافية ووضوح وأولئك يريدون وطنا يديرونه من غرف مغلقة وفي مجالس محصورة.
نعم نريد وطنا يتحكم في أبنائه ولا نريد أبناء يتحكمون في وطنهم تحكم العابث الفاسد الأناني المفرط في الأنا وكم تجرعنا مرارة الأنا وأقوال «لولا أنا ولولا نحن لما كان هذا الوطن» لولا نحن ما قامت الثورات ولولا أنا ما بنيت الأمجاد ولا عاش منú عاش متمتعا بالقدرة على التنفس.
نعم تعبنا من دعاة حماة الوطن وحماة القيم والدين قرفنا من محاولاتهم الممقوتة للوصاية على كل شيء وادعاء الفهم والقدرة في كل شيء أرهقونا وأرهقوا ذرات الأوكسجين بثقالة عقولهم وتصرفاتهم وجحافل الحقد التي تحملها جöمالهم المتخرجة من مدارس جمل المعصرة.
نريد وطنا لا يرهبنا فيه الثائر ولا يضحك علينا الفاسد ولا يزور ذاكرتنا الناقم ولا نرتهن فيه لحاكم أو لحزب أو لولاء ضيق.
نريد وطنا يفخر بالطموحات الخلاقة لأبنائه المقترنة بميادين العمل ولا نريد وطنا ينام على وهم ويصحو على وهن.