“الحياء السياسي” ..البحث عن صديق!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

 

عبدالله حزام
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ..فبعد أن أفرغت الأطراف السياسية انفعالاتها الحزبية ليس في آنية من فضة بالطبع أو حتى من حديد (الاستل) بل في الشارع وتحت لافتة كبيرة اسمها حرية التعبير..!أصبحنا نضرب أخماسا في أسداس خوفا على البلد من انفراط عقد سلمه الأهلي..!

* وما شاهدناه خلال الأيام الماضية بعيدا حتى عما تبثه وسائل الإعلام تحديدا من غث وسمين المهنية والحياد!! يجعلني أسمح لخوفي أن يذهب إلى آخر مدى من الخشية والقلق من استمرار تأجيج الشارع ..وسأصعد بخوفي إلى أعلى قمة القلق من ديمقراطية تستنسخ شعارات ثورة هنا أو حركة هناك بعيدا عن قراءة واعية للمشهد الداخلي وظروفه.

* هنا بعض أمثلة الخوف: نحن دولة ليست محمية من غزو فيروسات خطرة من نوع تفكيك الوحدة الترابية عبر أقلية انفصالية  تتلون كالحرباء وحسب لون المشهد وشعاراته  التي ترفع..  ونزوع طائفي ومناطقي لدى البعض مع اتساع نشاط تنظيم القاعدة.. وجميعها مصائب تجعل من راديكالية تلك المشاهد فصولا  دسمة لأقلام أدب  ما بعد الحرب الأهلية.. لا سمح الله..!!

* ربما هذه خلاصة مخاوفي وأبناء جيلي من ديمقراطية نفهمها بالمقلوب أحيانا ونستعجل معها استدعاء مالا يصح عقلا.. مع العلم والإحاطة أن أحدا لن يحصل على بوليصات تأمين ضد تداعيات تلك الفيروسات الخطرة التي تحاول اقتحام الجسد اليمني..إذا ما واصلنا الضحك بطريقة ابتسامة معجون الأسنان على ما يجري في الشارع من عنف يطال البشر والممتلكات الخاصة والعامة ورفع شعارات مناطقية وشطرية¿.

* وبعقل وضمير المسئولية أسأل :هل كنا في بادئ الأمر نتوقع أن نرى دماء تسيل على الإسفلت أو محالا تجارية وسيارات تحترق ¿أو أن يركب البعض موجة موبقات إذكاء المناطقية باستدعاء عبارات لا تستحق الدفن فقط بل الإحراق على الطريقة (البوذية)¿ رددتها للأسف بعض أقنية الإعلام الحزبية المحلية التي احتلت بجدارة مرتبة “سفير السوء الذي يفسد ذات البين”!!والتي تصور البلد وكأنه في طريقه إلى التدحرج من على قمة جبل النبي شعيب “الأعلى في الجزيرة العربية”.

* يا سادة ينبغي أن نفهم الديمقراطية أولا ثم نطبقها سلوكا.. في سياق قواعدها وليس اعتسافا كما يحدث اليوم في الشارع.. هذا التوجه الذي لا يقود إلا إلى مزرعة تكاثر طفيليي الأجندات الخاصة ..على وقع الإيقاع التنغيمي الذي يعزفونه للشارع ويتسلقون من على همومه إلى ضفة المنية..لان هذا هو المصير الحتمي.!

* ولزوم الحال يستدعي تذكير جميع مكونات العمل الحزبي والسياسي بقيمة اسمها”الحياء السياسي” التي باتت اليوم تبحث عن صديق  وتحتاج إلى تحديث في ذاكرة كل الساسة..وإلا ما الذي يمنع قبول مبادرة  رئيس الجمهورية لإصلاح ما أفسده الدهر¿ وإبقائها معلقة على حبل الفهم القاصر لظروف المرحلة ..أو حتى لماذا ننتظر حتى يتم تنفيذها بجراحة دون تخدير قد تضع البلد أمام دوامة تبتلع السفينة برمتها ..¿

* طيب.. على الأقل نترك لحرية التعبير أن تتنفس بشكل طبيعي بدلا عن إدخالها مرحلة التنفس الاصطناعي منذ البداية  وقد لاحظنا كيف تم رفع شعار الويل والثبور فورا ولم نصل على النبي ونبدأ بالشعار المطلبي المهني أو الديمقراطي كما يحدث في بلدان خلق الله.. لأن الخروج بحرية التعبير عن سكة الديمقراطية قد يضع الجميع أمام خيار صعب ومن نوع: الديمقراطية أو أمن الوطن ووحدته وسلمه الاجتماعي ..فماذا سنختار¿!

* على أية حال الحوار ليس مشروطا بفك رموز اللغة “الهيروغليفية “و هو أقرب من اللسان للأسنان وسيبقى هو الحل ..

إلا إذا كنا ننتظر حتى “تتفرق أيدي سبأ ” ونعيد محنة هجرة اليمنيين الأوائل من صحب ابن “ماء السماء “ملك سبأ قبل أن يتفجر سد مأرب آنذاك .. لكن هذه المرة لن نجد أمامنا إلا حرس الحدود يتعقبوننا كمتسللين برا وبحرا.!

? أرجو أن تكون مخاوفي حبرا على ورق !!..ويبدأ الحوار حتى نقول :حوار مبارك إن شاء الله.

??

 

قد يعجبك ايضا