مشاهد يومية.. هل هو غياب الثقة بالنفس¿¿
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
{ لماذا نبدو معظم الوقت عديمي الثقة بأنفسنا سواء على المستوى المهني والحرفي أو على المستوى العام¿ سيسأل سائل : كيف¿ أقول : فلان من الناس في تخصصه وفي عمله بل يشار إليه بالبنان لكنه يقدم نفسه للآخرين بدونية عجيبة! لا يثق في ما أنجز وإذا أنجز يظل يضفي على ما أنجز طابعا من «التواضع» هو في الحقيقة الأمر نوع من الهروب من الدونية العجيبة قل بغياب ثقة لا حدود له. وخذ على سبيل المثال فالشرق الأوسط به من الأحداث أيامنا ما يغري الشيطان على الكتابة رأيا وتحليلا وقراءة وتوقعا واستنتاجات واستشرافا للمستقبل ونحن نظهر من على أجهزة إعلامنا كأن هذه البلاد عقيمة من محلل واحد من مفكر واحد أجزم أنهم موجودون لكن منطق «موú سكاني مثل الآخرين» يهيمن على رؤوسنا ولذلك ترى جميع منú لديه القدرة يتوارى وتظهر وسائل إعلامنا عقيمة الكون في واد وهي في واد آخر وسائل الإعلام في الكون كله تشúبöع ما يحدث حتى صراخا ونحن صامتون مؤدبون تنقصنا الرؤية بالفعل أضف إليها غياب الثقة بالنفس إذ ليس بالضرورة أن تظهر وكأن ما ستقوله موقف رسمي قد تتحمل البلاد تبعاته نحن نقول نحلل ما يجري نقدم صورة للناس حتى لا نظل ناقلين لا صانعين تنقصنا الجرأة – أيضا – فنركن إلى الأدب حتى لا «يقولوا»… لذلك تجد الناس ينفضون عنا ونحن مصرون على الوقوف على محطة الأدب التي هي الخوف قل هو التردد هو عدم ثقة هو هروب غير الواثق بالنفس لدينا كفاءات وقدرات صحيح أن المشهد يغطيه ويحجبه أنصاف الكفاءات والقدرات لكن قدراتنا وكفاءاتنا – أيضا – هاربة متوارية!! هذا قد يكون بسبب التربية التي هي قبل التعليم لكنا بعد التعليم وبمسافة طويلة نرهق إذا حاولنا أن نقطعها لنعيد التربية قبل التعليم!! والسبب الآخر أن القادر لا بد أن يتوارى وهو يستسلم ولا يسعى لنيل حقه وبكل الطرق نحن نهرب إöذا وهناك منú يشجع ذلك ليتسيد المشهد. وعلى المستوى العام ننجز إنجازات بحجم الجبال ثم نبدأ التشكيك حتى نهد كل ما أنجزنا حينها «نشهق» الله وهذا الذي أنجزناه لكن بعد أن تكون العمارة قد انهارت وحيث لا ينفع الندم ولا يمكن للحظة أن تتوافر من جديد فلا نجد إلا فراغا نستغله بـ «المضرابة» ليس بالضرورة بالأيدي ولكن بمواصلة تكسير كل ما هو جميل!! والسبب عدم توافر الثقة بالنفس والدونية العجيبة ذلك يسحب نفسه حتى على قراراتنا علاقتنا بالآخر علاقة الدولة بالمواطن علاقة المواطن ببعضه علاقة المواطن المفترضة بقانون مغيب كله يخلق إشكاليات عديدة تجعلك كلما قدمت إلى الأمام خطوة عدت إلى الوراء عشرين. والسؤال : هل الدولة لا تثق بنفسها بقدرتها على أن تقنع المواطن إقناعا أو تجبره بالقانون أن يمارس دوره كمواطن¿ تختلط الصورة حين ترى الأثوار تحل محلها والبنادق تحل محل القانون وإلا كيف نفسر تبادل بنادق «المقصى» و«التحكيم» وأجهزة الدولة في الوسط كأن لا علاقة لها بالأمر ما يؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة كالوصابي ولا تجد منú يطالب بشرع الله ويفرض القانون لأن الدولة تركت مساحتها لسيارات «المرافقين» يعبثون كيفما يريدون!! والغريب أن الجميع يضع الدولة للحظات على الرف ويعجبها هي أن تظل تتفرج على المتصارعين متناسية أن «الأثوار» تحل محلها يغيب القانون وتغيب هي ويحل «العرف» محل كل قانون ونظام. هل للدولة أن تستعيد ثقتها بنفسها وتقول للمواطن الخارج عن العقد : كفى سأمارس دوري¿ وهل على الفرد أن يستعيد ثقته بنفسه ويتقدم¿ أم أن الدولة تخذل نفسها وقدراتها¿ كيف نثق بأنفسنا¿