مشاهد يومية .. يمن 2020م بلا قات!!!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
{ يعني أن منú سيطيل أعمارهم رب العباد سيشاهدون كأس العالم من الدوحة في المقاهي وعلى الكراسي في المنازل فستكون الدواوين في ذلك الوقت قد تحولت إلى صوالين للجلوس وبالكراسي وأكواب الشاي توزع على الجالسين بدلا عن ربط القات وتوابعها¿ هذا ليس من الخيال الشخصي بل من وحي ما قاله المدير التنفيذي لمؤسسة أو منظمة «يمن بلا قات» وحين أعلق عليه هنا لا أتهكم ولا أسخر بل أسأل : هل قيل مثل هذا – أيضا – في لحظة نشوة قات¿ لأن السؤال الآخر سيكون : كيف¿ الأستاذ محسن العيني حين رأس أول حكومة في عهد الحمدي رفع شعار محاربة والقضاء على القات وبدأ بإجراءات منها تحريم زراعته أولا في أراض تابعة للدولة ومنعه في أماكن العمل إلى جانب إجراءات أخرى منها أو أهمها تشكيل لجنة لمحاربة والقضاء على هذه الآفة التي نحبها حد العشق مهما شتمناها وشتمنا منú أتى بها ذلك من بعد المغرب أما قبل الظهر من كل يوم فندبج القصائد في كل «ربطة» نراها أمام أعيننا!! قيل – والله أعلم – أن العيني ألغى تلك اللجنة بعد أن كان يذهب إليها ليجد أعضاءها يناقشون سبل التخلص من القات وهم «مخزنين»!! وما غاضه أكثر أن أعضاءها كانوا يقدمون إليه الأوراق يطلبون منه «حق القات». الآن يبدو وذلك شيء يسر النفس أن المدير التنفيذي وعد بتخليصنا من القات بعد أو في نهاية تسع سنوات من الآن لا أدري كيف¿ وبجدية متناهية أسأل : هل تملك المؤسسة رؤية ما¿ أتمنى ذلك فالقات تحول إلى مستعمöر لحياتنا وبرضانا وإلى طابوره أو إلى تأييده ينضم كل لحظة مئات الأشخاص ومساحته توسعت بلا حدود ويستهلك أكبر نسبة من المياه على حساب المزروعات الأخرى وعلى حساب الإنسان¿ إöذا على أي أساس يعد الأخ عباس بيمن خال من القات وبعد تسع أو عشر سنوات لا فرق!! أصدقاء «يمن بلا قات» التي أسسها المرحوم الأستاذ أحمد جابر عفيف لم تحقق شيئا يذكر في هذا المجال وجمعية أخرى يبدو لي أنها في تعز هي الأخرى صرفت النظر والمؤسسة الجديدة لتوها أشهرت نفسها فمتى قد أنجزت الدراسات والأبحاث وكونت رؤية من خلالها تتحدد الخطوات للوصول إلى العام 2020م¿ القات مشكلة مزمنة ولذلك لا بد أن تتحول إلى هم وطني تسهم الحكومة ومنظمات المجتمع المدني التي انشغلت هذه الأيام بأثوار «الهجر» وبنادق «المصفى» والأحزاب والمنهج المدرسي والجميع مطلوب إذا أرادت المؤسسة وقدرت أن تقنعهم بالسير معها مطلوب أن يبدأوا وبلا كلل ولا ملل وبöنفس لا ينقطع فالقات ليس آفة – فقط – بل دورة اقتصادية يعيش من ورائه الزارع والقاطف والسائق وصاحب المطعم وبائع «التتن» والفحم ومطاعم السلتة والفحسة الشعبية أي أن جمهورا من الناس يعيشون منه بالمقابل مساحة الأراضي المزروعة كل هذه المكونات ما هي بدائلها¿ فأن تقلع شجرة قات لتغرس مكانها شجرة بدلها تكاليفها ووقت الانتظار من سيعوض الناس في عيشهم وتلك السلسلة من البشر. القات تحول إلى ثقافة ووعي فلا بد من إحلال ثقافة ووعي آخرين من خلال أدوات توعية وتثقيف وإعلام على مدار الساعة بجانب آذان الناس مش عمل مناساباتي من العيد إلى العيد. هذه كلها تظهر بشكل أسئلة وأسئلة غيرها كثيرة هل تجد الموسسة إجابات عليها¿ وسيقول قائل : لöم تهاجمون بديلا عن الدعم¿ نقول : لا نهاجم بل لا نريد أن يتسرع أحد بدون أن يمتلك أدواته ويبين ما هي وسائله¿ إذا أرادت المؤسسة أن تقدم شيئا فلتعمل بنصيحة ذهبية بدون مقابل ومني مفادها : إذا استطاعت أن تحمي الأجيال الجديدة من الانضمام إلى الطابور وتترك الكبار ومنú لا يستطيعون العيش بدونه لو استطاعت المؤسسة أن تحمي الصغار فستكون قد أنجزت أعظم المنجزات. أقول مرة أخرى : إن القات مصيبتنا التي نعشقها لكن علينا أن نبحث عن طريق ما للخلاص ليس من بينها الاستعجال في منح الوعود التي لن تجد طريقها للتنفيذ والأمر في الأول والأخير بحاجة إلى نقاش مستفيض وصولا إلى إيجاد رؤية ما تقتنع بها الدولة اقتناعا حقيقيا لتدعم أي توجه جاد للتخلص من هذه الآفة.