حينما يقيم الشعب نفسه 

علي الشرجي



علي الشرجي

علي الشرجي
مارس الشعب حقه بطريقة غير مباشرة في اختيار أمين العاصمة ومحافظي المحافظات وهو الحق المتاح أمام الجميع سواء من تنطبق عليهم الشروط للترشيح أو الهيئات المحلية المنتخبة.
هذه الاستهلالة قد لا تحمل جديدا يضاف إلى وعي وفكر قطاع واسع من الشعب لكني هنا ألزم نفسي بالكتابة حول هذا الحدث الديمقراطي الجديد بكل ما تحملة كلمة جديد من معنى لأنه خطوة واقعية نحو بلوغ التطلع الوطني والطموح الشعبي في سلطة محلية واسعة الصلاحيات.
من المكابرة القول إن انتخابات المحافظين معجزة وإلا قللنا من محطات وتحولات ديمقراطية سابقة كذلك فإن من المكابرة التقليل من أهميتها ومضمونها الخلاق وبعدها المستقبلي خاصة وأن المستقبل الذي نستشرفه يستوجب من الجميع مواكبة المتغيرات والوفاء باشتراطات التحول التي يمليها أو يفرضها شخص أو جماعة أو حزب طالما هي مخاض حقيقي لوقائع وتجارب ومراحل شتى.
وحتى لا نبتعد كثيرا أقول إن توسيع الصلاحيات المحلية بات ضرورة إنسانية ووطنية أكثر من كونها عملية سياسية أو عملية تخدير موضعي ولذلك جاء الـ17 من مايو استجابة عملية جزئية لإرادة شعبية ومتطلبات تنموية واجتماعية يحتاج إليها أي شعب أو مجتمع وصل إلى درجة أو مستوى من النضج والمؤسسية في شتى جوانب الحياة وهذا يعني تقييمها لواقع الدولة وأدائها ومستوى اهتمامات الناس حينما تصل بهم الرغبة ذروتها في حكم أنفسهم بأنفسهم بناء على ذلك يأتي السؤال: هل للمقاطعة غير المبررة من قبل بعض أحزاب علاقة بالرغبة في المشاركة في الحكم.
حينما يقيم الشعب نفسه ينبغي أن يتحلى بأقصى درجات الشجاعة الأدبية والدقة والحرص والمسؤولية في عملية اختبار الذات وخوض التجربة بالمشاركة  وممارسة الاستحقاق لتبيان مدى القدرة والجدارة في تحمل المسؤولية التي لا تعفي من يرضى تحملها أو تسمح له بالهروب إلى الخلف أو رفع الراية البيضاء.
والانتخابات المحلية التي تختصر مسافات البيروقراطية وتمهد لحكم محلي واسع الصلاحيات هي الترمومتر لقياس وعي الشعب وتطور المجتمع والحاجة لمواكبة المتغيرات وإشباع رغبات المجتمع من المشاركة السياسية والتنموية وتجديد أنماط الحياة الاجتماعية.
حري بعشبنا أن يقيم نفسه في إمكانية تسيير شؤون حياته وإدارة جهده ووقته وترجمة أفكاره من خلال السلطات المحلية المصغرة التي تتيح فرصا أكبر للعمل والمعرفة وتقييم الذات بعيدا عن الوسائط والمؤثرات التي قد لا يستوعبها الكثير منا.
فلتكن التجربة الديمقراطية المحلية مدرسة إنسانية لاكتشاف كوامن الإبداع والوقوف عند حقائق الأشياء بدلا من الانتظار العاجز لكل شيء يأتي إليه جاهزا- غالبا- لا رأي لـه فيه ولا سمع ولا بصر

قد يعجبك ايضا