رسالة للواهمين! 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي
أمسك رأسه صديقي وهو يقول معقول أبو أحمد يحضر مباراة التلال وشعب إب ودخل الملعب دون أن يسبقه المرافقون.. ولم يأت معه الحراس الشخصيون.. يا ساتر يارب.. هذا أبو أحمد.. هذا رئيس بلد.. واحنا نخاف عليه يارب احفظه.
لا أخفيكم الدهشة تملكتنا.. لكن أحد الذين كانوا إلى جانبنا وهو من أبناء محافظة عدن قال: يا جماعة «مالكم» مستغربين «مش» أول مرة يعملها وكم مرة خرج إلى الشارع ليمشي راجلا في أماكن مزدحمة كما حصل في المكلا وفي عدن وليس «مرة» بل «مرات» كان يلتصق بالمواطنين والجماهير في مهرجانات ويذهب للأسواق والمتاجر ويمر على بعض الأحياء ويقف ويتحدث مع الكبير والصغير وهو الرئيس الوحيد الذي يخرج بسيارته بمفرده كما فعل في رمضان قبل الماضي وإلى جانبه عبدالعزيز عبدالغني وأوقفه شرطي المرور يسأله عن «رقم» السيارة.
بالفعل هذه الصفة هي أحد وأبرز ما هو معروف عن الرئيس.. ولأنه تلقائي ويسكن في قلوب شعبه فهو محروس بعين لاتنام.. ومع ذلك هناك قاعدة شرعية تقول «اعقلها وتوكل».. وتلزمنا الأخذ بالأسباب!
سأعود إلى الدهشة.. وكيف أن الرئيس يحضر بسيارتين إلى الملعب ويصعد إلى بين الجماهير ويأخذ مكانه بهدوء وبتلقائية عجيبة ليتابع المباراة ويتحدث مع هذا.. وذاك.. ولا يكتفي بدقائق أو بربع أو نصف ساعة بل بوقت طويل.. ولم يغادر الملعب قبل أن تنتهي المباراة.. بل استمر حتى انتهت وقام الجمهور من مقاعده واقتربوا من فخامته ليحيوه ليصافحوه ويهدوه التحايا.. ثم ينزل إلى ساحة الملعب ويصافح لاعبي التلال والشعب إب والإداريين والحكام واحدا واحدا.
ليس غريبا.. ولا عجيبا.. فمن يمتلك ذلك الرصيد من الحب.. ومن بادلته الجماهير ذلك الوفاء العظيم في خليجي 20 .. بالتأكيد لا قلق عليه.. ومن حقق الإنجاز العظيم ووحد اليمن أرضا وإنسانا.. وأنجز ما وعد بالتطورات الشاملة.. ومن أسس الديمقراطية وضمن الرأي والرأي الآخر.. لا بد وأن يكون محميا بمحبة الناس.. ومن انتقل باليمن إلى الأمن والاستقرار وأوجد الطمأنينة بعد الكثير من الصراعات…. والتصفيات.. من البديهي أن يكون مطمئنا تلفه عناية الخالق وتحيط به مشاعر الحب الغامر والوفاء الذي ليس له مثيل.
وقد يكون حضوره إلى الملعب وبقاؤه إلى ما بعد نهاية المباراة يتجاذب الأحاديث مع الآخرين دون أي رسميات أو حواجز.. مفاجأة سارة أصبحت حديث الناس في كل مكان.. وزادت من محبته في القلب.. لكنها أيضا «رسالة» مهمة إلى الواهمين ليعرفوا من هو علي عبدالله صالح.. وما يملك من  رصيد في قلوب الناس.. وكيف يتعامل.. وأين يتواجد.
وليس فقط في ملعب التلال.. بل في ملعب 22 مايو الدولي وفي الحفل الختامي لخليجي 20 بحضور عشرات الآلاف عندما غادر الرئىس المنصة الرئاسية ونزل إلى المنصة المكشوفة وتوقف على السلالم يحيي الجماهير التي هتفت باسمه وحيته وصفقت له كثيرا.. فكان أن منحها «القبل» في مشهد انتزع الدموع من كثيرين لذلك الحب العظيم وتلك المحبة والتلقائية فكنت يومها أشعر أن القلب يبوح به ويكتبه «زعيم يقف في منصة القلب»!
الرسالة.. هي أيضا تلقائية.. إلى أصحاب المشاريع الصغيرة.. وأولئك الذين روجوا للشائعات والأكاذيب وحاولوا تصدير الخوف والقلق وعاثوا فسادا واقتتالا.. وتخريبا وتآمرا على مدى سنوات كثيرة.. أذاقوا فيها الناس الويلات.
وهي أيضا.. لمن يعيشون تحت وطأة أمراض مستعصية ويبحثون عن دور أو مكان بعد أن لطخوا تاريخهم بالدماء.
هل استوعبتم وفهمتم من هو علي عبدالله صالح.. ولماذا يحظى بكل هذا الحب والوفاء.. إذا لم تستوعبوا أو لم تفهموا.. موتوا بغيظكم.
 
 

قد يعجبك ايضا