ملحمة السبعين يوما دروس لن تنسى 

رياض شمسان



رياض شمسان

رياض شمسان
لم تسلم ثورة 26 سبتمبر الخالدة 1962م التي قامت لتخليص الوطن من عهود التخلف والاستبداد الإمامي الكهنوتي من المؤامرات والدسائس فقد تعرضت هذه الثورة وفور قيامها لحملة شرسة ومحمومة.. ولكن بفضل الله جل شأنه وصمود ونضال وبسالة وتضحيات الشعب وثواره الأبطال من كل أرجاء الوطن اليمني الكبير فقد استطاعت هذه الثورة الصمود في وجه كل تلك التحديات ومن ذلك حصار صنعاء الذي استمر (70) يوما والذي سعت خلاله فلول الإمامة الانتكاس بثورة سبتمبر والانقضاض عليها وقد عاشت صنعاء خلال الفترة من 28 نوفمبر 1967م وحتى 8 فبراير 1968م لحظات عصيبة تجلت فيها أنصع صور التضحية والفداء.
والحقيقة أن أحداث حصار السبعين يوما والنضال المستميت والصمود التاريخي للجيش والمقاومة الشعبية وسكان العاصمة صنعاء يعد من أهم محطات انتصار الثورة اليمنية لكونها شكلت حدا فاصلا بين الحق والباطل.
فما أعظم ذلك التلاحم الوثيق بين القيادة والشعب والجيش والمقاومة الشعبية وصمودهم بصلابة وتفاني أمام فلول الإمامة الكهنوتية ومرتزقتها الذين كانوا يقصفون صنعاء بالمدفعية من مواقعهم فوق الجبال المحيطة بصنعاء في محاولات يائسة لإسكات أصوات الثورة والجمهورية وإسقاط صنعاء.. ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل والهزيمة النكراء أمام ذلك الاصطفاف والنضال الوطني الراسخ الذي هز الجبال من تحت أقدام أعداء الثورة والجمهورية.. حيث كان الجميع في صنعاء (جيشا ومقاومة شعبية ومتطوعين ورجالا ونساء وشبابا وأطفالا) قلبا واحدا وصفا واحدا مدافعين عن صنعاء عاصمة الثورة والجمهورية اليمنية وتحمل الشعب الصامد في صنعاء بصبر وثبات قسوة أزمات الغذاء والكهرباء والماء وغيرها.. والتي في خضمها برزت عبقرية إدارة الأزمات من شخصيات وطنية لن ينساها التاريخ.. ناهيك عن الصبر والتجلد النادرين على الإصابات البالغة من القذائف المدفعية والدور الإيجابي الفاعل للخدمات الإسعافية والطبية الذي قام به مجموعة من الأطباء اليمنيين والأصدقاء الصينيين.
كما قام الإعلام بدور وطني كبير في توعية الجماهير وإلهاب حماسها من خلال الخطاب الوطني الزاخر بالثورية والوطنية الصادقة والأناشيد والأغاني الوطنية التي كانت تهز المشاعر والوجدان وتزيدهم إصرارا على الصمود ومواجهة أعداء الثورة والجمهورية ودحرهم من الجبال وتلقينهم دروسا قاسية وهزائم نكراء ليؤكد الشعب اليمني بتلك الملحمة أن الثورة وجدت لتبقى وتستمر على رغم أنف كل الحاقدين والمارقين ودعاة الارتداد والارتزاق وما أحرانا اليوم باستيعاب دروس ودلالات تلك الملحمة العظيمة التي تجسدت فيها أبلغ معاني الوحدة الوطنية لأبناء الشعب اليمني من مختلف مناطقه وشرائحه ليشكلوا بذلك التلاحم الكبير صمام أمان الثورة وحاضر ومستقبل اليمن الجديد.

قد يعجبك ايضا