الطرود العابرة للقارات.. والمشترك !! 

عبدالجبار سعد

مقالة



عبدالجبار سعد

 
 
عبد الجبار سعد
 
لا شك أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ستصاب بخيبة أمل كبيرة حين تجد أن إغلاقها للأجواء في وجه الرحلات القادمة من اليمن لم يجنبها شر الطرود العابرة للقارات التي توقتها بل وللأسف وجدت نفسها أمام طرد مفخخ يستهدفها شخصيا ولكن ليس من اليمن بل من أوروبا ومن اليونان على وجه التحديد.
 
ومثلها سيصاب إخواننا في قيادة اللقاء المشترك بخيبة أمل أخرى خصوصا حين يسمعون تصريح السفير الأمريكي بصنعاء – جيرالد فايرستاين مثلا.. “حين قال أن الحكومة اليمنية لا تتحمل مسؤولية تجاه موضوع الطردين المرسلين إلى الولايات المتحدة مبررا ذلك بأن العملية ” معقدة جدا وقد أستغرق إبطال وتعطيل الطردين وقتا طويلا وصعبا وتفاصيل الموضوع لا يمكن لأي جهاز التنبؤ به أو التحوط نظرا للتعقيد المموه ” .
 
نفس الحال بالنسبة للرئيس الفرنسي ساركوزي وغيره من المستهدفين بهذه الطرود كالروس والبلغار والهولنديين.. المهم أن الطرود العابرة للقارات أثبتت أنها صنيعة غربية بقدر أكبر من أن تنسب لغيرالغرب.. كما أنها ليست صنيعة سياسات الحزب الحاكم في اليمن كما ذهب إخواننا في أحزاب اللقاء المشترك وعن قصد فقد تحول الطردان على أياديهم إلى سلاح تدمير شامل لكل أمن وأمان هذه البلاد ولكل ماتبقى من آمال بالحفاظ على سيادتها وعلاقاتها مع العالم.. وليتهم قالوا كما قال السفير الأمريكي الذي لم تمر عليه في بلادنا غير أسابيع.. وليتهم قالوا كما قال خبراء الأمن العالميون وليتهم قالوا كماقال وزير الخارجية البريطاني وكل هؤلاء لم يلوموا اليمن ولم يحملوها المسئولية ووعدوا بالتعاون معها.. ليس لتعزيز أمنها فحسب بل وللتغلب على مشاكل التنمية فيها كي تخرج من بيئة الفقر التي تشجع الناس على التطرف.
 
الطرود العابرة للقارات تقليعة طارئة وعالمية ليست اليمن حتى الأكثر   حضورا فيها ولكن المشترك وقياداته تقول لنا أنه بسبب سياسات الحكم في اليمن التي قالوا في بيانهم الأخير يوم 2/11/2010عنها وبالحرف الواحد.
 
“و لعل أخر تداعيات هذه السياسات أزمة الطرود المشبوهة التي قد يكون لها نتائج وتبعات سيئة على اليمن واليمنيين وعلى علاقات اليمن بجيرانه وبالعالم” .
 
الطرود العابرة للقارات من اليمن.. بطابعة الليزر التي علمت بها أمريكا قبل أن تصل اليها هي أقل الطرود المكتشفة أضرارا وإن كانت كمايقولون أكثر ها تعقيدا واحترافية ولا ندري مادخل سياسات الدولة اليمنية فيها ولماذا ينادي المشترك بأن تكون لها تداعيات على علاقات اليمن بالعالم والجيران بدل أن يقولوا كماقال أمثالهم كالأمريكان والبريطانيين .
 
الغريب أنه وبرغم تناثر أشلاء الطرود المفخخة في أوربا كلها وتعدد استهدافاتها ووجهاتها ومصادرها من غير اليمن إلا أن أحدا لم يتحدث عن خطورتها وتداعياتها إلا على اليمن ولم يتحول التركيز عن اليمن إلى اليونان مثلا أو غيرها وهذا يعزز القول أن أغراضها ليست بريئة وليست بعيدة عن الأحوال السياسية العالمية ولكنا نقول رغم ذلك إذا كان مانسمعه من المنتسبين لليمن يبشرنا بتداعيات على اليمن وعلاقاتها بسببها فكيف ننتظر من الغير أن يكون لهم موقف منصف تجاه اليمن الضحية في كل حال .
 

قد يعجبك ايضا