الزحف إلى غرف النوم! 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

أعتقد أن الحملات الإعلامية التي تستهدف الحقيقة وتغيبها والتي تقودها قناة الجزيرة القطرية ضد يمننا غيبت إمكانية أن يلتف المواطنون بالملايين في العاصمة صنعاء ليؤيدوا الأمن والاستقرار ويقفوا ضد أي مخططات تصادر الشرعية وتحول اليمن إلى ساحة حرب تصل إلى غرف النوم كما قال أخونا محمد قحطان وهو يزف إلينا بشرى التحرر من القيم والمبادئ التي تربينا عليها وعرفنا أنفسنا أشد حرصا عليها باعتبار اليمن بلاد الإيمان والحكمة والأصول التي قالوا عنها قديما إنها إذا غابت دلتك الأفاعيل!

ذلك الحضور الملاييني أمس ملأ العيون والجميع على قلب رجل واحد يغطون المساحات الممتدة من التحرير إلى ميدان السبعين وجاء بهم الخوف على اليمن والقلق الذي يسيطر على الصغير والكبير من قادم تصادر فيه الأرواح وتنهب الممتلكات وغرف النوم وما فيها دون أي وازع أو ضمير أو خوف من الله عز وجل.

ولا اعتقد أن ما حدث الجمعة الماضية من مجزرة دموية بشعة إلا واحدة من المشاهد التي أدمت القلوب وأحرقت النفوس وزرعت الخوف من المزيد منها في ظل وجود من لا يبالون بحرمة دم المسلم.. ومن يقفون في تشدد لا مبرر له عن الحوار والاحتكام للغة العقل حتى وقد وافق الرئيس على مبادرتهم بنقاطها الخمس.. فكان الحضور الكبير غير المسبوق تأكيدا على ضرورة أن نعود إلى كتاب الله ويحتكم الجميع إليه دون شطط أو مكابرة أو انتظار لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بخطوات الاعتصام أولا والإقالات ثانيا والسيطرة أو الانقلاب ثالثا وإن على الجثث والأشلاء والخراب والدمار!

وحتى الآن لست أعرف ما الذي دعا محمد قحطان إلى أن يؤكد بأنها جمعة الزحف حتى الوصول إلى غرف النوم.. وهل هذه اللغة ممكن أن نسمعها في مجتمع عرف عنه تمسكه بالقيم والمثل والعادات الحميدة وبالشهامة والرجولة والنبل والأخلاق.. وفي مصلحة من التهديد بالوصول إلى غرف النوم.. وهل ما قاله (مزحة) أراد أن يلطف بها الأجواء المشحونة وهو المعروف بإجادته للنكتة أم أن الأمر جدي وأراد منه إرعاب الناس واستفزاز مشاعر النخوة والشهامة بعد أن أوصل العراك السياسي إلى غرف النوم.

ومثله فعلت الجزيرة ومازالت حين تستثير المشاعر بأكاذيب ومشاهد مسروقة من أحداث قديمة ودول أخرى لتؤكد لكل اليمنيين أنها تريد الفرقة والشتات والدمار بعيدا عن الموضوعية والحيادية لتواصل ذبح أمانة الرسالة الإعلامية من غير قبلة كما فعلت أمس وهي تتبنى تسمية ملايين من المؤيدين بالبلطجية لأنهم ملأوا الشوارع والساحات ليطالبوا بالأمن والاستقرار والحوار وهي بكل ذلك تدعو الناس من حيث لا تدري وخاصة الصامتين لأن يقفوا في صف الأمن والاستقرار!

وحسب عدد من الشباب الذين تواجدوا منذ أول يوم في ساحة الجامعة فإن ما حصل الاثنين الماضي هو إفراغ للثورة من محتواها الأساسي والاتجاه بها نحو الأهداف الحزبية البحتة والدليل أن لغة (الأقارب) اختفت.. وتفاجأ الشباب بأن ما كانوا يناهضونه من أول يوم محكوم عليهم بالقبول به..وهو الأمر الذي أحدث شرخا واستفز أصحاب المطالب الحقة الذين أكدوا أنهم لن يزحفوا وسيظلون في الساحة لتحقيق مطالبهم!

كما أن مطلب الكثير من الشباب بتقدم أصحاب المشاريع الحزبية والقادة الحزبيين المسيرة وأي زحف هو مطلب ذكي وحق لابد أن يتجاوب معه المعنيون به لكي يقطع الشك باليقين لا أن يتم الهروب منه كما يتم الهروب من لغة العقل!

ومادام وقد قال عدد من المشائخ والعلماء ومنهم من يقفون في ساحة الجامعة بأن الاعتصام محكوم بمكان وان التحرك باتجاه الآخر محرم ودعوة صريحة للفتنة وإراقة الدماء.. فأين من يدعو للزحف.. بل ولدخول غرف النوم.. من تلك الفتوى.. وأين العلماء الذين أيدوا الاعتصام.. واليوم يسكتون عن الكلام الذي يثير غضب الناس ويستفزهم ويقلق أحوالهم ويخيف أيامهم.. وهل بهذه اللغة يمكن أن نستشرف المستقبل بشيء من الطمأنينة.. لا أعتقد!

للتأمل:

قال تعالى:

“ومن يعúرöضú عنú ذöكúرö ربöهö يسúلكúه عذابا صعدا”

قال تعالى:

“وأنú لوö اسúتقاموا على الطرöيقةö لأسúقيúناهمú ماء غدقا”

قال تعالى :

“وما كان الله معذöبهمú وهمú يسúتغúفöرون”

قد يعجبك ايضا