أكدت في رسالتها ان البردوني جسد نبض الانسان العربي وهمومه 


بكلية دارالعلوم – جامعة القاهرة ناقشت لجنة مكونة من الأساتذة:  أ . د  حسن جاد طبل الأستاذ بالكلية وأ .د  سعد أبو الرضا الأستاذ بكلية الآداب جامعة بنها و أ .د عبد الحميد هنداوى الأستاذ بالكلية ناقشت الباحثة المصرية في قسم  البلاغة  والنقد الادبي  : رجاء علي محمد علي رسالتها التي تقدمت بها للجنة تحت عنوان: المفارقة فى شعر البردونى … دراسة تحليلية وبعد دفاع الباحثة عن الأطروحة وبعد مناقشة استمرت زهاء ثلاث ساعات قررت اللجنة منح الباحثة درجة الدكتوراه في البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن بمرتبة الشرف الأولى.
خصوصية بردونية
وقد قدمت في بداية المناقشة خلاصة لدراستها بينت في مستهلها المكانة التي يتخذها  الشاعر  عبد الله البردوني في الشعر العربي الحديث استطاع أن يحتل مكانا بارزا على خارطة الإبداع الشعرى بوصفه صوتا فريدا جسد نبض الإنسان العربى وآلامه داخل اليمن وخارجها كما نجح فى تصوير أدق نزعات النفس الإنسانية وما بها من تناقضات من خلال إبداعه الذى يحمل خصوصية بردونية واضحة
المفارقة  ومفهومها
      وقد أوضحت الباحثة أن أهم أنواع المفارقة فى شعر البردونى هى : الأولى: المفارقة اللفظية  حيث   ويقوم هذا الفرع على التضاد بين الدلالة الحرفية الأولية للمنطوق لفظا أو مجموعة لفظية أو جملة أو ما فوق الجملة وبين دلالته الحقيقية المحولة التى يرشحها السياق النصى والموقف التبليغى الراهن والتى يمكن أن يطلق عليها الدلالة المفارقية والثانية: مفارقة الموقف : التى يعد قوامها تفاعل الأحداث والشخصيات المكونة للموقف الشعرى وجودا قويا داخل قصائده.
دافع  الدراسة
وقدمت الباحثة  أهم البواعث التى دفعتها إلى اختيار ظاهرة  المفارقة عند البردونى موضوعا للبحث والدراسة أوجزتها فيما يلي:
أن الظاهرة بجميع فروعها من السمات الأسلوبية البارزة فى شعره وقد أسهم فى ذلك طبيعة الموضوعات والأفكار التى تناولها وعبر عنها والتى كانت تتمحور غالبا حول التناقضات الكائنة داخل النفس الإنسانية وخارجها .
 رغم هذه المكانة التى تحتلها المفارقة فى إبداع الشاعر فإنها لم تأخذ حقها من الدراسة والتحليل ولم يتم الالتفات إليها إلا بشكل جزئى وعابر داخل بعض الدراسات التى تناولت شعره دون تحديد لمصطلحاتها وأقسامها.
 أن المتأمل فى نصوص البردونى الشعرية يصل إلى أن ثمة تشابها قويا بين شخصيته وإبداعه مما تطلب جهدا بحثيا أمينا لإبراز هذه العلاقة والبرهنة عليها من خلال ظاهرة المفارقة التى تعد من أهم سماته الأسلوبية و الشخصية أيضا.
صعوبات ولكن
وقد قمت الباحثة أهم الصعوبات التي واجهتها أثناء في طريق البحث والتن الشعري المدروس وأوجزتها فيما يلي:
غزارة إنتاج الشاعر الذى قدم للشعرية العربية عصارة تأملاته وإبداعه  مما اقتضى تحرى الدقة فى اختيار النصوص التى تعبر عن الظاهرة .
 توظيف البردونى لبعض العناصر والمفردات المستمدة من بيئته وغير المفهومة لغير أبناء اليمن العزيز خاصة فيما يتعلق بأسماء الأماكن والموروثات الشعبية والثقافية الأمر الذى أضفى شيئا من الغموض على بعض نتاجه الشعرى.
 التنوع الكبير فى أنواع المفارقة وفروعها من دراسة لأخرى وما أدى إليه ذلك من تأكيد على أهمية تطويع الظاهرة لإنتاج الشاعر وليس العكس .
 خصوصية الدراسة
وبينت الباحثة أن هناك كثيرا من  الدراسات التي سبقتها في  تناول  متن البردوني الشعري لكن الجديد في هذه الدراسة -كما تبين- هو: دراسة المفارقة بوصفها أهم السمات الأسلوبية عند الشاعر و بوصفها أيضا أهم خصاله الشخصية حيث قامت بالربط بين المفارقتين ومن ثم حاولت إعطاء ظاهرة المفارقة فى شعر البردونى الحق فى دراسة شاملة بدلا من الإشارات العابرة المتناثرة  داخل الدراسات المختلفة وبتعبير أدق حاولت أن تجعل المفارقة فى شعر البردونى محورا لدراسة شاملة وليست عنصرا جزئيا فى دراسة أخرى . وكذلك قم ت برصد أنواع مختلفة من المفارقة عند الشاعر لم يتطرق إليها أحد من قبل مثل مفارقة الموقف وفروعها كما حاولت إزالة اللبس بين المصطلحات التى تعبر عن الفروع المختلفة للمفارقة وقدمت تقسيمات أكثر تماسكا لها .كما إنها اهتمت بدراسة  تقنيات التناص وتقنيات الفن القصصى مثل المنولوج الداخلى والديالوج والفلاش باك وغيرها من التقنيات التى استغل الشاعر تأثيراتها الفنية فى صنع مفارقاته .

قد يعجبك ايضا