نعم أستطيع.. كن معي 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

عبدالله الصعفاني
أعجبني كثيرا شعار الألعاب الوطنية الرياضية للأولمبياد الخاص فأخذ بي الخيال باتجاه نماذج كثيرة من المعاقين الحقيقيين الذين يثيرون عندك السؤال ما أسوأ الحال والمنقلب عندما يكون بعضنا أكثر صحة ووجاهة وتعليما لكنهم يختارون دور العائق والمعيق والمعاق.
* نعم استطيع.. كن معي.. هذا هو شعار الأولمبياد اليمني للمعاقين الذي ينطلق الأربعاء المقبل في صالة 22 مايو .. شعار مؤثر لا يتبناه إلا مثل فارس السنباني فيخاطب به شغاف القلب وروح الإنسان ويذكر كل أفراد المجتمع بأن الشخصية المبدعة عقل يفكر وقلب يعمل مركزا للعاطفة ونفس توجه ثم أخيرا جسم يؤمن ببركة الحركة حسب مدونات ثقافتنا الشعبية الحكيمة.
* وإذن فإن المعاق في اليمن يقول لنا تصريحا وتلميحا.. أنا استطيع.. وهو يستطيع فعلا بعد الذي كان من فوزه على مستوى عالمي.. لكن هذا المعاق افتراضا رغم تجليات إبداعه يدعونا لأن نكون معه.. ومن منا لا يحتاج للمساعدة حيث النشاطات والصداقات والمساندة تزيد من الخيارات المتاحة وتقود إلى المزيد من الصحة والشعور بأن ما تؤديه من أعمال له أهميته واحترامه.
* وليس أقل من أن يكون في مدرجات صالة 22 مايو بأمانة العاصمة يوم الأربعاء القادم ما يزيد عن خمسة آلاف من المشجعين لفرسان الألعاب الوطنية الرياضية للأولمبياد الخاص.
* وبلا مبالغة أو تهويل هذا الشعار يضعنا أمام اختبار تشجيع المعاقين مدفوعين بالمحبة والمبادرة وليس بالتحشيد.. وأتمنى أن نكسب التحدي فنملأ مدرجات الصالة ونساند نجوما واجهوا قسوة الإعاقة وقرروا أن يقطفوا البهجة والسعادة والبطولة حتى من الهواء كما هو شأن كل الواثقين الطامحين.. وهنا لن أتحدث عن معاق وإنما عن صورة من صور التحدي المثير.
* ولعل بعضكم يعرف حكاية “هيلين هايس” لم تكن تعاني من الإعاقة ولكن كانت ممثلة ناشئة قال لها منتج سينمائي “لو كنت أطول بعشرة سنتميترات لأصبحت واحدة من أعظم ممثلات زمانك تقول “هيلين” قررت التغلب على قصر قامتي.. بدأت بشد قامتي أثناء السير في كل مكان حتى اكتسبت جسما عسكريا في استقامته ثم ركزت على قدراتي التمثيلية فأصبحت أطول امرأة في العالم رغم أن طولي لا يزيد عن متر ونصف المتر وقد مكنني رفضي أن أقع داخل مربع القوام القصير من لعب دور “ماري” الملكة الاسكتلندية رغم أنها كانت أطول الملكات في التاريخ..
والحكاية مجرد مثل على التخلص من المواقف السلبية أو السلوكيات المهزومة والتركيز على جوانب القوة وليس على جوانب الضعف.
* ورغم إعاقة مرض التوحد حقق نجوم الأولمبياد الخاص عالميا ما يؤكد استيعاب ذواتهم وثقتهم في قدراتهم وسعيهم للنجاح بيقين المثابرة والتركيز على القدرات الحقيقية وليس على الإمكانات الظاهرة.
* وبطبيعة الأحوال فالأخبار لا تنتهي حول معاقين قهروا الإعاقة وتغلبوا على من لا يعانون شيئا من الإعاقات الظاهرة فأبدعوا في مجالات الرياضة والرسم والفن وكافة مسارات الإبداع بحيوية إرادة التحدي..
* يروي الكثير من أولياء الأمور اليمنيين كيف كان أبناؤهم وبناتهم يعيشون تحت ضغط الإعاقة وانفعالات الكبت والنظرة الرحيمة للمجتمع حتى صاروا عصبيين وانفعاليين داخل الغرف المغلقة فإذا بهم إثر التحاقهم بالأنشطة ومنها الأولمبياد الخاص يتحولون إلى أبطال يثيرون الفخر بدلا من نظرات الإشفاق والعطف.
* وهاهم يقولونها قبل انطلاق الألعاب الوطنية للأولمبياد الخاص.
“نعم أستطيع .. كن معي” ووجب أن نكون معهم لنؤكد أننا أيضا مع أنفسنا.

قد يعجبك ايضا