غزواتهم تسبق المبادرات
جميل مفرح
جميل مفرح
جميل مفرöح
بدا واضحا ومؤكدا أنه منذ سيطرة اللقاء المشترك على اعتصام الشباب في الشارع, وبالتالي استحواذه وهيمنته على عمليات التنظيم والتنسيق في صفوف المعتصمين بعد مصادرة كل حق للشباب في هذه الاعتصامات, أن كل مبادرة أو عرض بالتسويات والإصلاحات يواجه بالرفض المتعنöت بلا أسباب تذكر.. كما بدا جليا وبلا أدنى شك أن أية مبادرةö تلافي للأزمة تستبق بتصعيد أو أحداث مفتعلة من قöبل اللقاء المشترك, بهدف تقويض أية اتفاقات أو تسويات تنجز في سبيل ذلك.. وقد غدا ذلك متوقعا ومؤكدا بعد أن تكرر لمرات عدة, وهو بدوره ما يؤكöد على أن اللقاء المشترك لا ينوي على الإطلاق مباركة أية تسوية أو أي اتفاق بإمكانه أن ينقذ الوطن مما يمكن أن يؤول إليه من واقع مضطرب وفوضى عارمة, كما يؤكöد أيضا أن ليس لديهم استعداد للمشاركة في أمر من هذا القبيل.. ونستطيع أن نذكöر -على سبيل المثال فقط لا الحصر- ظهور الأستاذ ياسين سعيد نعمان الرئيس الدوري للقاء المشترك على إحدى القنوات معربا عن رفض مبادرة رئيس الجمهورية في المؤتمر الوطني قبل أن ينتهي الأخ الرئيس من طرح المبادرة.. وهو ما يعني بكل وضوح أن الإخوة في اللقاء المشترك لم يكن ولا أظنه سيكون لديهم استعداد للمساهمة في إخراج الوطن مما يحيق به من حوادث وأزمات ستصل بالجميع إلى الطرق المسدودة.. بقدر ما بدا أن لديهم رغبة جامحة في تأزيم وتأجيج الأوضاع, خصوصا وأنه عرف عنهم منذ أكثر من عشرين عاما أنهم يسعون دائما إلى افتعال الأحداث والأزمات المختلفة التي توفöر لهم على الدوام مناخا موائما لانتقاد وابتزاز النظام من أجل تحقيق مصالح شخصية صغرى لا تعني بأي شكل من الأشكال سواهم من أبناء الوطن, ولا تذهب إطلاقا في طريق مصلحة عامة..
الأحداث التي وقعت الأربعاء الماضي في شارع عمران وبالقرب من موقع مبنى التلفزيون بالتحديد, كانت أحدث ولا أظنها آخر مراحل أو مستويات هذه اللعبة الخطرة التي يجيد اقترافها الإخوة في اللقاء المشترك.. والهدف هذه المرة أيضا كما هو في سابقاتها محاولة إفساد لأجواء التوقيع على المبادرة المقدمة من قöبل الإخوة في الخليج العربي وبالتالي تقويض ما وصلت أو أوشكت على الوصول إليه هذه المبادرة المقدمة من أشقاء يبذلون قصارى جهودهم للمحافظة على أمن وسلام وسلامة اليمن, والذي من شأنه بالتالي المحافظة على الأمن والأمان في هذه الدول الشقيقة التي تجمعها باليمن الكثير من العلاقات المشتركة وعلى رأسها الجوار الحدودي والجغرافي المباشر.. وبالطبع فإنه لا يخفى على متابع أن هذه الأحداث المذكورة والمتكرöرة من قöبل الإخوة في المشترك تأتي تواصلا للعبةö الازدواج المفتعل في المواقف, وذلك في سبيل التمسك بهدف اقتلاع النظام والالتواء على الدساتير والنظم التي لم يستطيعوا في أطرها أن يثبتوا حضورهم السياسي الفاعل والمؤثöر, كما لم يستطيعوا كسب جمهور الشعب لأنهم أبعد ما يكونون عنه وعن مطالبه ومصالحه, ذلك من جانب أما الجانب الآخر من أهداف لعبة الازدواج فهو الاندماج الشكلي الباهت فيما يطرح عليهم من قبل الأشقاء والأصدقاء من اتفاقات أو مصالحات.. وبالتالي نجدهم يتجاوبون مع المبادرات فيما يبقون على قواهم وشبابهم في الشارع مدعين التبرؤ التام منهم في حين يأمرونهم برفض أية مبادرة أو تسوية يوافقون عليها هم من أجل كسب تعاطف ومواقف الوساطات والمتدخلين.. وبالتالي سرعان ما نجدهم يوقفون كل شيء على تلك القوى المرسلة في الشارع باعتبارها الشعب الرافض لأية مبادرة أيا كانت..
حادثة أو (غزوة) الأستاذ الرياضي كما يحلو للبعض تسميتها, لا تدع مجالا للشكö في إتقان (المشتركيين) لعبة الازدواج, ومحاولة الانقضاض المبكöر على مبادرة الإخوة الخليجيين, وليس أدل على ذلك من الإعداد والتنظيم المبكر لهذه الغزوة (الجهادية), ابتداء من قنابل المولوتوف المعدة للانطلاق على المعتصمين المساندين للشرعية الدستورية والمتواجدين في الأستاذ الرياضي, وقبل ذلك الانتقال لقرابة خمسة عشر كيلومتر من مقر اعتصام المشترك وصولا إلى مقر اعتصام المساندين للشرعية, ومقر مبنى التلفزيون الذي كان هدفا واضحا ومؤكدا لهذه الغزوة, ثم استعداد أولئك بشكل واضح لهذا التحرك من حيث التسلح بالزجاجات النارية والأقواس ومرافقة سيارات الإسعاف وسيارات نقل الأحجار والمواد المشتعلة وغير ذلك من التجهيزات التي يستخدمونها في مظاهراتهم وغزواتهم على الشوارع والمحلات والمواطنين الآمنين.. إلى ذلك الاحتماء بجنود الفرقة الأولى مدرع الذين يسبقون مسيراتهم بالسلاح وبالطلقات النارية التي تهدد أي معترض أو واقف في طريق تلك الغزوات أو المسيرات كما يسمونها.. أضف إلى تلك الاستعدادات والتجهيزات المتقنة ال