تأملات.. اللف حول الدائرة 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

عقب القارئ سعد طالب على الموضوع الذي نشرته في هذه الزاوية يوم السبت الماضي بعنوان “الندوات.. وحديث الطرشان” بالعديد من التساؤلات.. وقال: الأستاذ محمد العريقي المحترم.. قرأت الموضوع المنشور في عمودك اليومي تأملات بعنوان “الندوات.. وحديث الطرشان” وركزت فقط على ظاهرة المشاركة الضعيفة من الجهات المعنية أو أن الذين يحضرون لا يتفاعلون بما يطرح لأن بعضهم ليس له علم بما يقال وهذه ملاحظات ملموسة لكن أرى أن هناك ملاحظات أخرى لا بد من التعليق عليها وهي عن مخرجات وتطبيق وتنفيذ التوصيات لتلك الندوات وورش العمل.

وأنا هنا أتفق مع الأخ القارئ ومع تساؤلاته حول الجدوى من تنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل والأهداف منها وهل تفضي إلى مخرجات محددة يتم تطبيقها وإذا كانت هناك توصيات ومقترحات.. من ينفذها ومن يتابع ويقيم مستوى التنفيذ¿

هذه الأسئلة فعلا ستبقى معلقة طالما ظلت هذه الفعاليات بدون فاعلية وإنما فقط ظاهرة صوتية ليس لها تأثير إيجابي على أداء القطاعات التي تخصص من أجلها تلك الفعاليات ولم تضف أي جديد بشأن مواجهة المشاكل التي  تواجه المجتمع والتنمية.

صحيح أن الندوات والمؤتمرات وورش العمل ودورات مهمة وضرورية خاصة إذا اتضحت جوانب تدريبية أو الإطلاع على معلومات جديدة أو تبادل خبرات لكن إذا اقتصرت فقط على تجميع الناس والمختصين وقيل ما قيل من معلومات مكررة وقديمة أو نقاش انفعالي وعاطفي وتنتهي الندوة أو المؤتمر بوجبة غداء للمشاركين.. فهذا لا يقدم ولا يؤخر.

ليس هذا وحسب بل إننا نجد أن الندوات تكرر بعنوان واحد كل سنة وفي بعض الأحيان تنظم أكثر من مرة في سنة واحدة والمختصون يشاركون بأوراق عمل يكررونها عندما يطلب منهم أي مشاركة حتى البيانات لم تحدث مع أن المشكلة تكون أصبحت أكثر تعقيدا وهناك مستجدات جديدة في الواقع لأن معظم الأوراق تعد من الكتب وتجمع من مصادر متشابه وليس هناك أي بيانات ميدانية حديثة والكثير من الأوراق وصف حالة أو ظاهرة لا تتضمن حتى المقترحات أو الحلول.

إذا لماذا تعقد ندوات وورش عمل بدون حلول أو مقترحات وإن كانت بعضها تخرج بمثل ذلك.. لماذا لا تنفذ¿

وهل هناك من يتابع التنفيذ¿ وهكذا نظل نلف حول الدائرة دون نتيجة.

قد يعجبك ايضا