الأنقسام والتداعيات المنتظرة

عبدالناصر الهلالي


عبدالناصر الهلالي –

يرى المراقبون أن استمرار انقسام الجيش سبب تأخر الحسم في المعركة على القاعدة.. الانقسام ذاته هو السبب أيضا في الانفلات الأمني والضرب المتكرر للخدمات العامة كالكهرباء الذي يأتي سببا للأخير حسب تصريحات صحفية لمسؤولين حكوميين وهذا يعني بالضرورة أن استمرار الانقسام سيبقي الوضع على حاله ولن تكون ثمة انفراجة على المستويين الحرب ضد القاعدة في أبين وحفظ الأمن في المدن على الأقل في المدى القريب.. وقوات حفظ الأمن والاستقرار التابعة للجنة العسكرية التي جاءت كبديل مؤاز للأمن في حفظ الاستقرار في المدن قد لا تؤدي الغرض وإن كانت اللجنة حريصة على الأمن بعد الرفض المتكرر لتوجيهات وزارة الداخلية من قبل بعض الأجهزة التابعة لها.. صحيح أن قوام القوات التابعة للجنة مشكلة من الجيش المنقسم لكن هذا لا يكفي بعثرة الجيش في وضعه الحالي.
رئيس الجمهورية قال في خطابه الأخير «للجيش قائد واحد وللأمن قائد واحد وللجيش والأمن قائد واحد» هذه العبارات الجادة لا تزال تصطتدم حتى اللحظة تارة يرفض التوجيهات من وزيري الدفاع والداخلية وتجلى هذا في رفض إرسال قوات مكافحة الإرهاب ووحدات من الجيش إلى أبين لمقاتلة القاعدة تارة أخرى بالتمرد على قرارات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المعني مباشرة بقيادة الأمن والجيش على حد سواء.
وهيكلة الجيش في وضع كهذا قد يجد المعنيون بالمبادرة والرعاة لها صعوبة كبيرة في ظل رفض التوجيهات والإصرار على التمرد لقرارات الرئاسة.
وما جاءت من تصريحات أن الهيكلة ستسير بالتوازي مع الحوار الوطني هي الأخرى تواجه التفاف من القوى التي تحاول رفض التوجيهات الرئاسية وفي كل مرة سيكون الوضع محتاجا لعودة بن عمر إلى اليمن.
الشباب يصرون على الهيكلة أولا ومعهم الحق في ذلك طالما أن الإبقاء على قيادات الجيش المنقسم هو سيد الموقف الأمر الذي قد يؤخر من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني.. لأن الحوار في ظل انقسام الجيش قد يؤدي إلى فشل الحوار سلفا وقد لا ينعقد أصلا وفي حين فشل الحوار لا جدوى حينها من الحديث المتداول عن الهيكلة والحوار والفترة الانتقالية عامة.

قد يعجبك ايضا