عابر ليل..

محمد المساح


محمد المساح –

يصغي لصوت الريح والريح يعوي في سهول الليل والليل هلاله الوليد رحل مبكرا تكثف سواده غدرة تلاهف ظل صوت الريح يسكن الأذن والسماع عابر في أمواج الليل الفاحم السواد عله يسمع صوتها الذي أتاه عبر الأثير من البعيد كان لحظتها ينيخ حمولة الجمل من حاجيات قليلة ربما تفيه زاد يوم أو يومين حين سمع الصوت.. ترك الجمل وحيدا وأنطلق مهووسا برنين الصوت الذي خلخل القلب المتعب والذي يجاهد على الحافة يستجر..
كما يستجر جمله القابع بعيدا بقية حياة لا تستحق أن تعاش بعد أن انطوى العمر ومضى يعبر الليل يسمع الريح وحدها تعوي فقط في الأرجاء وأذنيه ولا يسمع صوتها إنفلت بسرعة البرق حين تمرد الرنين وأنتشر في تجويف ومضى يخترق عمى الليل متفلتا من جاذبية الواقع المهيمن على روحه يعدو.. إلى المنفى البعيد وحيث ما زال المكان مجرد تصور يعجز خياله المرتبك عن تحديد ضفافه خياله الهارب من ذاته في حالة عدو سريع يدفع صاحبه للركض وبين دورة ودورة للنفس يرفع بنان اليد ليتأكد من مشاهدة الأصابع فلا يراها متأكدا أنها نفس البنان.. فلا يطيل التحديق كثيرا.. يمضي عابرا سهول الليل.. حيث يناكده صوت الريح وأمواج من العتمة تلفه ويذوب فيها.

قد يعجبك ايضا