حصان طروادة الجديد
أ.د. محمد عبد الله المطوع
أ.د. محمد عبد الله المطوع –
إن المتابع للوضع العربي قد يصاب بصدمة مما يجري في الوطن العربي وازدادت حالات التمرد وربما الصرخات العالية ضد ما جرى وما يجري على هذه البقعة الهامة من العالم فهي في المقام الأول تختزن في باطنها أهم ثروة تعتمد عليها الدول الصناعية وغيرها ألا وهو النفط بالرغم من الحديث الخجول عن وجود النفط في قارات جامدة في العالم إلا أنها تظل من المواضيع التي يحيط بها خطوط حمراء وأن الحديث عنها ممنوع إلى حين¿!
فلا عجب أن تهريب الذهب الأسود أصبح ظاهرة أكثر انتشارا من تهريب المخدرات أو تجارة الرقيق الأبيض وبرزت طبقة جديدة في التركيبة الاجتماعية العربية وربما هم من يطلق عليهم حديثو النعمة الجدد.
وفي الوقت نفسه يعاني الإنسان العادي في تلك الدول من الحرمان من أبسط متطلبات الحياة وأصبح البقاء أقرب إلى البغاء وبعيدا عن الإنسان مرفوع الرأس وتسود سريرته الآلام ما قبل الموت وكأن الأوضاع السائدة سرطان يتقدم ببطء ولكنه بلا شك قاتل صاحبه في النهاية.
إن دعوات التغيير بالرغم من شعاراتها البراقة ومحاولاتها التلاعب بالعواطف وهي بعيدة كل البعد عن العقل والمنطق السليم هي السائدة في الخطاب السياسي لمعظم من تدعى أنها قوى سياسية تدعو إلى التحرر وكسر القيود وجلب أشعة الشمس وهي رمز الحياة.
فقد برزت من جديد مخالب العنصرية والطائفية والمذهبية والعرقية بين أمم سبق أن تخطت تلك الكارثة إلا أنه يبدو أن معسكر الطابور الهدام كان في مرحلة كمون شتوي في انتظار الفرصة المواتية للانقضاض على الجسد الصامد.
لقد قاوم الإنسان العربي العديد من المؤامرات طوال العقود الماضية فلا سجون الأنظمة ولا قوى الاستعمار والقهر استطاعت أن تركع ذلك الواقف على رجليه وظل رأسه عاليا.
لقد تغلغلت مخططات التدمير من خلال إتباعها في العديد من المؤسسات وحاولت إعلاميا تدمير النهضة القائمة في دول مجلس التعاون الخليجي ولعل محاولاتهم في تدمير الاقتصاد وتكبلها أي دول المجلس خسائر وصلت إلى نحو 50٪ من تلك العائدات والاستثمارات وازدادت نسبة البطالة بالرغم من ندرة المواطنين في مجالات العمل المختلفة سواء في القطاع العام أو الخاص وحاولت أيضا من خلال أحزاب الإسلام السياسي أن تعيد المرأة إلى الجدران الأربعة من جديد بهدف استقطاب عناصرها في الدول ذات الكثافة السكانية العالية أو تلك التي يعاني أفرادها من الاضطهاد والقمع السياسي إلا أن المرأة قاومت ذلك بإصرارها على العمل وفي الوقت نفسه المحافظة على كيان الأسرة إن الإرادة تكون جبارة حينما يريد الإنسان أن يقاوم كل من يقف ضد إرادتها في الحياة والعمل في النهاية هو الحياة.
استطاعت القمة العربية في بغداد أن تعيد ذلك البلد الجبار إلى جذوره العربية إن العربي هو ذلك الإنسان الذي ينتمي إلى الثقافة العربية الإسلامية وليست تلك التي تنطلق من العرقية فكل من شرب من الثقافة العربية الإسلامية هو العربي أما من يحاول أن يتلاعب بذلك فمصيره العزل كالبعير الأجرب فلا الفرعونية ولا الفارسية ولا الأشورية وغيرها استطاعت أن تخترق الأعمدة ال