ما تراه فيها!!

عبدالرحمن بجاش


 - خلال الأسبوعين الفائتين كنت في قاعتين أعزي في الأولى وأهنئ في الثانية وما سأقوله هنا ليس لصاحبيú المناسبتين علاقة به فللأول عزائي وللثاني كل التهاني إذ أن ما تراه يحدث في القاعات وحولها يجعلك تتصبب عرقا ويتأكد لديك أننا
عبدالرحمن بجاش –

خلال الأسبوعين الفائتين كنت في قاعتين أعزي في الأولى وأهنئ في الثانية وما سأقوله هنا ليس لصاحبيú المناسبتين علاقة به فللأول عزائي وللثاني كل التهاني إذ أن ما تراه يحدث في القاعات وحولها يجعلك تتصبب عرقا ويتأكد لديك أننا لا نزال بعيدين وإليكم نشرة التاسعة : مسؤول كبير يحشد كل المرافقين وبكامل أسلحتهم ويذهب للتهنئة وأنت تمر في المساحة الصغيرة بين الشارع والبوابة يضحكك ويبكيك المشهد فسائق السيارة يعمل بكل ما أوتي من همة على إدخال السيارة في خرم الإبرة يرى الناس زرافات ووحدانا يمشون وهو يضيق عليهم الخناق عند البوابة والمسؤول عليها كالصنم لا علاقة له بما يحدث!! وعند النقطة التي يكثر فيها الناس ترى المرافقين أحيانا بملابسهم الرسمية والأخرى بالملابس العادية والأسلحة ينزلون يبعدون الداخلين الذين يتزاحمون أصلا!! وترى العجب العجاب في الداخل تستقبلك الطبلة والمزمار والعبث من كل شاكلة ولون تلاحظ المسؤول داخل القاعة يحيط به المرافقون في مشهد كوميدي يبكي ويضحك!!
لماذا لا يترك المرافقين خارج الباب على الأقل¿ لماذا لا تمنع الأسلحة من الدخول بها¿ تكون القاعة قد امتلأت هذا يصرخ وذاك يدعو هذا وذاك يلوح بيده وآخر يوزع القات بطريقة عبثية وثالث ورابع «المتافل» – عز الله قدركم!! – وصوت المغني أو المنشد يختلط بكل شيء ولا تدري لماذا تصر القاعات على رفع الصوت إلى تلك الدرجة¿! فإذا صادف وجلست قرب إحدى السماعات فانس أن لك أذنين!! واترك رأسك وغادر!!
تخيل ما يحدث حين يخرج المسؤول!! عند القاعة الثانية أغلق أحد اتجاهيú الشارع وتوزع بعض المرافقين وأنا وجدت لسيارتي موقفا بالكاد أما كيف دخلت فلكم أن تتخيلوا مشهدا لا يسر حيث اختلط كل شيء بكل شيء وأمام منú يتقبلون العزاء لا فسحة لقدم إلا بالكاد!! والأجساد متلاصقة كأن الناس في «مöنى» مع الفارق أنهم هناك بملابسهم البيضاء التي توحدهم أمام الخالق يتنافسون ويزدحمون من أجل الثواب وهنا كل يري وجهه لكبار القوم عفوا قلت كبار القوم!! أما داخل القاعة التي امتلأت على آخرها فتختلط الأصوات بالدخان بالنشيد بـ… بـ… بـ… بـ… بكل شيء!!
عدت أدراجي بعد لفة كالسيارة وخرجت يتصبب العرق من جسدي كله لأذهب إلى قاعة الفرح وأجلس إلى صديق عزيز سمعته يتمتم بما لم أفهم عرفت أنه كان هناك سألته : كيف¿ قال حزينا : «عادحنا بعيدين» قلت : لو وجدت الدولة التي تربينا لاقتربنا جدا هز رأسه موافقا لننخرط في ما نحن فيه كان صوت حسين محب لا يزال يهز بعض الرؤوس.

قد يعجبك ايضا