ابــن الوحـــــدة
عبدالخالق النقيب
مقال
عبدالخالق النقيب –
مقال
> كل مرة استقرئ فيها استدلالات العمق الانساني للوحدة اليمنية وشواهدها التاريخية منذ القدم لا انتهي بنهاية محددة إلا لابد من جديد هذه المرة شدتني ضحكة ساخرة اطلقها طفلي ذو سن السادسة إذ كنت مستغرقا اتجاذب حديث الانفصال ودعوات فك الارتباط مع والدته جرجره النقاش المحتدم خلف اسئلة يبحث لها عن اجوبة بداخله واستمر في صمته حتى اطلق ضحكته الصارخة وتلتها اسئلة فضولية يصوغها بدهشة واستغراب في حال اصبحت والدته العدنية في عشية وضحاها تنتمي لبلد غير التي عهدها ويفصلها ما يفصل البلدان عن بعضها حدود ومطارات وجيش وأمن ومزيد من العناء والتعب.
> ساندت سخريته بحماسة وقابلت دهشته بنوع من التفهم ومازلت أحاول طمأنته باستبعاد حصول امر كهذا.. ضحك مجددا وعاد يسألني إذا انت يا بابا من صنعاء وأمي من عدن انا من أينه¿! وكوني على دراية به لن ينفك عني بأسئلته التي لا تنتهي إلا بسمع اجابة شافية اجبته انت من اليمن عندها افرد بأسئلته البريئة ورد سريعا وهو يقلب كفيه: صح انا من اليمن من وقتها صار الأمر مسليا لديه ولم يسكت ليلتها حتى طغى عليه النوم ولم يعد قادرا على مقاومته.
> شيء محبط ان ننصدم بغباء سياسي يرتهنه الحنق والتعنت ويميل في الاصرار الى اقحام الروابط الاجتماعية والانسانية والتاريخية المتجذرة بأخطاء الساسة ونزوات الحكام ولا يجد لحدة غبائه من وسيلة يحقق بها غايته ويبررها سوى ان يتقمص ويلتقط كل مظلمة صغرت أم كبرت متجاهلا ان من في الشمال والجنوب يشكون منها وكلما حلحلت له عقدة من العقد التي تسطو عليه اتى بأخرى حتى تتيقن إن الأمر لا يتصل بمظلمة يتوجع منها أو انصاف يتطلع إليه.
> منطق الجنون والمغامرات لن يدع هذا الشعب وشأنه فقد تحول إلى مذهب يعتنقه من ركبه الهوى متعتهم في جعل البلاد والعباد حقلا للتجارب ومرتعا لممارسة الهوايات ودمية يتلاعبون بها متى شاءوا وكيف شاءوا فمتى ما اجبرتهم الأوضاع ودفعت بهم نحو التوحد فعلوا ذلك ومتى ما جنح بهم الغوى وساقهم لإعلان الانفصال وفك الارتباط كان لهم ما ارادوا وما على الشعب الا ان يقول لهم سمعا وطاعة جنون يتقذف بالجميع إلى دوامة الجحيم واتون النار والمحارق التي لا يبدو لها نهاية.
> امر موجع ان نكتشف ولو بعد حين هزلية ما نمضي إليه أو ندرك متأخرا ان مامسنا من ضر ولحق بنا من دمار وخراب كان بما جنيناه على انفسنا حمقا وضلالة ونصبح كمن يخربون بيوتهم بإيديهم وحين نهتدي للحقيقة نهتدي معها لمستتر ومتربص وهاو للعب بنا وتأريث الشقاق والنزاع ما امكنهم إلى ذلك سبيلا.