الحقائق التاريخية.. والمسئولية الوطنية
رياض شمسان
رياض شمسان
رياض شمسان
من المعروف أن الدول والشعوب المتحضرة في عصرنا الحديث تعتبر (الوقت من ذهب).. وأيضا الوقت بالنسبة لها (كالسيف إن لم تقطعه قطعك).. ولذا استطاعت أن تحقق تلك الإنجازات العظيمة في مجالات العلم والمعرفة والصناعة والتكنولوجيا والفضاء وغيرها من مجالات التقدم والازدهار التي أذهلت العالم..
وانطلاقا من ذلك يتوجب علينا نحن في اليمن أن نحرص على الوقت هذا الكنز الثمين ونستغله الاستغلال الأمثل من أجل تحقيق آمالنا وطموحاتنا في حياتنا لنرتقي باليمن أرضا وشعبا في كافة مجالات الحياة.. وذلك بدلا من التقوقع في مكاننا ومرحلتنا الراهنة التي تلازمنا فيها العديد من التحديات المفتعلة لغرض في نفس يعقوب.
ولا بد لنا هنا من وقفة جادة أمام الكلمة الوطنية التاريخية الهامة التي ألقاها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يوم أمس الأول في (ندوة الأبعاد السياسية والقانونية للاستحقاق الدستوري للوحدة اليمنية) بجامعة عدن.. والتي سلط فيها الضوء على العديد من الحقائق التاريخية التي يجهلها الكثير من شرائح المجتمع اليمني وخاصة الشباب عن تلك الأحداث والصراعات الدموية والأزمات الخانقة التي مرت بها البلاد في العهد التشطيري ومدى مردوداتها الكارثية على شعبنا اليمني..
واستعرض الأخ الرئيس القائد بإيجاز نوعي وبصراحة متناهية مراحل مباحثات الوحدة اليمنية حتى تم تحقيقها يوم 22 مايو 1990م وما تعرضت له في 1994م من محاولة تآمرية باءت بالفشل الذريع والهزيمة النكراء وتم تثبيت الوحدة اليمنية لتبقى إلى أبد الآبدين بإذن الله تعالى..
وأوضح رئيس الجمهورية: إننا نتحفظ على نشر الكثير من الوقائع السياسية حرصا على ما يوفق وتجنبا لما يفرق.. واضعا النقاط على الحروف لما تتطلبه المرحلة الراهنة من مصارحة ومصالحة وتسامح من أجل وحدة الوطن الغالي.. داعيا كافة القوى السياسية وبالذات أحزاب اللقاء المشترك إلى الحوار الوطني..
حقا لقد دخلت كلمة الرئيس الوطنية التاريخية قلوب الجماهير اليمنية بدون استئذان.. نعم نقول الجماهير صاحبة المصلحة الحقيقية التي أصبحت تعي كل الوعي بأن يوم 27 إبريل 2011م.. هو يوم الاستحقاق الدستوري الذي سيتوجه فيه الشعب ليقول فيه كلمته بانتخاب مرشحي البرلمان.. وما على الإخوة أحزاب اللقاء المشترك إلا إعادة النظر في موقفهم المتشدد.. والابتعاد عن التشنج أو الامتثال والإتباع لتلك العناصر المعروفة بأنها من أصحاب المصالح الذاتية والنزعات العدوانية التي تحاول دائما افتعال المشاكل والأزمات وتفريق شمل القوى الوطنية.. نعم إنها تلك العناصر المصلحية العدوانية التي طالما ابتزت خيرات الثورة والوحدة اليمنية وأصبحت من أثرى الأثرياء لديها العديد من القصور الفاخرة والمشاريع الاستثمارية في داخل الوطن وخارجه.. وبالرغم من ذلك مازالت تمارس (البعسسة السياسية العجائزية) مستغلة بذلك النهج الديمقراطي الرائد.. ولكن هيهات لها أن تفلح في مساعيها السوداوية..
ولذا نقول للإخوة أحزاب اللقاء المشترك ضرورة الارتفاع إلى مستوى المسئولية الوطنية.. والابتعاد عن هذه العناصر الانتهازية الحاقدة.. وضرورة التجاوب مع دعوة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. هذه الدعوة الوطنية الصادقة والخيرة التي ستعود بالخير العميم على الجميع.. انطلاقا من أن اليمن وطن الجميع.