ألعاب الأطفال .. مخاطر سببها غياب ثقافة الشراء!! 

لا غöنى عن الألعاب في عالم الطفولة.. فلا يخلو بيت فيه أطفال من الألعاب التي من المفترض بالدرجة الأولى أن تؤدي دورا مهما في حياة أطفالنا.. وتساهم في تنمية المعرفة لديهم وتساعد على نموهم العقلي والجسدي والأهم النفسي.. إضافة إلى دورها في التسلية والإمتاع لكن هل يعني ذلك أن كل الألعاب آمنة¿ بالطبع لا.. فالألعاب التي يشتريها الأهل لأبنائهم ليتسلوا بها قد تكون هي السبب في أسوأ المخاطر التي يتعرض لها لسوء الحظ ليست جميع الألعاب مأمونة خصوصا الألعاب التي ظهرت مؤخرا في أسواقنا المحلية من منتجات صينية وألعاب مطاطية وكرات صغيرة توضع بالماء لتكبر وتتحول إلى مواد سامة ومسدسات الخرز وغيرها من الألعاب التي تشكöل خطرا على أبنائنا.
من خلال هذا التحقيق نسلöط الضوء على هذه القضية ومحاولة معالجتها..!!
(أمة الرحمن) أم لثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم بين الثالثة والسادسة فبمجرد المرور أمام محل ألعاب يتسابق الأطفال بالدخول للمحل واقتناء الألعاب البسيطة.. ولرخص ثمنها وأمام إصرار أبنائها لا تجد أمة الرحمن خيارا فتضطر لشراء الألعاب التي سرعان ما يمل منها الطفل أو يكسرها لأنها قابلة لذلك.
تتفق معها (سلوى) وتضيف: أصبح اقتناء الألعاب أمرا إجباريا وضروريا بالنسبة لأطفالنا فلا يمكن أن يمر الشهر إلا وقد اشتريت لأطفالي أكثر من لعبة لرخص ثمنها ولأنها أصبحت منتشرة في كل مكان نمر فيه حتى على مستوى البقالة المتواجدة في الحي.. فالألعاب المطاطية ومسدسات الخرز أسعارها رخيصة وأمام إلحاح أطفالي لا أجد نفسي إلا وقد اشتريت اللعبة لهم دون تردد!
 
إصرار الأبناء
أعرف أن الألعاب المنتشرة في الأسواق حاليا وبصورة مخيفة تشكöل خطرا على أبنائنا خاصة من أعمارهم دون العام الواحد ولكن زوجي لا يجيد فن التعامل مع الأطفال أو حتى ابتكار الأساليب وتقديم البدائل لهم لعدم الشراء في النهاية أجد زوجي دخل إلى المنزل ولديه أكثر من لعبة غير مسموح بها علميا وعندما أحاول معاتبته وسؤاله عن سبب شراء هذه اللعبة الحادة وهي عبارة عن خنجر ومسدس خرز وبعض الألعاب المطاطية يقول لي بكل برود: “ابنك دخل محل الألعاب ورفض الخروج إلا وهو يحمل هذه الألعاب ولأنها رخيصة أخذتها له” وحين أخبرته عن الأضرار التي يمكن أن يتعرض لها طفلنا قال: “لا تخافي فهي ألعاب سرعان ما تنتهي وتنكسر”!!
هذا ما قالته (أم أيمن) وأضافت: زوجي لا يعرف بأن هذه الألعاب تضر الأطفال في زمن قياسي.
(إبراهيم) أصيب ابنه بطلقة من مسدس خرز كان يقتنيه صديقه الذي كان يقاربه في العمل فكانت الإصابة بعين (وليد) الذي صرخ ونقل إلى مستشفى الثورة نتيجة الطلقة حيث قام الدكتور المستلم محاولة إنقاذ عين الطفل ولكن دون فائدة فالإصابة أتت لعين الطفل (وليد) مباشرة.
يقول (إبراهيم): اضطررت لمسامحة ابن جاري على فعلته التي لا ذنب له فيها فهو طفل يبلغ من العمر ثلاثة أعوام لمت جاري الذي اشترى لطفله هذا المسدس الخطر لكنه أكد لي بأنه أعطى ابنه النقود لشراء الحلويات وفوجئ بأن ولده قد اشترى مسدس الخرز الذي أصاب صديقه دون علم الأسرة فهذه الألعاب منتشرة حتى في البقالات وتحمل جاري تكاليف العلاج ليمتص غضبي وحزني على ولدي لكن لا شيء يغني عن فقدان عين ولدي وكيف لي أن أحاكم طفلا لا ذنب له ولا دراية بما حدث. هذا ما قاله (إبراهيم).
 
رخص الثمن
وأثناء زيارتنا لعدد من المحلات الخاصة ببيع لعب الأطفال كان لنا لقاء مع العاملين فيها.. فكانت البداية من محل (أيوب) للألعاب.. (أيوب) الذي يجد رواجا من قöبل الأطفال لأن محله يحوي ألعابا ذات أشكال وأنواع مختلفة.
يقول (أيوب): هناك منتجات كثيرة من الألعاب ومن المؤكد أن فيها الجيد والرديء فعندما يحضر المشتري إلى المحل تجد القليل منهم يحضر إلى المحل ولديه دراية بالألعاب التي تتناسب مع أبنائهم فتجده يتفحص اللعبة ويتأكد من جودتها بعدها يقرر الشراء لكن في الغالب يحضر الأطفال لشراء الألعاب الخطرة وقد يكون أولياء الأمور بصحبتهم ويدركون مدى خطورتها على أبنائهم ويشترونها فقط لغرض إسكات أطفالهم ولا يهتمون بقيمة اللعبة وخطورتها.
ويضيف صاحب محل الألعاب: إن الإقبال على مسدسات الخرز والألعاب الحادة والتي تشكöل خطورة على الأطفال خلال هذه الأيام كبير جدا.
صاحب محل آخر للألعاب يدعى (جمال الدين) يقول: رغم أننا ندرك تماما بأن هناك ألعابا تشكöل خطرا على الأطفال ولا تكمن خطورة اللعبة في نوعها وإنما في عمر الأطفال الذين يسارعون في شرائها.. كما أننا نواجه صعوبة شديدة في إقناعهم بتغيير اللعبة التي يرغبون في شرائها وذلك بتقديم لعبة بديلة تخلو من الخطورة وتناسب أعمارهم.. لكن يرفض الطفل ذلك ويذهب للبحث عن لعبة في محل آخر لشرائها ولهذا ينصح (

قد يعجبك ايضا