ذكرى المولد النبوي الشريف 

رياض شمسان



رياض شمسان

رياض شمسان
تحتفل الأمة العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها يوم غد الجمعة بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلوات والتسليم.. هذا اليوم التاريخي العظيم يوم مولد سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي أرسله الله جل شأنه رحمة للعالمين.
  وتتجلى عظمة هذا اليوم الخالد في أنه يوم عم أرجاء الكون نوره الساطع الذي بدد الظلمات التي كان العالم يعيشها آنذاك.. في حياة مغمورة بالجاهلية وسلوكيات تتسم بالوحشية والإجرام .. وغيرها من الممارسات اللا إنسانية .. وكانت علاقات الناس أشبه بالعلاقات الحيوانية .
وجاء الرسول الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله حاملا رسالة الدين الإسلامي الحنيف ليخرج الناس من الظلمات إلى النور .. ويهدي الناس إلى الصراط المستقيم .. وهكذا وبإيمانه الراسخ بالله سبحانه وتعالى .. وبخصاله الحميدة .. وصبره الطويل على مواجهة الشدائد .. واصل الرسول الكريم نشر الإسلام بترسيخ الإيمان القوي بالله جل شأنه وتثبيت العدل والمساواة والخير والمحبة.. والصدق والأمانة ..والوفاء والعرفان .. والعلم والمعرفة .. والتآخي والتسامح والشجاعة في قلوب المسلمين .. وجسد ذلك عمليا بسلوكه اليومي وتعامله مع المجتمع وكأنه قرآن يمشي على قدمين .. وبالتالي انتشر الإسلام في أنحاء المعمورة .. وأقام المسلمون أعظم الحضارات – الإنسانية – التي مازالت تتحدث عن نفسها في مختلف أنحاء العالم .
والحق أنه يتوجب علينا أن نقف أمام هذه الذكرى العظيمة وقفة إجلال وإكبار ونستمد منها الدروس والعöبرú والمعاني والدلالات العظيمة.. ونقتدي بنبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونهج الصحابة الذين اقتدوا بالنبي خاتم المرسلين والتزموا بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتطبيقها عمليا في الحياة.. فانتشر الإسلام في كل أرجاء الدنيا ليظل راسخا رسوخ الجبال إلى يوم النشور..
وانطلاقا من ذلك يجب علينا أن نحرص ونؤكد دوما على أن اليمن.. وطننا الغالي هو حبنا الكبير الذي يتحتم علينا جميعا (مسؤولين ومواطنين وأحزابا ومنظمات مجتمع مدني وقطاع خاص) أن نعمل على تعزيز الوحدة الوطنية.. وترسيخ الأمن والاستقرار.. وزرع روح المحبة والتآخي والتكافل الاجتماعي والعطف على الفقراء والحفاظ على منجزاتنا ومكاسبنا الوطنية.. والمشاركة الفاعلة في كافة مجالات الحياة.. وذلك إيمانا منا بأن المسئولية الوطنية لا تتحملها القيادة السياسية والحكومة فقط.. بل هي مسئولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعا.
ولكن هذا لا يعني أن يظل كل منا في انتظار الآخر للقيام بالواجب الوطني.. بل يتوجب على الحكومة أن تكون القدوة في تحمل المسئولية والعمل بكل جدية وتفان لإنجاز المهام المناطة بها من خلال الاستفادة من الكوادر اليمنية المشهود لها بالكفاءات العالية والخبرات الواسعة في مختلف مجالات الحياة للمشاركة مع الحكومة في وضع وتنفيذ خطة عمل علمية نابعة من الواقع اليمني المعاش تتضمن أهم متطلبات المرحلة الراهنة.. وترجمتها واقعيا.. وذلك بتنفيذ (الأهم قبل المهم).. وفي اعتقادي أن الأهم في المرحلة الراهنة هو ضرورة تركيز الحكومة على مكافحة البطالة التي تشكل الهم الأكبر في حياة مجتمعنا اليمني.. ولذا لا بد من مكافحة البطالة والقضاء عليها وذلك بخلق مجتمع إنتاجي من خلال إقامة مشاريع إنتاجية صغيرة ومتوسطة وكبيرة تستوعب المجاميع الكبيرة من الشباب العاطل عن العمل وكذا الأسر الفقيرة القادرة على الإنتاج وبذلك سنضمن لشبابنا ومجتمعنا حياة كريمة آمنة ومستقرة.
كما يتطلب من الحكومة الاهتمام بمحاربة الفساد وبناء اقتصاد قوي.. وإصلاح الاختلالات المالية والإدارية وغيرها من القضايا الآنية العاجلة التي أكد عليها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في رسالته الموجهة للحكومة قبل ستة أشهر التي تضمنت الأولويات العشر المطلوب من الحكومة تنفيذها في المرحلة الراهنة والتي نأمل من الحكومة الإسراع في تنفيذها كونها ستسهم بفاعلية بل ستضمن لنا تحقيق آمال وتطلعات الجماهير والمزيد من النماء والازدهار والأمن والاستقرار.

قد يعجبك ايضا