حتى لا يخذلونا

عبدالكريم محمد أحمد البخيتي

 - عبدالكريم محمد أحمد البخيتي
منذ اندلاع انتفاضة التغيير في بلادنا وما رافق ذلك من انقسام كبير في مكونات المجتمع ومؤسسات الدولة وبالذات المؤسسة العسكرية والأمنية وتصدع في القوى الوطنية أ
عبدالكريم محمد أحمد البخيتي –
عبدالكريم محمد أحمد البخيتي
منذ اندلاع انتفاضة التغيير في بلادنا وما رافق ذلك من انقسام كبير في مكونات المجتمع ومؤسسات الدولة وبالذات المؤسسة العسكرية والأمنية وتصدع في القوى الوطنية أي صاحبة مشروع الدولة الواحدة برؤى مختلفة والمتمسكة بسيادة القانون وفرض هيبة الدولة وقوى شتى استغلت ذلك التحول لتفرض على أرض الواقع أجندتها المتعددة والتي تسعى في مجملها إلى انصياع الدولة والمجتمع لتحقيق مطالبها غير القانونية أو اتباع أيدلوجيا غير واقعية أو الاعتراف بها كقوى مهيمنة وغير خاضعة للدولة أو الاستجابة لها في تمزيق الوطن وإعاقة تنميته كل ذلك بقوة السلاح.
تأذى الوطن والمواطنون من أفعال هؤلاء الذين استهدفوا أمن وسلامة المجتمع وتطاولوا على المرافق الخدمية التي تمد المواطن بأسباب الحياة وقطعوا الطرق وأخافوا السبيل وتعرضوا للمواطنين الآمنين وأقاموا ما يشبه غرف العمليات للتناوب على تدمير أبراج الكهرباء وخطوطها وكبائن الاتصال وخطوط الانترنت وفي نفس الوقت عملوا على إفقار المجتمع وتجويعه من خلال تدمير أنابيب تصدير البترول والغاز مما حرم خزينة الدولة من مليارات الدولارات التي تستخدم كمرتبات وأجور لموظفي الدولة وكذلك نفقات تشغيلية لمؤسسات الدولة التعليمية والصحية والخدمية والاجتماعية إلى جانب تمويل مشاريع التنمية في الوطن.
فيما عمل آخرون على السعي لفرض أيدلوجيات واجتهادات بشرية ما أنزل الله بها من سلطان على مناطق متعددة من هذا الوطن بقوة السلاح وإغراء المال في نفس الوقت الذي استغله آخرون للسيطرة على مناطق وجعلها خارج سيطرة الدولة والمجتمع وفرضوا عليها نظم وشرائع ما أوحى الله بها.
سعت انتفاضة التغيير إلى تأسيس دولة مدنية حديثة أساسها العدالة الاجتماعية وسيادة القانون والمواطنة المتساوية وتكافؤ الفرص عنوانها حكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق صناديق الانتخابات هذا ما أزعج قوى الظلام فتكالبت على إجهاض هذا المشروع الوطني الكبير فهي تعلم أنها لا تستطيع أن تعيش في ضوء النهار الذي يفضح مشاريعها ويجعلها واضحة للعيان.
أين كان من يقف وراء تلك الجماعات من جهات خارجية أو داخلية فإن قوى الخير وأصحاب المشروع الوطني والداعين إلى الدولة المدنية عليهم جميعا أن يتكاتفوا للوقوف في وجه من يريد أن يفرض واقع القوة ويدعو إلى العودة إلى القبلية الجاهلية أو عصور الظلام والتخلف.
أنتجت انتفاضة التغيير التي تسلحت بسلاح السلمية في انتفاضتها منهجا جديدا للقوى الوطنية وهو الحوار الجامع والشامل الذي لا يستثنى أحدا أو يهمش مجموعة أو منطقة تحت مبدأ الدخول في السلم كافة وهو ما تضمنته المبادرة الخليجية بمباركة إقليمية ودولية غير مسبوقة في حوار مفتوح وغير محدد بسقف غير تقديم مصلحة الوطن ومواطنيه على كل مصلحة أخرى وسيكون الهدف الأول للحوار تحديد شكل الدولة والنظام القانوني لها لن يستثنى من هذا الحوار إلى من أبى إلا تعريض الوطن وسلامته للخطر من خلال الاستقواء بحمل السلاح ومقاومة مشروع الدولة المدنية والسعي إلى فرض واقع مخالف لإجماع الأمة اليمنية وقواها الوطنية الخيرة.
البلاد ستكون في حاجة ماسة في ما قبل الحوار وأثناء الحوار وبعده إلى قوة تحفظ لهذا الوطن استقراره وأمنه وتأخذ على أيدي المغامرين ممن يسعون في الأرض بالفساد ويستهدفون سبل عيش أبناء الوطن بتدمير الكهرباء والتقطع في الطرق العامة ومنع وصول الغذاء ومشتقات الوقود إلى المواطنين في مناطقهم المختلفة وكذلك تدمير مصادر دخل اليمن بالاعتداء على خطوط إنتاج وتصدير الغاز والبترول وكذلك من يسعون إلى السيطرة بقوة السلاح على مناطق في البلاد لحقيق طموحاتهم بتمزيق الدولة أو من يحملون العقائد الفاسدة الداعية للجهاد واستهداف مؤسسات الوطن والتعرض للمستأمنين في البلاد الذين حضروا التمثيل مصالحهم ومصالح بلادنا لديهم أو تقديم خدمات لنا في شتى المجالات بما في تلك التطييب والمساعدة في استخراج الثروات.
وحدها المخولة بذلك مؤسسة الجيش والأمن التي بدأت تلملم جراحها وتعيد اللحمة إلى صفوفها وتتجه نحو اعتناق أيدلوجية مختلفة بأنها مؤسسة وجدت لحماية الوطن والدفاع عن مواطنيه لا السهر على حماية سلطة أو عائلة ومع ذلك ونحن ندعو منتسبي الجيش والأمن أن يكونوا السياج المتين للدفاع عن الوطن ومواطنيه في هذه الظروف الصعبة وتقديم أرواحهم خاصة وأنهم محل استهداف حتى في ثكناتهم من قبل قوى الشر والظلام في بلادنا فإنهم أحوج لأن نضعهم في حدقات عيوننا لا كلام وإنما افعال وقوانين تقر ولوائح تسن بأن نجعلهم محل اهتمام الد

قد يعجبك ايضا