تأملات.. ذكريات وهموم 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

محمد العريقي

{ في شهر رمضان المبارك الماضي سنحت لي الفرصة أن ألتقي عددا من زملاء الدراسة في المرحلتين الإعدادية والثانوية أيام السبعينيات من القرن الماضي والفضل يعود إلى جمعية زملاء مدارس عبدالناصر والكويت الثانويتين وسيف الإعدادية بالعاصمة صنعاء.

الكثير منا جرته مشاغل الحياة إلى أماكن بعيدة والعمل في مجالات مختلفة فهناك منú بقي قريبا من العين منذ تلك الفترة نتبادل التحايا والاطمئنان على بعض ومتابعة نشاط العمل ومنا منú تقدم أكثر وبعضنا تدرج وهناك منú تعثر ومع ذلك فإن كل الحضور الذين كانوا بعيدين أو قريبين عن بعض لم يحتاروا ولم يحتاجوا إلى منú يعرفهم على بعضهم البعض فأجمل أيام العمر بحلوها ومرها كانت هي المحفورة في الذاكرة أيام المراهقة والشباب أيام التحصيل الدراسي في المرحلتين الإعدادية والثانوية كانت أياما تصنع التنافس الشريف للظهور في الفصل الدراسي وكانت أيام تعشق الإبداع الأدبي والفني والرياضي لمعت أسماء كثيرة في هذا المجال.

في ذلك اللقاء كانت الذاكرة تقرب هيئاتنا الشخصية بشكلها وسلوكها حتى أن هناك منú كان كثير الحركة والفوضى في الفصل الدراسي وفي ذلك اللقاء كان أحدهم يرفع صوته طالبا الكلمة فقال له منظم الجلسة : «اهدأ يا زميل لا تزال فوضويا كما كنت في الفصل».

الشيء الذي برز بجانب الصورة التخيلية عندما كنا في المدرسة هو الواقع الآن وفيه لعبت المقارنة دورها في محيط التأمل.

الآن معظمنا اقترب من الـ (53) عاما وبعضنا فوق الـ (55) عاما لغة المقارنة فرضت نفسها في الاستهلال بالترحيب خاصة عند أولئك الزملاء الذين لم يلتقوا ببعض منذ فترة طويلة : «الله كيف رأسك امتلأ بالشعر الأبيض» وآخر : «يا أخي مكانك بنفس الملامح التي كنت فيها في الثانوية» جميعنا أصبح عنده عدد من البنين والبنات وهناك منú لهم أحفاد.

إöذا نحن نلتقي في وضع يختلف عن لقاء في ساحة المدرسة أو على بوفيهات الشاي لسماع الأغاني أو عند صالات السينما أيام الثانوية الآن نحن آباء وعلى كاهلنا مسؤولية ونحن الآن نعيش القلق على أطفالنا وأبنائنا ومستقبل بلادنا أكثر من أي وقت مضى.

الكل أجمع على أن مستقبل أجيالنا هو في التعليم الجيد والكثير استعرض جوانب من واقع التعليم الحالي في بلادنا واستحضر تميز المدرسة ومكانتها في الماضي وسمعت صوتا عاليا من إحدى الزوايا يقول : «أيها الزملاء أيها الآباء التعليم وتطوره ليس مسؤولية وزارة التربية والتعليم وحدها إنها مسؤولية كل المجتمع والدور الأول دورنا كآباء إذا استمررنا في هذا التراخي فإن مستقبل أولادنا ووطننا في خطر».

فعلا بالتعليم نتقدم وتنهض الأمم ولعل بعضنا قرأ للمفكر العربي الكبير محمد عبده قبل أكثر من مائة وعشرين عاما تقريبا آراءه عن رذائل الجهل والتقليد والخرافات ودعا إلى المزيد من نشر التعليم الذي يقضي على الجهل والأمية وكلما ازدادت ساحة العلم والتعليم في المجتمع ازدادت ساحة النهضة والتجديد وأخذ يدعو إلى العلم وإلى انتشار مؤسساته وتطويره وإلى تحريره من الكتب التي تنشر المعلومات الخاطئة أو الخرافات البعيدة عن الحق.

إöذا نحن نقف على تراث عظيم يدفع إلى العلم والتعليم ولدينا ذكريات حميمة مع المدرسة كمشعل مضيء للتطور والنهوض فهل نفعل كل ما لدينا وتتكامل الأدوار من أجل تحقيق ذلك¿

قد يعجبك ايضا