العشق الممنوع!!

إبراهيم محمد طلحة

إبراهيم محمد طلحة –
الأدباء والكتاب والصحفيون ومن على شاكلتهم ما معهم من العشق إلا الاسم.. أما الفائدة فهي لغيرهم.. وكما قال الشاعر: هايل » لكم وأنا لي الزبيري«, الحب لي والفايدة لغيري!!
يكتب الشاعر القصيدة, ويكتب الروائي الرواية, ويكتب القاص القصة, ويكتب الصحفي المقالة, يتغزلون بالنساء أو يترنمون بالألحان وبداخلهم كتل من الهموم والغموم والشجون والديون!!..
يقولون ما لا يفعلون, والآخرون يفعلون ما لا يقولون, أو يقولون ما يفعلون.. هؤلاء العشاق المساكين بدا لهم ما لم يكونوا يحتسöبون, وحدقت فيهم الأعيان وحلقت عليهم الأحزان, لأنهم يعترفون بذنوب الناس وخطاياهم, ويعبرون عن دناءات العالمين بالأشعار والكلمات, بالأقلام والصحف.. لذلك هم في نظر الناس أكثر من سخف.. هم في نظر الناس »حمر مستنفرة فرت من قسورة«, لأن كل واحد من أولئك الناس كل أمرئ منهم يريد أن يؤتى صحفا منشرة لـ »راسه«, والأديب أو الصحفي يدفع الثمن من كراسه!!
الأدباء والكتاب والصحفيون ومن على شاكلتهم أنواع العشق عليهم ممنوعة, والبشر من حولهم يعشقون بكل الأساليب والطرق المشروعة وغير المشروعة.. الأدباء والكتاب والصحفيون في موضع التهمة, والبشر الآخرون يأكلون اللقمة تلو اللقمة وينتهكون الحرمة تلو الحرمة!!..
العشق ممنوع على الأدباء والكتاب والصحفيين..لا يحق لهم أن يعشقوا النسوة اللاتي قطعن أيديهن ولاالنسوة اللاتي قطعن أرجلهن!!.. لا يحق لهم أن يعشقوا السيارات ذوات الدفع الخلفي ولا السيارات ذوات الدفع الأمامي!!.. لا يحق لهم أن يعشقوا آنسة ولاعانسة!!.. لا يحق لهم أن يعشقوا شاردة ولا واردة!!
لايحق لهم أن يعشقوا لا الصغيرة ولا العجوز.. كله عليهم محرم ولا يجوز!!..
الناس قد فرغوا من حب النساء, والصباحات قد تواصلت مع كل ساعات المساء, وهم حالمون بالجمال, ساهرون الليالي الطوال.. مساكين ومجانين!!.. في خيالاتهم لديهم كل شيء, وفي الواقع ليس لديهم أي شيء.. لا أراضي لاعقارات.. لا أرصدة لا سيارات.. لا صديقات لا عشيقات.. كل ما لديهم قليل أوراق بياض وقليل أوراق قات!!.. العشق ممنوع عليهم وما وجوده الحق إلا لديهم.. ومع أن أمر العشق إليهم, إلا أن فاتورة الحساب عليهم.. اتركوهم وشأنهم .. الدنيا في هرج ومرج وهم في شعر ونثر.. قال قائلهم:
شلو لكم » صنعاء« مع الأراضي
أما حبيب قلبي ماناش راضي!!
الله يرضى عليكم.. العشق للشعراء والفائدة لكم أيها الغاوون!!

قد يعجبك ايضا