المطلوب فورا 

ابراهيم الحكيم



ابراهيم الحكيم

إبراهيم الحكيم
يسري منذ أيام في مختلف وسائل الإعلام حديث يسترعي منا الاهتمام عن «أجندات خارجية مشبوهة» تستهدف المنطقة بصورة خاصة لتفتيت أقطارها وتبديد أمنها واستقرارها عبر التحريض على الفوضى وأعمال العنف والتخريب والتدمير تحت شعار «التغيير».. والسؤال: ما العمل إذن¿!!.
هناك جواب واحد لا مفر منه ولا معدى عنه وهو أن «نحلق لأنفسنا قبل أن يحلق لنا الآخرون»كما قال الرئيس.. تغيير أنفسنا مöنú تلقاء أنفسنا التغيير الذي نريده ونحتاجه نحن لا التغيير الذي يراد لنا.. وأن نبادر سريعا لإحداث التغيير نحو الأفضل الذي يجعل حاضر معاشنا أفضل وأجمل ويؤسس لمستقبل أمثل وأكمل.
بهذا فقط يمكننا قطع الطريق على أصحاب تلك «الأجندات الخارجية والخاصة المشبوهة».. وبهذا فقط نحمي بلادنا من الفوضى والعنف والانقسام والتصادم ليس بتوجيه وتبادل الاتهام وإنما بسرعة الإقدام على تصحيح نواحي الاختلال ومعالجة مكامن الاعتلال إراديا وذاتيا.
ذلك هو الحل وإن لم نفعل في الحال دونما تردد أو تباطؤ أو تلكؤ فإننا سندفع الثمن باهظا جدا وسنعض أصابع الندم طويلا..لأننا حينها سنكون قد أتحنا الفرصة لـ «أصحاب الأجندات الخارجية المشبوهة» ومكنا «أتباعهم وعملاءهم في الداخل» من تنفيذ مرامي تلك الأجندات.
لا وقت للحديث ولا التسويف.. ولا مجال للمكابرة والمعاندة.. ولا جدوى من تكرار خطأ البيزنطيين والخوض في مناكفات ومهاترات ولا من الانشغال في ترهات وملاسنات وتبادل الاتهامات..الوقت المتاح بالكاد يكفي لاستدراك الأخطاء والعمل السريع والجاد على درء البلاء.
المطلوب مواجهة حقائق الحياة وتحديات الواقع بما تستحقه من حزم وجد ومثابرة وألا ننام على الأوهام والآمال ونكتفي باجترار الأماني البراقة فهذه الأماني ستظل أماني مجردة ما دمنا لا نعمل على تحقيقها بعزم وتصميم صارا مطلوبين بشدة كي لا نصحو بعد فوات الأوان.
الخطر يداهم المنطقة ونذره تلوح في سماء البلاد.. ولا وقت للرهان حتى على الحوار بين مختلف القوى السياسية في الساحة الوطنية.. فالحواجز المنتصبة والأشواك المزروعة في درب هذا الحوار أكبر من إزالتها بـ «توجيه دعوة» أو «قبول مبادرة».. يلزمنا تنفيذ التغيير المطلوب فورا.
مطلوب الاعتراف بأن الإهمال والتراخي والتساهل والتواكل قد أهدر الكثير من الوقت دون تحقيق الأهداف المنشودة والغايات المرصودة..وأن هذا الإهمال وإنكاره هو ما جعل عيشنا يسوء وحياتنا تضطرب وأحوالنا تختل ومشكلاتنا تزداد تعقيدا وجعل الملمات تداهمنا والنكبات تتهددنا.
يظل الاستدراك خيرا وأفضل خيار من عدم الاكتراث ويبقى تدارك مواطن العلل ومكامن الخلل أجدى وأنجى من الإصرار على الزلل والإصرار على الكöبر والقöمر المتبادل كمن «تأخذه العزة بالإثم» والمضي باتجاه تفاقم العلل ووأد ممكنات الحل وتهالك المöلل واستدعاء خطوب الأمور الجلل.
يجب أن نتذكر حقيقة أن «الوقت أوفر شيء في الوجود لكنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه».. وأن نسارع باهتمام وإرادة قوية وعزيمة صادقة لاستدراك ما فاتنا من الوقت بلا طائل وإحداث تغيير عملي للأفضل يحدث فرقا واضحا يلمسه الناس في معاشهم وواقع حياتهم.
مطلوب فورا أن تدرك مؤسسات الدولة وسلطاتها أن مجابهة خطر الخارج ممكن إن صلح الداخل..وأن تتدارك سريعا مواطن الخلل وتعمل على إصلاحها فورابما تحتمه عليها مسئولياتها الدستورية والقانونية لتلافي ما تسببه من عواقب قبل حدوثها «فمنú لم يحسب حسابا للعواقب لا يسلم من النوائب».
لا أسهل على أهل «الحل والعقد» في البلاد أن يتدبروا الخطر قبل وقوع البلاد فيه بروية ويعملوا على تدارك الأخطاء المعروفةقبل أن نجد أنفسنا مضطرين للبحث عن الحلول التي يفرضها مجرى الأحداث وتداعياتها وما تمليه الظروف مöنú شروط قاسية وخيارات صعبة قد تستحيل معها النجاة.
وتاريخ الشعوب يحفل بحوادث أثبتت قديما وحديثا «أن الشعب الذي لا يحتاط للأمر قبل الوقوع فيه يدفع الثمن باهظا» وأن هذا الثمن يكون دائما أمنه وأمانه وسكينته العامة وسلمه المجتمعي ووحدة نسيجه الاجتماعي ومقدرات نمائه وفرصه في الحياة المستقرة والكريمة والهانئة والعادلة.
لذلك مطلوب فورا أن يبدأ سريعا تنفيذ تغيير ذاتي إرادي شاملقبل أن تجرفنا «موجة التغيير» الوافدة ونرتهن لغايات مصدريها.. وقديما قيل: «ليس العاقل منú إذا وقع في الأمر احتاط لهلكن العاقل هو الذي يحتاط للأمر حتى لا يقع فيه»..وإذا كان التخلص من المآزق عظيما فالأعظم منه تجنب الوقوع فيها.
هذا هو المطلوب مöن جمع «المؤتمر الوطني العام» الاتفاق على التغيير الذي نريده جميعنا..على رؤية .. وثيقة.. أجندة وطنية للتغيير السريع المنشود من الجميع..ت

قد يعجبك ايضا