لنكن في الموعد

معين النجري


 - معين النجري
معين النجري –

أكتب اليوم في زاوية الزميل العزيز نبيل حيدر الذي يرقد الآن في المستشفى بعد أن طالته أياد آثمة استهدفت فيه القلم الحر والكلمة الصادقة والموقف الواضح.
سأحاول تجاوز حجم الألم الذي استضافته روحي مجبرة نتيجة هذا الحادث المدمر لنفوس أصحاب الأقلام لأصل إلى ما كان سيكتبه النبيل حيدر في زاويته لو أنه استطاع الكتابة.
سأعتمد على أكثر من عشر سنوات جمعتني به في صحيفة الثورة مديرا لي و زميلا وصديقا لأقول أن انتخابات 21 فبراير هي عنوان يومياته التي كان سيدعو الناس فيها ويحثهم على الذهاب إلى صناديق الاقتراع.
كان سيقول لهم تجاوزوا المتارس المتبقية والمجاميع المسلحة وساحات الاعتصام وقبلها انفضوا الغبار عن ذواتكم المتكاسلة ولا تنصتوا إلى الأصوات المتخاذلة تحت أية ذريعة. واجعلوا من يوم الثلاثاء القادم يوم الفرج الكبير لكل المتاعب التي أرهقت تفاصيل حياتنا خلال الفترة الماضية.
تذكروا الكم الهائل من المعاناة التي تجرعها الجميع والصراع المر الذي تسلل إلى بيوتنا وأشعل الحرائق بين الأخ وأخيه والأب وابنه.
لا تنسوا الدماء التي سالت في الشوارع والجبال والمعسكرات سواء من الشباب أو القبائل أو إخواننا من أبناء القوات المسلحة والأمن.
منغصات كثيرة لم تقف عند انقطاع التيار الكهربائي وأزمة المشتقات النفطية وانتشار ظاهرة التقطعات في الطرق الطويلة وفقدان الأمن.
مروا على كل ما سبق بتأن وروية وعقلانية استعيدوا شريط التصوير للعام الماضي وستكتشفون كم نحن بحاجة إلى هذا اليوم وكم كل فرد من أبناء اليمن بحاجة إلى أن يضع صوته في الصندوق ليشارك في انتشال بلده من أزمته وصياغة مستقبل جديد أكثر إشراقا.
إن انتخابات 21 فبراير هي الضرورة التي قد تصل -باعتقادي- إلى مستوى فرض العين على كل مواطن لأنها الحلقة الأهم في المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة وبنجاح هذه الفعالية سنعتبر أنفسنا قد عبرنا الجسر وأصبحت الأخطار المحدقة بنا أقل فتكا رغم أن هناك خطوات كان يجب تنفيذها قبل إشراقة شمس الثلاثاء القادم مثل رفع المتارس وإزالة المظاهر المسلحة من المدن و تثبيت الأمن في كل شبر من الوطن ..
كان يجب … وكان يجب … وكان يجب. لكننا مجبرون على تجاوز المفروض لنعمل في مربع الممكن مادام هذا الممكن قادرا على أن يصل بنا إلى المساحة الآمنة.
خاصة إذا تفاعل الكل بصدق في استغلال ما بأيدينا من فرص للنجاة.
سيناريوهات كثيرة ومصائر مفزعة نسجت بإتقان لإسقاط بلدنا كانت تلوح في الأفق باستمرار لتزرع الرعب في نفوس الناس وأصبح البعض يتحدث عنها كأمر واقع لكن القدر ما يزال يقف إلى جوار البسطاء والمساكين ممن لا يجيدون الكيد السياسي ولا حبكات الجماعات ولا تعنيهم الأيديولوجيات ولا الأفكار بأنواعها.
بسطاء جل همهم حياة آمنة مستقرة لهم ولأبنائهم تحت مظلة نظام عادل ينظر إلى الجميع بعين واحدة.
لنكن في الموعد لنمنح هذا الرجل أصواتنا لعل القدر وضع فيه سر الخلاص من هذه الحالة التي أتت على ما تبقى من قوى المقاومة لبواطل الزمن.
هكذا كنت أعتقد أن صديقي نبيل حيدر سيكتب لقرائه . وليعذرني فهفواتي كثيرة وحماستي أحيانا- تعمي بصيرتي.

قد يعجبك ايضا