التربية والتعليم … معتقد الإجماع 

جميل مفرح



جميل مفرح

جميل مفرöح

{ لفتة متوازنة جميلة التي شهدناها يوم أمس مع تكريم سبعمائة وخمسين معلما ومعلمة من جميع أنحاء الجمهورية لفتة تدل على أن المعلم لا يزال ذلك الهرم أو الطود المقدس المجلل نظرا لمكانته العالية جدا والتي لا يزال محتفظا بها وسيظل محتفظا بها ما دمنا نؤمن أن من تحت يديه المباركتين تنبني الأجيال المتعاقبة التي تنعقد عليها معظم الآمال والأماني بوطن طامح مزدهر ومواكب لكل جديد ومتجدد.

> الكثيرون راهنوا قبل أيام في صفوف المعلمين على أنهم سيكونون هذا العام منسيين في عيدهم وفي يومهم السنوي وذلك نظرا لما تشهده الساحة الوطنية في الوقت الراهن من أحداث سياسية وشعبية أحدثت وتحدث قلقلات وارتباكات نتمنى أن يتجاوزها الوطن ويطأها اليمنيون بإيمانهم وحكمتهم المشهود لهم بهما ولكن الذي حصل أن الحكومة استطاعت أن تزيح الأحداث جانبا لبرهة لتحتفي بهذه الفئة الرائدة والمؤثرة التي تنعقد عليها كثير وكبير الآمال.

> لفتة بالفعل طيبة خصوصا وأن كيفية الاحتفاء وعدد المحتفى بهم كان على ذات الكيفية والكم الجاري اتخاذهما سنويا فشكرا لوزارة التربية والتعليم هذا الوفاء للمعلم الذي يستحق كل الوفاء وكل التقدير وشكرا لها عدم نسيانها أو تجاوزها ما يناط بها من دور تجاه المعلمين بشكل عام من خلال الاحتفاء بيومهم من جانب وتجاه أولئك المبدعين والمميزين الذين نالوا شرف التكريم هذا العام نظرا لجهودهم وأدوارهم التربوية والتعليمية الرائدة مع العلم أن في صفوف هذه النخبة الكثير والكثير ممن يستحقون وسينالهم شرف التكريم إن لم يكن هذا العام فالعام التالي بإذن الله تعالى.

> من جانب آخر لا أعتقد أنني سأكون في مرتبة الناصح أو الداعي للإخوة المعلمين والأخوات المعلمات لتجنيب وتنزيه العملية التربوية والتعليمية بل وعزلها بالكامل عما تشهده الساحة من أحداث سياسية فهم أدرى وأفهم مني بذلك ولا أعتقد على الإطلاق أن ثمة معلما أو معلمة تربويا أو تربوية يرضى بزج فلذات أكبادهم وأكبادنا في أي معترك سياسي أيا كان هذا المعترك وأيا كان اتجاه أو توجه المعلم أو المعلمة الأيديولوجي أو السياسي.

> إن لأبنائنا علينا حقا أن لا يتأثر مستوى تعليمهم بأي حدث أو أحداث أيا كانت وإن علينا بالفعل تجاه أنفسنا وتجاه وطننا وديننا أن نؤدي أدوارنا كما ينبغي أن تكون.

> لا خلاف إطلاقا على أن من حقنا أن تكون لنا آراؤنا وأن نوجه ونختار انتماءاتنا السياسية والحزبية والذي يقول بغير ذلك مزايد لا محالة ومدع أو هو بالأصح مصادر لحقوق الآخرين خصوصا في بلد مثل بلدنا الذي ينعم بالديمقراطية والحرية ولكن بالتالي فمن حق أبنائنا أن يكونوا بمنأى تام عن ذلك كما أن من حقهم أن يتربوا على ثقافة التسامح والقبول بالآخر وأن يعيشوا حياة هانئة مستقرة محيطها المدرسة والمنزل وإطارها التربية والتعليم اللذين يجب أن ينالوا حقهم منهما هنا أو هناك بعيدا عن أي صخب حياتي سياسيا كان أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو غير ذلك.

> أيها التربويون إنكم قادة الأمم الفعليون فكونوا جديرين بذلك وحافظوا على هذه الأمانة الكبرى فلهذا كدتم أن تكونوا رسلا واعلموا أنه لا بأس أن نختلف وأن نأتلف أن نتحزب وننتمي أن نتفق ونتعارض فذلك من حقنا جميعا ولكن يجب ألا نختلف في أمر واحد هو أن أبناءنا جميعا أمانة في أعناقنا جميعا وأن من حقهم أن ينأوا بعيدا عن خلافاتنا وصداماتنا وآرائنا وانتماءاتنا السياسية والحزبية.

> يجب أن تكون هذه الشريحة البريئة النظيفة هي حزبنا ومعتقدنا الأول بعد معتقدنا الديني وأنه يجب الإجماع عليه وإحداث التنمية والتطور والتحديث في صفوفه وأننا لن نرضى أن نفاوض أو نساوم فيه أو أن يحدث المساس به بأي حال من الأحوال وفي أي ظرف من الظروف.
 
 

قد يعجبك ايضا