(طلابنا) .. لا عاصم لهم من أمر السياسة!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام
بöقلة عقول البعض أدخلنا حابل السياسة في نابل التعليم .. وأقحمنا الزي المدرسي في مسيرات سلمية وغير سلمية طافت بها فتاوى فقهاء أخذوا من الدين ما يحلو لأهوائهم اجتزاء ..والقادم ليس أجمل بكل تأكيد ..!
والتوصيف الأقرب للحال هو القول المأثور :”إن المتثائب الواحد يصيب (7) آخرين بعدواه” وهكذا عدوى السياسة التي لا تستجيب لها حتى مضادات الوطنية عند البعض .. وتوقف الدراسة في الجامعة وبعض المدارس خصوصا تلك المحيطة بساحات الاعتصام إلى أجل غير مسمى .. سببه حشر خطيئة السياسة في الوسط.
هذا التعطيل جعل الطلبة يشبهون معاناتهم بمعاناة الفلسطينيين من جدار الفصل العنصري الإسرائيلي الذي يعزل  حتى أصحاب الأرض الحقيقيين عن بعضهم .. وسأتحمل كل نتائج ما أقول لأن الموضوع يتعلق بفلذات الأكباد التي تمشي على الأرض وتمشي هذه الأيام إلى غير مكانها  الطبيعي (مع وضد) ..معلقة على عربات السياسة التي تعمل بالتهييج كطاقة بديلة.
بالعقل مدارس هؤلاء الطلاب  قريبة في الغالب من أماكن سكنهم لكن عليهم الآن استحضار التندر الدارج :”فين إذنك يا جحا .. “لأن لا مجال للوصول إليها عبر طريق رأس الرجاء الصالح فهناك عقبة نقاط التفتيش المصطنعة وأحيانا رعب مشاهد العربات المدرعة وصور الدماء معلقة على الطريق وحتى مع الوصول إلى المدرسة فحصص الدراسة ناقصة وانتظار المعلمين المتطوعين لسد عجز المعلمين (المسيسين) عنوة أمل يتجدد لدى الطلبة.
الأكثر فنتازيا ما حدث الثلاثاء الماضي أمام بوابة الفرقة الأولى مدرع وجرعات الرعب التي تلقاها طلاب مدارس أزال الوادي بعد سماعهم لعلعات ثقيل الأسلحة وخفيفها ..واقترح أن يسارع المتسببين بما جرى إلى إسعاف الطلبة بجرعات من( قطر الحديد) لتجاوز تداعيات الهلع والخوف الذي تعرضوا له وبالمثل لأولياء أمور الطلبة ..أما بعض المدارس المحيطة بالمكان فقد عزمت النية بعد الحادث على إغلاق أبوابها “حذر الموت” من طلقة طائشة أورمية من غير رامي تدخلهم في سين جيم الأحداث !ولا عزاء للمتسببين .
لا جدال في حق الناس في الاعتصام والتظاهر والأمر ليس منحة من حاكم بقدر ما هو حق كفله الدستور ..لكن معاناة طلاب الجامعة  والمدارس شاهد إثبات على سوء اختيار مكان تلك الاعتصامات  وتبقى العهدة على إقحام عمتنا السياسة في أبونا وأمنا التعليم..
حسنا هل يعتقد البعض أنهم بهذا المفهوم الاقتحامي للتعليم  يؤسسون لتنشئة سياسية تتقاطع مع أطروحات من سبقهم  إليها في عصور الإسلام المختلفة الذين كتبوا عن أمور  السياسة التربوية أمثال  الماوردي والفارابي والغزالي وابن تيمية وابن خلدون وغيرهم..¿ لا بكل تأكيد .. لأن مقارنة الحاضر بالماضي ضربا من الخيال  ..
ماذا ننتظر من تعميق مفهوم التنشئة السياسية الحالي تجاه طلاب المدارس والجامعات  الذين يزج بهم في دوامة هي الأخطر على وقع تصريحات الزحف إلى غرف النوم ومشاهد الصغار الذين  حولوا وجوههم البريئة إلى لوحات تشكيلية سريالية (فوق الواقع) والمعنونة بöنفس جهادي تحت أسم: “الشهيد القادم” ومن ورائهم صناديد قريش.من متسلقي ثورة الشباب¿ والسؤال الرديف: من المستفيد من كل هذا¿..بالتأكيد ليس الوطن  .!
بكل معاني الذوق كفوا عن جمع (بضم الجيم) التهديد والوعيد بالزحف إلى غرف النوم والخلاص وجمع الحشد للتسامح والإخاء لأننا نعرف جميعا ماذا نريد¿ وما هو الطريق الذي يجب أن نسلكه ¿بدلا “عن الكذب .. لأننا حينما نكذب فإننا نكذب على أنفسنا ..”وفضوها سيرة ودعوا الشباب يتنفسون عبق الحرية وليس السياسة.
وأعيد التشديد هنا على خطورة تعاطي الأحزاب (تبغ) التنشئة السياسية بهذا الشكل السافر لأن نظم التعليم يمكن أن تكون عاملا من عوامل عدم الاستقرار والتماسك بين الأفراد وخصوصا بين الصفوة والجماهير .. في حال وجد التعصب الأعمى كبديل للمنهج التربوي الذي  يتناول قضايا التنشئة السياسية بشكل سليم.
والعبارة أننا نفتقد للمربي والمنهج الذي يسهم في عملية التنوير السياسي وتفضيل الحوار والنقاش بين مجموعات مختلفة على استعمال العنف.وهذا ما غيبته الأحزاب  ومنظمات المجتمع المدني التي تسلك اليوم بشبابنا (سقر) السياسة فيما البعض من الشباب ممن استوعبوا درس التسلق الحزبي على مطالبهم  يحاولون الفرار حذر الموت.ولا عاصم لهم اليوم من أمر الأحزاب .!
 
 

قد يعجبك ايضا