يكفي جار الله
علي الشرجي
علي الشرجي
علي الشرجي
من حق أحزاب اللقاء المشترك أن تناضل كما تشاء بالتجمهر والاحتشاد داخل أسوار مدارس التربية والتعليم حتى وإن كان هذا النوع من النضال قد جاء هذه المرة تحت يافطة الاحتفاء شخصية سياسية وحدوية مخضرمة بحجم جار الله عمر الذي اغتالته أيادي الإرهاب ونوازع الفكر المتطرف والسياسة الآثمة.
ومن حق الفقيد المرحوم شهيد الديمقراطية والاعتدال والنضال السلمي من أجل وطن موحد خال من التطرف والإرهاب أن ينام قرير العين تحت الثرى بعيدا عن المزايدات الحزبية والمكايدات السياسية باسمه وكان الأجدر أن يحتفى به في القاعة الكبرى التي اغتيل فيها وليس في زاوية ضيقة في إحدى المديريات التي يتقدمها بعض القادة الحزبيين للاستجمام والاصطياف والعلاج بالمياه الكبريتية.
لست هنا مذكرا بالأحزان التي تسببت بها كارثة اغتيال الشهيد جار الله عمر الذي لو كان حيا اليوم لما تحولت أحزاب المشترك إلى مجرد أبواق للصراخ والنعيق والمآسي ولكن الحق يقال أن تلك القاعة المشؤومة جديرة بأن نحزن فيها على واحد من أهم ضحايا التطرف الفكري والاغتيال السياسي في اليمن وفي هذه القاعة كان ينبغي أن نندد ونشجب ونستنكر ونحذر من كبريت التطرف وعود الإرهاب بدلا من ذبح الضحية مجددا كأضحية مشتركة لسياسة لا تؤمن بعلاقة غير المصلحة مهما ادعت «ليلى بوصل».
إنه من الإثم وعدم التقدير والاحترام لتاريخ الفقيد جار الله عمر أن نغير ذكرى اغتياله واستشهاده من خلال استبدال يوم الجمعة الفضيل بيوم الخميس الذي يوافق 27 وليس 28 ديسمبر طمعا في نجاح الرسالة السياسية المقصود منها إقامة مهرجانات الاحتفاء وليس العزاء وتغليب النفس الشعاراتية على نبل المشاعر وحسن تقدير المواقف والمناسبات فأين روح جار الله عمر من مداد اليافطات التي رفعت وصراخ الهتافات التي تستحق من كل من يحب الشهيد المناضل أن يضع حولها ألف سؤال وسؤال.
لا تقولوا للفقيد وأسرته أن مهرجانات الأحزاب في ذكرى لا يراد بها التذكير بالضحية ولا بالجلادين هي مهرجانات بريئة من الدعاية الانتخابية للاستحقاق الديمقراطي القادم والله يرحمك يا جار الله ويسكنك فسيح جناته ويلهم أهلك وذويك الصبر على مثل هذا الاستغلال السياسي وهذا النكران واللاوفاء للمبادئ والقيم التي قدمت حياتك من أجلها والتي أصبح هؤلاء يلفونها مع يافطاتهم العريضة ليذروا بها الرماد على عيون أولئك البسطاء الذين ظللت تدافع عنهم وعن حقوقهم المشروعة والمكتسبة وكان الأحرى بهؤلاء أن يقتدوا بك ولو إلى حين.