المبدع اليمني… والانقراض¿! 


واليأس ومطبات الكآبة ومن يطارده بالتهميش والتعقيد والنوايا المزنرة بالسوء وكل ألوان العسف والخسف رغم ادعائنا الحضاري بتقدير دور المبدع وتأكيدنا الخرافي- في كل مناسبة- بأهمية الدور الهام الذي يلعبه في حياتنا!!
بل ترتفع درجة (البجاحة) لدينا فنطالب بكل حماس (بيزنطي) بضرورة الارتقاء بمستوى كل إبداع لدينا وبأهمية ان يطور كل مبدع نفسه وإبداعه مقارنة ومنافسة لتلك الإبداعات العظيمة والقدرات الفذة لدى الآخرين في بلاد (بره)..!!
يحدث كل ذلك منا دون أن نتقدم خطوة إلى الفعل واجتياز حواجز الثرثرة والتنظيرات البلهاء.
> إن ما يوجع الضمير هو أننا لم نقدم للمبدعين في هذه البلاد غير الابتسامات (البلاستيكية) واللامبالاة والصمت (الرهيب) وإطلاق قوائم الطلبات والانتقادات العمياء..!!
ولولا كل ذلك الإجحاف المزمن وبصور متعددة و(لكنات) وملامح متغيرة لكان لدينا قوافل من المبدعين الكبار قيمة وإبداعا وعطاء وتوهجا.
فالظروف التي كانت ومازالت وستظل تغلف المبدع هي التي سلبت من ساحتنا الثقافية الكثير من المبدعين الذين كانوا يحملون معهم بشارات بمواسم خصوبة الإبداع والعطاء ولكنهم أدركوا مبكرا أنه لا قيمة للإبداع ولا للمبدع فآثروا السلامة وفروا نحو حرف ومهن ومجالات رغدة وفرت لهم الهناء في لقمتهم والاطمئنان على غدهم ومستقبلهم وأمنتهم من غول وأهوال الفاقة والتشرد والضياع الذي كان سيحيق بهم لو أنهم استمروا في طريق عشقهم الأول!!
> أما أولئك المبدعون الذين أصروا على مواصلة السير والتوغل في أقاصي الإبداع فالكثير منهم يؤرقهم الندم وتعض أعماقهم الحسرة على سوء الاختيار الذي لولا إصرارهم لكانوا في حالة أسعد من حالة الشتات والفاقة والألم والصراع النفسي من تناقضهم مع واقعهم المرير!!
> هذا الوضع المسور بالمتاهة جعل المبدعين مثل الكائنات الجميلة التي تتعرض للانقراض بأعداد متلاحقة نخشى معها أن لا يبقى إلا النماذج الصدئة والدعية..!!
> نعم.. إن المبدع في بلادنا معرض للإنقراض بصورة مفزعة ومخيفة وخاصة إذا ظلت أوضاعه المزرية كما هي ودونما تغير فهل تعي وتدرك المؤسسات الثقافية الرسمية واتحاد الأدباء المبجل ذلك¿!
وتهب من رقدتها الطويلة وتخرج من عار صمتها وعقمها المشهور لتعمل شيئا من أجل حماية المبدع من الانقراض..!!
أم أننا سنظل نسمع – كالعادة- الاسطوانة المشروخة عن رعاية المبدع- التي مالها وجود- وعن تسخير طاقات وإمكانيات تلك المؤسسات لخدمة المبدع وإبداعه- وهو ما لم يحدث إطلاقا ولن يحدث!! ولكنها في الحقيقة تسخر لأشياء أخرى يعلمها الله..!!
> إننا نتمنى من كل (ثرثار) أنيق و(مسؤول) مغلف بالثقافة وكل عازف فاشل على وتر الثقافة ان يكفوا عن (الهلس) و(الطبطبة) على أكتاف المبدعين وإطلاق الوعود والمشاريع السرابية.. فقد جربناهم وسمعناهم حتى الضجر ولم نجد منهم غير الهراء ولا سواه..!!

قد يعجبك ايضا