إذا أردت التغيير!!
بدر بن عقيل
بدر بن عقيل –
إذا أردت التغيير اجعل مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح الضيقة والشعارات الجوفاء والانتماءات المتعصبة وابتعد عن التقليد الأعمى والضغائن والأحقاد.
إذا أردت التغيير احمل مشعل الأمل لا معول الهدم وانظر إلى نصف الكأس المملوءة ولا تنظر إلى نصف الكأس الفارغة حتى لا نغرق في بحر من التشاؤم ونجعل كل ما هو أمامنا وهما وسرابا!!
إذا أردت التغيير اجعل كل شعار تكتبه على جدار أو يافطة أو قطعة قماش أو تتفوه به مليئا بالحكمة والاعتدال والنظرة الثاقبة وبقليل من الكلام وقديما قالت العرب: «خير الكلام ما قل ودل» فيما قال أجدادنا اليمنيون في مثلهم الشعبي «من كöثر كلامه قل احترامه».
إذا أردت التغيير فلا تغضب ولا تتعامل بردة الفعل ولا تكثر من لاءات الرفض حتى لا نجني الفشل الذريع وانظر إلى أبعد من أصابع قدميك ولتكن طموحاتك بحجم اليمن الكبير الواحد من صعدة إلى المهرة.
إذا أردت التغيير احمل غصن السلام بدلا من سكين حادة وانشر المحبة بدلا من نشر الخراب والدمار!!
إذا أردت التغيير عليك اتقان الصبر فإذا أتقنت الصبر أتقنت كل شيء جميل في الحياة واعلم أن اليمن تحتاج لكل أبنائها وأن اليمن دائما ولادة بالرجال المخلصين الشرفاء.
إذا أردت التغيير ضع يدك في يدي ففي تشابك أيادي أهل سبأ قوة عظيمة تحقق المعجزات ولا يستطيع حاقد فت عضدها أو يرش بالماء في وجه الفتنة التي لعن الله من أيقظها!!
إذا أردت التغيير ابحث عما يرفد خزينة الدولة ويعزز الاقتصاد الوطني ويستغل موارد الوطن الاستغلال الأمثل ويخلق المناخ الآمن للاستثمار والجذب السياحي.
إذا أردت التغيير اعمل على امتلاك مهنة في يدك يحتاجها الوطن وهي لك ضمان وزاد فهذا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «إني أرى الرجل فيعجبني فأسأل: ألديه صنعة¿ فإذا قيل لي: لا سقط من عيني»!!
إذا كنت تريد التغيير لا تقف حجر عثرة في درب البناء والتنمية والتحديث ولا ترم بالأشواك وتخدش وجه الوطن!!
إذا كنت تريد التغيير حافظ على مكاسب ومنجزات الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية وقف وقفة إجلال وإكبار وعرفان لتضحيات شهداء الثورة اليمنية الأبرار.
إذا أردت التغيير انقل صورة جميلة عن وطنك عن حضارته ومدنيته وإبداع إنسانه وقدرته على الخلق والإبداع.
إذا تريد التغيير لا تعكöر صفو الحياة العامة وتخلق بؤر القلق ولاتثر المخاوف والشكوك فلا تنمية بدون أمن واستقرار.
إذا أردت التغيير لا تسمح لمن يقرع طبول الحقد وينفخ في «بورزان» الحرب ويفرش أصابع الديناميت على دروب الوطن ويقطع الطريق ويقيم الأسلاك الشائكة ويحاول من جديد إعادة «براميل الشريجة» وعودتنا إلى قمقم الاستبداد والتخلف!!
إذا أردت التغيير لا تدع مجالا أو فرصة لمن يقطع خطوط الكهرباء وأنابيب النفط وإمدادات الغاز ويعطöل حركة ومصالح الناس ويقلق السكينة العامة والوئام الاجتماعي!!
إذا أردت التغيير اعلم أن نظافة شوارع بلادنا أمانة في أعناقنا وأن للطرقات حرمات وآدابا وسلوكا وإن إعاقة حركة السير والناس هي في النهاية إعاقة لحركة وسير وتقدم المجتمع إلى الأمام والأفضل!!
إذا أردت التغيير لا تخلط كل الأوراق لتصل إلى هدف آني ورخيص ولكن اسم فوق كل المصالح الآنية ولا تبحث عن أنصاف الحلول!!
إذا أردت التغيير اعلم أن الديمقراطية لا تعني المساس بالوطن وثوابته والتطاول على حقوق الآخرين ونشر غسيل القبح على جدران وأسوار الوطن!!
إذا أردت التغيير تحدث بصوت مسموع وبصورة منطقية وبعيدا عن الغلو والتعصب والتطرف حتى أتفهم مشروعك في التغيير ونظرات للواقع وأقترب منك أكثر.
إذا أردت التغيير عليك الإدراك بأن لليمن وأهلها ربيعهم الخاص وبما يتناسب وواقعهم وخصوصيتهم وسجاياهم الكريمة والمنطلقة من «الإيمان يمان والحكمة يمانية» تلك التي جنبهم وخلال منعطفات تاريخية عديدة رياح العواصف المدمرة وسموم الفتنة القاتلة ودائما وأبدا: «أهل مكة أخبر بشعابها»!!
إذا أردت التغيير عليك التعلم من الأزمة الطاحنة التي عصفت بالبلاد قرابة عام كامل وما زالت نتائجها وتداعياتها الخطيرة تخيم علينا وأخذ الدروس والعöبر وتحديد اتجاه وبوصلة المسار وكيف أن هذه الأزمة كادت تجعل من اليمن أكثر من «يمنات» وتعيد تقطيع أوصال وشرايين الوطن الواحد!!
إذا أردت التغيير تسلح أكثر بالعلم والمعرفة والتصق أكثر بروح العصر وافهم الجديد في عالم يموج بثورة صناعية وتقنية ومعلوماتية وابدأ من حيث انتهى الآخرون.
إذا أردت التغيير احمل قنديلا وأشعل شمعة ولا تلعن الظلام ولا تطالب بأن أعطيك سمكة بل طالب بأن أعطيك صنارة لتتعلم كيف تصطاد السمكة وحينئذ نكون قد قضينا على ظاهرة ا