مشاهد يومية..فؤاد وغياب الزي الرسمي 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش
{ حين تذهب إلى عمان وقد ذهبت حين دشن مجلس الشورى أعماله في منطقة «الخوير» وهي ضاحية لمسقط من أجمل ضواحي المدن وحيث يستفاد في شوارعها من مياه المجاري في ري الجزر الخضراء الجميلة ولا تهدر في البحر القريب.
بالقرب قاعة كبيرة للمؤتمرات حين وصلنا إليها نحن معشر الصحفيين لاحظنا ولاحظت أن القاعة الهادئة إلا من حفيف الأحذية وهمهمات تكاد تسمعها تعطيك إحساسا بالرهبة والاحترام.
الملاحظة الأهم أن القاعة كانت معمرة بلون واحد لا تكاد ترى نشازا في الكراسي إلا الضيوف وحين دخل السلطان أكمل المشهد بما يلبسه.
وحين سألت قيل : هناك مرسوم سلطاني يمنع أي مسؤول أو مواطن عماني أن يذهب إلى أي احتفائية رسمية إلا بالملابس الرسمية والملبس الرسمي كان ذاك الذي ظهر به منú في القاعة جميعا لا تفرق بين أحد منهم وفي الحياة العامة لا يمنع أن يكون الزي الوطني انعكاسا للتنوع وكل يلبس ما يريد.
نحن نذهب إلى مؤتمرات واحتفالات وأنشطة رسمية أحدنا بالبدلة الكاملة وهي ملبس عالمي الكرافتة أتت من الكروات وباقي مكوناتها من الغرب وآخر يأتي بالقميص الأبيض يتمنطق بالجنبية بكل أشكال شدها على الخصر وصاحب تعز يأتي بالشميز والفوطة وبالمشدة بمختلف أنواعها وألوانها وصاحب تهامة يأتي بالأبيض باعتبار أنه يأتي من منطقة حارة وأهل عدن يأتون بالشمزان والفوط وأهل يافع ولحج بالمصنف وأهل حجة بالمقطب وصاحب البيضاء بالمئزر والمشد المميزين وكل منطقة يمنية لها خصوصيتها ولا اعتراض بل بالعكس وكل ذلك يظهر التنوع في أبرز تجلياته وهو مطلوب أن يظهر حين تبرز خصائص هذه البلاد من خلال فنونها الاعتراض – فقط – هو حين يأتي كل هذا التنوع إلى حفل رسمي إلى دعوة إلى سفارة إلى مؤتمر إلى أي مناسبة يفترض أن يظهر فيها اليمني يمنيا.
وهذا الباب سبق أن فتحته زميلتي الدكتورة رؤوفة وتبعتها اهتماما الزميلة الأخرى المبدعة جميلة علي رجاء.
الدكتورة رؤوفة نظمت أكثر من ندوة عن الزي الوطني الزي الرسمي وشدت إليها وإلى فكرتها كل الأوساط حتى وصلت أو عرجت على الزي الرسمي لجنود وضباط القوات المسلحة ورتبهم وكل ما يمت إلى مظهرهم بصلة.
في الوجه الآخر كانت الزميلة الأقدر منا المخضرمة الأستاذة رضية إحسان قد اهتمت بالزي الشعبي وراحت تجمعه وأتذكر أيام أن كان الأستاذ القدير حسين محمد عبدالله عبدالإله الأغبري مديرا عاما لمؤسسة السياحة أن أفرد لها نفس المكان الذي تشغله الآن المؤسسة التي تديرها الدكتورة رؤوفة حسن في ميدان التحرير.
بالتوازي كتب الأستاذ عبدالكريم الخميسي – رحمه الله – أكثر من مرة في أشواقه ويومياته عن الزي الرسمي بل واقترح له شكلا ما.
كل جهد الدكتورة رؤوفة لا أدري أين انتهت به الرياح وكل اهتمام جميلة لا أدري أسباب خفوته أما رضية فبسفرها إلى الخارج عرفنا سبب إغلاق معرض الأزياء الشعبية بالمقابل فالتنوع الذي كونته أروى عبده عثمان نعلم جميعا ما آل إليه وللأسف الجميع الآن يعرفون ولا يحركون ساكنا لا الحكومة كاملة ولا الثقافة وحماس السياحة انتهى ليستقر كل الجهد في مخزن!!
ما جعلني أتنبه للأمر من جديد هو الهيئة التي ظهر عليها هذا الشاب فؤاد عبدالواحد الذي أدخل الفرحة إلى كل بيت فقد ظهر بتلك «الزنة» أو سموه القميص وللأسف كان شكلها يعاند الاحتفائية الكبيرة من حوله وأمامنا ولا أدري لöمنú ينسب الملبس الذي ظهر به لا أقصد إفساد الفرحة كما قد يتراءى للبعض لا كنت – فقط – أريد أن يكتمل المشهد وماذا لو كان ظهر بزي إما وطني هو جمع لكل تنوعات البلاد أو زي رسمي لا بد أن يظهر به ويقدم اليمن صورة كما قدمها باقتدار صوتا وأي صوت نتمنى أن يخلف أبو بكر بالتحديد الذي لم نره ليلتها وإن عوضنا عيوننا بالنهر الذي يتدفق إلى قلوبنا فرحا وعشقا طاب البلس طاب أيوب طارش.
ظهور فؤاد بالشكل الذي ظهر عليه يحتم على الثقافة والفنون إن كانت هنا فنون أن تعمل على إعلان مسابقة لزي رسمي يمني يكون جامعا لكل خصائص اليمنيين وتنوع البلاد وعلى وجه السرعة.
نريد أن نستغل الدفق العالي في نفوس الجميع جراء «خليجي 20» ونجم الخليج لندفع في سبيل استكمال ملامح الشخصية اليمنية مظهرا ومضمونا مضمونا أظهره هذا الشاب الرائع ومظهرا نريد للفنانين أن يخرجوه إلى العلن.
وربما من حسن الطالع أن ممن كانوا في الصفوف الأولى الفنان عبدالقادر حاتم وهو مهندس ديكور جميل وفنان تشكيلي وهو الذي صمم شعار نقابة الصحفيين بواسطتي فما رأيه كفنان والآخرون بما ظهر عليه فناننا فؤاد عبدالواحد الذي نرجو أن يحول صبöر إلى أغنية جميلة أخرى كما حوله أيوب إلى شلال من الأنغام والألحان والصوت الجميل تتدفق إلى أفئدتنا

قد يعجبك ايضا