مشاهد يومية.. في بيتنا قاتل!!!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

{ شاب يقتل شقيقته بعدن شاب يقتل أخاه بإب أب يقتل ابنه الأب عمره (87) عاما والابن عمره (30) عاما بذمار ابن يقتل أباه البالغ من العمر (45) سنة في عنس شاب يقتل أسرة بكاملها شاب يذبح أباه وإخوانه.

عناوين مفزعة أنباء تأتي من هنا وهناك والناس كل يضيف أثناء نشوة القات لأول معلومة ما يراه مناسبا ليظهر في المقيل أنه أعلم الناس وأعرفهم.

الصحف تتناسخ العناوين وكأن سكرتير تحريرها واحد!! وأقسام الاجتماع وعلم النفس وطب النفس السلوكي والصحة الاجتماعية والتنشئة الاجتماعية لا تعير الاهتمام وتشترط لذلك أن تنشر الصحف ما سيقولونه والمفترض أن يخضع ما يجري ويحدث والتوقعات لما سيحدث بعد قراءة الواقع أن تخضع تلك الأقسام التي عددها (23) قسما للبحث والإجابة على أسئل كثيرة الواقع مليء بها ولا أحد يهتم لها الكل يناقش كل شيء في الدواوين أما قاعات المحاضرات والدرس والبحث لا أثر لكل هذا وبيننا السؤال التالي : أين المجلات العلمية المحكمة¿ أين الفزع الذي لمسناه لحظة أن ارتكب «السوداني» جريمته نريد فزعا يؤدي إلى إجابة على تساؤلات مجتمعية لا يجيب عليها الصحفي بل الباحث والصحفي مهمته أن يخرجها إلى الناس وبالإمكان أن يكون الباحث نفسه صحفيا الآن فمنافذ النشر والبث تعددت حتى أن الصحفي ربما يجد نفسه في لحظة مستقبلية ما بدون عمل ولا مهنة!! فالمدونات تملأ الإنترنت والفيس بوك شغال والمواقع الإلكترونية ملء السمع والبصر إöذا لا مشكلة لأن الصحفي المتخصص يكاد – أيضا – يكون غير موجود!! فكله يكتب في كله إنشاء لا يسمن ولا يغني من جوع بدليل – أيضا – أن الحملة الصحفية لا تجدها في صحافتنا بالمطلق!! إلا آراء لسياسيين في كل شيء تستنسخ كل لحظة لتلك الوجوه من مجلس الشورى إلى الدواوين بتلك اللغة وكأن منú يكتبها شخص واحد!! في الأخير تجدها «هدúرة» لا تغني شيئا!!

الآن أقسى ما تراه حين تفتح أي صحيفة وكل بطريقته هذا يخطها عنوانا وذاك يضمنها «هدúرة» طويلة عريضة.

«في بيتنا قاتل»!! يعني ضمنا أن كل شاب قاتل محتمل وقد مهöد لهذا في يوم العزاء لزميلنا المرحوم عبدالرحمن عبسي فقد سمعت كثيرا : «كل واحد ينتبه لأولاده» والقصد أن كلا منا ينتبه من أولاده وأنا تمنيتها أن ننتبه لأولادنا وليس منهم.

نحن هنا كأننا نحرض كل شاب على القتل باعتباره قاتلا محتملا!! مثل الذي يظل يكرر على مسامع أولاده «أنتم سراسرة» أنتم أنتم حتى يتحولون بالفعل إلى «سراسرة»!!

الآن لا نستطيع ولا يمكن أن نحمل الشباب كل «الموبقات» – إذا صح التعبير – ولا نحملهم مسؤولية كل ما يحصل بالعكس يفترض الآن على الجميع – إذا أرادوا – أن يفتحوا آذانهم لأبنائهم والمدارس لطلابها والجامعات لشبابها ووسائل الإعلام تفتح أعينها شاشاتها صوتها صفحاتها للشباب نحن إلى اللحظة نهتم – وبطريقتنا – بالرياضة ولا ندري بالشباب وإن أردتم على صعيد الواقع أن تروا ما هي عليه الصورة اسألوا : أين فرق الكشافة¿ أين فرق الموسيقى في المدارس¿ أين فرق الفتوة¿ أين الأندية من كل ما يجري¿ هل لا تزال تقدöم للشباب كرة وكيúرم¿ وأنا أجزم أن الصورة التي تركنا عليها الأندية لا تزال كما هي بل أسوأ وإن أردتم فاذهبوا إلى كل ناد وسترون الصورة التعيسة لا أريد أن أقول لقد تحول بعضها إلى «…» فستغضبون لأننا هكذا نثور لأتفه الأسباب وننكر كل شيء بدليل أننا نخوöن كل منú يشير إلى مكمن خطأ!! فما بالك بالخطيئة¿

الآن شباب في عمر الزهور يعانون الفراغ يعانون من غياب الآباء عنهم من غياب كل أشكال الإعلام والتوعية والتثقيف تراهم لا ينخرطون في أي برامج ترتفع بقدراتهم تشغلهم بل ينخرطون في مجالس القات والدخان وإن ذهبوا فمن لا يلعب كرة قدم يجد أمامه «الكيúرم» والفعل الثقافي الذي تراه ضمن لوحات أسماء النوادي هي مجرد ديكور والأحزاب أتحدى أن يقول لي أي حزب أن له اهتماما بالشباب حتى صفحات صحفهم لا تخصص صفحات لطلاب الجامعات والشباب بالعموم!!

الآن مرة أخرى فالبطالة والمشاكل الأسرية حيث كثير من الآباء تتعدد زوجاتهم ثم «يحنبون» وتخيل بيتا بداخله (12) أو (14) ولدا وبنتا في ظل إمكانيات شحيحة ماذا يريد كل هؤلاء¿ وإلى أين سيصلون¿ ثم إن كثيرا من الآباء خاصة المتعلمين – أما المثقفون فلا وجود لهم – لا يعيرون أبناءهم اهتماما!! ثم تجدهم يصرخون.

ولا يزال صوت الشاب ابن قريتي في أذني حيث جمعته وقريبه الآخر لأتكلم معهما حول مشكلة معينة وحين قلت – فقط – : «أنا أعلم أن أبويكما لا وقت لديهما لهمومكما» خرجت من فم أحدهما صرخة مكتومة «أيوه» فأدركت السر وحي

قد يعجبك ايضا