تأملات.. حالة قلق..(1-2) 

محمد عبدالماجد العريقي


محمد عبدالماجد العريقي

قرأت مؤخرا في إحدى الصحف  العربية عن دراسة أمريكية , تكشف أن العاصمة الفرنسية باريس هي أكثر المدن الأوروبية ازدحاما لدرجة أن كل قائد سيارة هناك يهدر كل عام نحو 70 ساعة من أوقاته بسبب الازدحام المروري .

تصوروا أن المواطن الباريسي يهدر 70 ساعة من وقته  في السنة بسبب الازدحام المروري, يعني أن الوقت أ قل بكثير في باقي المدن الأوربية الأخرى .

إذا ماذا لو نفذت مثل  هذه الدراسة في مدينة صنعاء , كم تعتقدون عدد الساعات  التي يهدرها كل قائد سيارة من وقته سنويا بسبب الازدحام المروري في شوارع صنعاء .

من حيث المبدأ لن تجرى مثل هذه الدراسة في اليمن أو أي دولة عربية, لأن العرب أساسا لا يهتمون بالوقت, والزحمة المرورية ليست هي المتهم الأول في سرقة ونهب أوقاتنا, فنحن أساسا نبحث عن كل وسيلة نمنحها وقتنا دون ثمن, وكل همنا هو كيف مضي اليوم, وكيف نقترب من نهاية الشهر لنقبض المرتب , غير ذلك فحساب الوقت لا يدخل في قاموسنا .

لا يعني هذا أن ظاهرة الزحمة المرورية  لا تزعجنا, إنها المشكلة التي توتر أعصابنا, وتهدد حياة المشاة, وتربك رجال المرور, وتجلب الضوضاء إلى أسماع ورؤوس  الناس, إنها  أبرز الإزعاجات لسكان المدن .

وإذا رجعنا لتساؤلنا السابق عن عدد الساعات التي يهدرها السائق في شوارع العاصمة صنعاء  سنويا, إذا اعتبرنا ذلك معيارا حضاريا  لتقدير قيمة الوقت, أعطي كل شخص حرية التقدير, على ضوء  تأثره وارتباطه وتعامله مع هذه القضية .

أنا شخصيا أعتقد أنني أهدر من وقتي فقط للوصول إلى العمل والعودة إلى البيت  أكثر من 240 (مائتين وأربعين ساعة سنويا), وسوف أحسبها لكم بكل دقة .

أنا ساكن بأحد أحياء مديرية الوحدة جنوب غرب العاصمة, ومقر عملي شمال العاصمة على شارع المطار .

المسافة التي أقطعها حوالي عشرة كيلو مترات تحتاج إلى عشرين دقيقة في الحالة العادية بدون زحمة اللهم الوقوف أمام إشارات المرور, لكن الوقت الذي أمضيه في الطريق حتى أصل أو أعود إلى البيت هو 45 دقيقة  وهذا في أحسن الأحوال .

يعني هناك أربعون دقيقة  تهدر يوميا في مشواري الذهاب والعودة .

وشهريا 40*30=1200دقيقة – 60= 20ساعة شهريا *12شهرا 240ساعة سنويا.

 أما إذا أضفت الوقت المهدر من المشاوير الخاصة في الصباح أو بعد الظهر فالرقم سيرتفع إلى مستوى أكبر .

أما كيف يهدر هذا الوقت فتفاصيله يحتاج إلى صفحات مطولة, وسوف أشير إلى بعضها في عدد الغد .

قد يعجبك ايضا