باسندوة القدوة¿
محمد عبدالحليم
محمد عبدالحليم –
من القليل النادر أن يمتثل شخص بوزن وثقل ومنصب رئيس الوزراء في التاريخ اليمني الحديث للقانون ويدعو لتطبيقه على أحد أفراد الفئة المحيطة به والمقربة منه جراء اقترافه لجرم أو جريمة.
الأستاذ/محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء وفي هذا الوقت العصيب سجل بموقفه الداعي لتطبيق النصوص القانونية بحق المدعو عبدالملك الآنسي أحد أفراد حراسته الخاصة الذي اقترف جريمة قتل لحارس مركز اكسيد لتعليم اللغة الانجليزية بالعاصمة صنعاء يوم السبت الماضي .. سجل انتصارا للقانون ومثلا يحتذى به منذ اللحظة وفي مستقبل الأيام ومن جميع المسؤولين والشخصيات الاجتماعية (مشائخ وأعيان ووجهاء) في كامل التراب اليمني .. مفاد هذه الدعوة وفحواها أن الجميع سواسية أمام القانون وأنه من هنا بداية للانطلاق نحو مستقبل الدولة المدنية المنشودة لليمن والتي يستحقها كل اليمنيين من أبناء هذا البلد الطيب الذين افتقدوا وجود المثل والقدوة الحسنة بين أفراد الطبقة الحاكمة للبلاد منذوقت طال أمر بقائه جاثما على صدورهم ككابوس يفزع صحوهم ويلاحقهم حتى في منامهم القلق إنه يمن المساواة في الحقوق والواجبات واقعا لا مجازا حقيقة معاشة وليست أوهاما أو تنظيرا في وسائل الإعلام (المرئي والمسموع والمقروء) التي من كثرة الدجل لم تعد مرئية أو مسموعة أو مقروءة.
وبحذوث مثل هذه الجريمة التي حتى اللحظة نعرف أسبابها ومسبباتها أو دوافعها وهي من مهمة الأجهزة الأمنية التي وجه باسندوة إياها بالقبض على الآنسي وإجراء تحقيق عادل ونزيه معه حولها ورفع تقرير للنيابة العامة عن ذلك.
إن هذا التصرف الذي لمسناه ولم نسمع عنه فقط كما حدث في مرات نادرة تمثل هذا الالتزام بالقانون والثبات المترسخ في نفس رئيس الوزراء الذي كان ولا يزال مشاركا أبناء الشعب اليمني حلمهم في التغيير السلمي لكل فاسد أو مستقوي على النظام والقانون سواء بسلطته المستمرة من منصبه الحكومي أو المدني أو قربه من السلطة المركزية.
إنه لفخر واعتزاز نشعر به كمواطنين في يمن الحكمة والإيمان من التزام كهذا وثبات قناعات كهذه وقدوة حسنة يتعدى أثرها الدائرة الضيقة في دوائر الحكم إلى كل محافظ ومدير مديرية ورئيس قسم شرطة أو شيخ قبيلة أو شخصية اجتماعية لها تأثيرها على منطقتها أو يتعداه إلى غيرها من المناطق .. مفادها لا كبير أمام القانون مهما كان منصبه أو مقامه أو سطوته إذا ما خالف النظام أو ارتكب جرما يعاقب عليه القانون المستمد من الشريعة الإسلامية الغراء.
وكما قالت الشاعرة الذمارية غزال المقدشيةقبل مئات السنين معبرة عن ما ذكر آنفا:
سوا سوا يا عباد الله متساوية
ما حد ولد حر والثاني ولد جارية