هادي..الصعود الهادئ..!
العميد الركن يحيى عبدالله بن عبدالله السقلدي
العميد الركن/ يحيى عبدالله بن عبدالله السقلدي –
21 فبراير.. تاريخ سنتذكره إلى زمن بعيد.. ونحن قلما يعلق بذاكرتنا تاريخ..! لكن الحدث هنا أكبر من النسيان..! والسبب واضح ولا داعي للتفتيش من جديد في بطون أسفار الأزمة الكارثية بما لها من دوافع ونوازع ومؤثرات وشجون وآلام سكنت النفوس والعقول..!ووطن هذا شأنه يفتح عينيه على مرحلة جديدة جدير الآن بيقظتنا جميعا وجهودنا للتنوير والتبصير والتنبيه والتحذير.. وليس للنبش والتثوير..!
ü الأهم.. نحن الآن أمام محطة تاريخية مفصلية.. تعتبر فاتحة العبور بالوطن إلى مرافئ الأمان.. إلى مستقبل عنوانه الدولة المدنية الحديثة.. وعماده الاستقرار والتقدم.. نحن مع رجل في مواجهة امتحان المصائر في واقع لا يزال الغموض يكتنفه.. والمخاطر تحاصره.. وليس ثمة خيار آخر أمام المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية غير الاستجابة الشجاعة لنداء الواجب.. نداء الشعب ومشيئة قواه الوطنية وخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح للتوافق الوطني..!
ü المهمة هنا جسيمة.. والهدف عظيم وسام.. والرجل بما عرف عنه أفصح وباليقين الكامل أنه رجل المرحلة.. منفتح على الجميع ويقف منهم على مسافة واحدة.. لا ينحاز إلا للوطن.. ولا يؤمن بالتمترس أو التمركز على الذات.. لذلك أصبح وجها وطنيا يستحوذ على ثقة مختلف الأطراف في المعادلة السياسية الوطنية ويمثل المرجعية المشتركة والمأمونة والباعثة على الاطمئنان لكل التوجهات والاتجاهات المكونة للعقل الجمعي الوطني..!
ü تابعنا مسيرة الرجل.. المناضل عبدربه منصور هادي..! كان ولا يزال واحدا ممن أسهموا في تغيير وجه الحياة السياسية اليمنية ووجهوا تاريخ اليمن الحديث إلى مساره الجديد المعاصر.. وعلى مدار سنوات طويلة اجترح مواقف وطنية محورية كانت فاصلة في سفر القطار الوطني ومحطاته المتتالية..!.
ولم يكن مشواره السياسي محاطا بالضجيج أو دوي الطبول وبريق الأضواء.. بل كان هادئا كالنسيم..! متدرجا في مختلف المناصب.. وبخطى واثقة يواصل صعوده الهادئ.. بإرادة شعبية لتسنم رئاسة الجمهورية وتحمل قيادة الوطن في أخطر مرحلة يمر بها..!
إنه الصعود الذي ليس للذات ولكنه الصعود بالوطن والشعب من مهاوي الانزلاق.. إلى مدارج الاستقرار والاطمئنان..!
ü كانت الأزمة الراهنة العاصفة محكا للرجل وحنكته القيادية واقتداره.. ولما كانت الأوضاع الملتهبة تفرض تحديد متطلباتها للخروج من النفق فإن ذلك كان مرهونا بقيادة كاريزمية متحررة من التفكير الدغمائي المتحجر والمتعصب..! فما لم يتأسس الوعي الجمعي على أسس النظرية المعرفية الكاشفة والناقدة بلغة الشفافية والحوار.. فلن يكون هناك خلاص من الواقع المتأزم حد الانفجار..! لأن الوعي الزائف بحقيقة الذات والواقع -برأي نائب رئيس الجمهورية- لا يمكن أن ينتج انفراجا وحلولا ولا أن يفتح بابا مضيئا في النفق..!
ü ظل حازما ومرنا في آن معا.. واعتمد الحوار ونبذ العنف منهجا أساسيا في التعامل مع تطورات الأزمة..! هذا مثل أهم أسلحته..!لكنه كان له سلاح آخر أيضا..! انتهاج سياسة الضغط بين الحين والآخر بهدف التأثير على خيار أية أطراف متشددة أو متصلبة في مواقفها وإرباك تحركاتها حتى لا ترتكس في ويلاتها بما كسبت..!.
ü نجح كثيرا في ردم الفتوق ومعالجة الشروخ في النسيج السياسي الوطني.. وقاد الجميع إلى وفاق وطني يترجم مضامين المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي يؤكد هو أنها المخرج الوحيد لليمن من أزمته..! ولكن حتى في خضم الأحداث الراهنة المبشرة بكثير من التحولات لا يزال الكثير من زوايا العتمة تلف حياتنا..! كما لا يجب أن نغفل الدور الهدام الذي تلعبه الأفكار المنغلقة المعادية لكل تطور إيجابي..!
ü علينا بالمزيد من اليقظة والإيثار.. ويكفي أن إيماننا عميق بأن يد الله تمتد لتبارك كل مشروع جماعي وطني ملحمي تنبع روافده من مصالح الوطن والشعب.. ولا مجال للنزعات الفردية التي مهما كانت قوتها لا تلبث أن تتلاشى أمام أول هزة عنيفة..!
ü ووطننا لسوء الحظ لا تنقصه الهزات والرجات.. ولا يحتاج إليها..!
فأن نتآلف جميعا حول مرشح التوافق الوطني يعني أن نكون هرما شامخ البنيان.. ودعونا من المتنطعين الذين وإن أغشت أضاليلهم أعين البسطاء وخدعت مسامع الأغرار بنقيقها فما هي إلا أوهام وسراب..!
ü ومن نعم الله وفواضل توفيقه أن يأخذ بناصيتنا إلى السداد..! فمع مرشح الشعب المناضل عبدربه منصور هادي.. معا.. سنمضي نحو المستقبل الذي نرنو إليه..!