من أجل الصواب ..ولو على انفراد 

عبدالعزيز الهياجم


عبدالعزيز الهياجم

عبدالعزيزالهياجم
في وقت سابق كنا جميعا ضد أي خطوات منفردة , ومع كل توافق يفضي إلى إنجاز الاستحقاق الدستوري المتمثل بالانتخابات البرلمانية واقرار قانون انتخابي جديد وتشكيل لجنة عليا للانتخابات حتى ولو كان الحزب الحاكم صاحب أغلبية تخوله فعل أي شيء ..إلا أن العقلانية وروح المسؤولية الوطنية كانت تقتضي تغليب منطق التوافق على مسائل النصاب والحجم .
تطلعنا كثيرا إلى أن تكلل الحوارات السابقة بوضع النقاط على الحروف في أغسطس 2008 عندما كانت الأحزاب تضع اللمسات الأخيرة قبل أن يحدث تنصل وفركشة ..ثم كانت رغبتنا وعقولنا تجنح للتهدئة وليس للتصعيد , وتنظر بشغف إلى أن ترجع الأحزاب ” البصر كرتين ” إلى الحوار والتوافق وأن تلتقي على كلمة سواء ..وجاء اتفاق فبراير 2009 بمثابة بارقة الأمل والضوء في آخر النفق .
لكن ما حدث بعد ذلك هو أن التململ والمراوحة كان السمة البارزة .. ولا أبرئ ساحة أحد لكن كان بمقدور أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك إن هي أرادت , أن تنتزع من الحاكم تطبيق بنود ذلك الاتفاق بندا بندا ووفق جدول زمني ومكاشفة أمام الشعب حتى يصل الجميع إلى تطبيق كل النقاط ويكون الجميع جاهزا لما بعد ذلك ..وأنا هنا لا أقول أن الحزب الحاكم كان لديه الرغبة في تنفيذ كل شيء من تلقاء نفسه فهو لا يعمل وفق مدينة افلاطون الفاضلة , لكن منطقيا انه كان سيضطر إلى عمل كل ما تم الاتفاق عليه إذا وجد ضغطا من المعارضة
وفق معادلة السلطة والمعارضة لن يذهب الحزب الحاكم إلى الصواب بنفسه وإلا ما كان هناك حاجة إلى معارضة ..لكن المشهد بدا وكأن المعارضة ” اللقاء المشترك ” لا يهمها أن يذهب الحزب الحاكم إلى الصواب بقدر ما يهمها أنú يقع في الخطأ وربما أن نظرتها تقوم إلى أن صوابية الحزب الحاكم تكون في صالحه وأخطاءه تكون في مصلحتها هي ودون اكتراث بمصلحة الشعب والوطن .
وبالتالي ما دام الأمر توقف عند مجرد المناورة والتربص فإن وضع البلد اليوم هو بحاجة إلى موقف جريء وشقوي من طرف واحد أفضل من مراوحة وضعف من طرفين ..وعلى الحزب الحاكم أن يكون قويا وشجاعا وجريئا ويمضي في الخطوات الدستورية والاستحقاق الانتخابي القادم دون الالتفات إلى ما ستقوله المعارضة لأن أي تراجع سيعيدنا إلى نفس المربع ولن يكون فرصة جديدة للحوار والتوافق كون النوايا غير الصادقة هي ذاتها قائمة وستعيد إنتاج الفشل مجددا ولا يراهن عليها ما دامت هي هي.
والأمل الوحيد اليوم هو أنه ما دام قد فشل مشروع توافقي يعتمد (نوايا صادقة في الحزب الحاكم + نوايا صادقة في المعارضة) فليكن نوايا صادقة منفردة من قبل الحزب الحاكم وخطوات منفردة للشروع في الاستحقاق النيابي وما يتعلق بها ويرتبط بها من خطوات جادة وإصلاحات حقيقية .
فالمواطن اليوم أعتقد أنه بات على دراية ويقين انه اذا كان مهما أن تتوافق الأحزاب على الانتخابات وعلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحظى بقبول الجميع وتمثل الجميع ..فإن الأهم هو إنجاز استحقاق انتخابي يفضي إلى حكومة وطنية وليس حكومة وحدة وطنية ..بمعنى أن تشكيل حكومة وطنية لديها الولاء والاخلاص والحب لهذا الوطن والعمل والبذل من أجل الإصلاح والتنمية والرفاه خير ألف مرة من حكومة وحدة وطنية تقوم على التقاسم والمحاصصة والعمل وفق أن الكل يبحث عن نصيبه من الكعكة.
تهانينا للجمهورية
بداية من الخميس الماضي ظهرت الزميلة الجمهورية بثوب جديد وقشيب وطباعة راقية فضلا عن كونها عكست التجهيزات الطباعية الحديثة التي دشنت صحيفة الجمهورية العمل بها فهي تعد إضافة جديدة لحضور متميز للصحيفة يحسب للزميل الاستاذ سمير رشاد اليوسفي رئيس مجلس الادارة رئيس التحرير الذي يضع بصمات واضحة في هذه المؤسسة الصحفية الرائدة وصحيفتها الغراء وفق شعار ” الجمهورية ..لكل الجمهورية “.

قد يعجبك ايضا