الشعب يريد.. إسقاط (الجزيرة)!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام
 
ما قبل حرية الإعلام وسائر محاصيل ثورة تعدد الوسائط الإعلامية كنا آخر انبساط ..كان حيز إناء (الخرط) على الهواء محصورا على الإعلام الرسمي .. والنوم الإجباري من التاسعة ليلا هو أقصر الطرق هربا من لغة استقبل وودع الطافحة بها نشرة الأخبار التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلى جانب أخبار من نوع “الحياة كلها بمبي” كما يقول إخواننا المصريون .. لكن عزاؤنا من تلك السياسة هو النوم مبكرا تطبيقا للحكمة الشامية: نام بكير واصحي بكير وشوف الصحة كيف بتصير”.
اليوم اختلفت المسألة بعد تمكن الأرق من رؤوسنا حتى صرنا نطبق شعار باقة قنوات روتانا بدقة “مش حتقدر تغمض عنيك” من شدة هول ما تبثه فضائية كالجزيرة مثلا من ازدواجية في التعاطي مع قضية التغيير في بعض بلدان العالم العربي والسقطات المهنية المريعة التي أوقعتها أرضا في نظر المشاهدين .. بعد أن كانت يوما – ما – كهف الملهوفين وملاذ الخائفين .. واستطيع أن أجزم في اللحظة الراهنة انه عند نشوب خلاف عائلي ذي طابع سياسي فتشوا عن الجزيرة .. وهذا ينسحب على وطن بأكمله.!!
أحاول أن أكون موضوعيا مع فضائية انسلخت من جلد المهنية فلا يستطيع أحد أن ينكر دور الجزيرة المحوري في إعادة الروح لفضاء حرية التعبير العامة الذي دفنت في تابوت زمن تهييج الشعب العربي قبل نصف قرن وكذا فتح ذراعيها للمعارضة العربية بكل فسيفسائها لتقول ما تشاء مع تحمل عبء غلاسة بعض مذيعيها (المؤدلجين) طبعا.. !! أكثر من ذلك كسرها حصار عصر الممنوعات الإعلامية بعض الشيء .. لكن هذا المعروف الذي أسدته الجزيرة (القطرية) لم يدم طويلا والشاهد تعاملها مع زمن التغيير في الوطن العربي.
لستم بحاجة إلى أن أسوق لكم الإشارات الإيجابية والسلبية عن الجزيرة لأن الإعلام الرسمي في بلدان زمن التغيير والمستقيلين من القناة نشروا غسيلها على أكمل وجه رغم ذلك لا نستطيع إغفال مسحة تسطيح وعي المشاهد العربي الذي تلعبه الجزيرة من خلال الدور الجديد “زيديني كذبا زيديني” عبر تفضيلها لثورة عربية على أخرى وقد شاهدنا نصيب تونس من الجزيرة مباشر وشريط عاجل الذي كان متوسطا بينما زادت الجزيرة كيل بعير في ثورة مصر لغرض في نفس يعقوب القناة وعتمت على أحداث البحرين لنفس الغرض وفتحت النار على ليبيا واليمن وسوريا في جبهة ثلاثية تضعها في طرف المعارض وبفجاجة خطاب يقسم البلد إلى نصفين: أزلام موالين وثوار معارضين .. وبين الوصفين ماذا تكون الجزيرة¿!
كل هذا الدور المخلوط بالدور الطبيعي المفترض والطموح السياسي جعل عدد مريديها يتناقصون ووصل الحد ببعضهم إلى محاكاة فعل إدارة القمر الاصطناعي نايل سات في مطاردة القناة وحذفها من باقتها فقاموا بحذفها من مفضلاتهم .. والبعض من قائمة القنوات نهائيا .. غير مأسوف عليها.!
أما آخر المستجدات فهي استكمال حلقات مسلسل الاستقالات الجماعية التي بدأت في يونيو 2010م بالمذيعات الخمس وتتواصل اليوم مع المخضرم غسان بن جدو مدير مكتب الجزيرة في بيروت وسيتبعه على ما يبدو حكم حوار الديكة (الاتجاه المعاكس) فيصل القاسم والمذيع محمد كريشان والمراسöلين عباس ناصر وكاتيا ناصر فيما لسان حال البقية الباقية في القناة يردد :”انتم السابقون ونحن اللاحقون” .. وتأتي هذه الاستقالات مسببة بتوجه القناة الذي وصفه بن جدو باختصار: “القناة أنهت حلما كاملا من المهنية وتحولت إلى غرفة عمليات للتحريض”!!.
وعلى الواقع رصد سقطات الجزيرة المهنية لا يحصى وسنختار باقة من هذه السقطات: السماح للقرضاوي باستخدامها كمنصة لإشعال الفتن الطائفية في البحرين وسوريا وفتواه حول ليبيا الخمسة نجوم وعرض القناة مؤخرا مشاهد لمواطنين عراقيين وهم مداسون بالأقدام زمن صدام على أنهم مواطنون سوريون في بانياس .. في نفس مشهد فبركة السجن المركزي بصنعاء .. المنقولة من السجون العراقية .. واكتفي بهذا القدر .. لأننا لو تقصينا المخالفات سنخرج عن حد هذه اليوميات .
وإجمالا علينا أن لا نفاجأ أمام هذا القتل الذي أقدمت عليه الجزيرة للمهنية والتوازن أن يسطع نجم بي بي سي عربي وقناة فرانس 24 عربي وحتى قناة العربية التي احتفظت بقسط كبير من التوازن .. وكل هذا خصما من حساب الجزيرة .. والأحرى أن تسارع الجزيرة إلى خلع ريش الطاووس الذي ترتديه .. بدلا من ترك المهمة للجماهير العربية .. التي بدأت بالفعل وصارت تهتف اليوم في وجه القناة: الشعب يريد إسقاط الجزيرة!!.
 

قد يعجبك ايضا