عام إنشاء اتحاد الدول العربية 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

حسن اللوزي
لاشك بأن النتائج الإيجابية المهمة التي أثمرتها القمة العربية الثانية والعشرون التي انعقدت في مدينة سرت في الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى عبرت عن ما يبهج النفس ويعزز الآمال والطموحات على كافة الأصعدة القومية وبالنسبة للدور القيادي الحكيم والمقتدر لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي بلغ بمساعيه الحميدة والجادة والمسئولة وجهوده القيادية الحكيمة والبناءة أعلى مستويات العطاء القومي وفي تبني المهام والقضايا القومية بصورة مبدئية واضحة وصادقة وفي خط تصاعدي مستقيم حتى أينعت في أروع تجليات الاقتدار والإخلاص والتفاني بالنسبة للدبلوماسية القيادية الفاعلة والمؤثرة لما تحقق من نجاح مشهود وساطع في إنجاز الإجماع العربي حول المبادرة اليمنية في طريق إقامة اتحاد الدول العربية كمعالجة جذرية وحاسمة ومحددة الأهداف والآلية لتصورات العمل العربي المشترك وتجاوز الحالة الراهنة الميئوس منها في ظل نظام الجامعة العربية والتي تعدتها التطورات الجوهرية في حياة الأمة العربية وكل المعطيات والتحديات في العالم المعاصر وفي العلاقات الدولية بين الشعور والأمم في ظل الكيانات الكبيرة.
وفي هذا الصدد لابد من تأكيد النظرة المتفائلة حول المصير المحتمل بالنسبة لحاضر ومستقبل الأمة العربية.. هذه الأمة الحية برغم ضراوة عوامل التحدي الكبير .. وضربات الموت والحصار وأعمال التآمر المختلفة التي ظلت تواجهها واستطاعت أن تتغلب على الكثير منها خلال القرن المنصرم وإن استطاعت أن تفتك إلى حد كبير بمشاريع التنوير العربي وأفكار النهضة العربية التي تم تعطيلها وحبسها في الكتب والأضابير والأدراج مثلها مثل القرارات العربية الحاسمة والناجعة بسبب جملة من العوامل أبرزها وضوحا التجزئة والتخلف.. والخلافات المتفاقمة بين الكيانات القطرية والأطماع الاستعمارية والصهيونية.
غير أن حقيقة الصورة الماثلة اليوم – ومع هذا التشتت للسيادة القومية الواحدة في الكيانات القطرية الصغيرة- تجعلنا نستطيع القول بجانب من الثقة بالذات العربية الأصيلة بأن أمتنا العربية استطاعت أن تتغلب على الكثير من الضربات القاصمة التي تعرضت لها وأن تفشل العديد من أعمال التآمر التي واجهتها بقوة كامنة فيها جعلتها عصية المنال والتركيع .. ولا شك بأن الإيمان الصادق والعنيد بتلك القوة الكامنة هو الذي جعل القيادات العربية قادرة أيضا على التفاؤل بحاضر عربي جديد.. ومستقبل أفضل ولذلك تسعى باحثة عن الدرب الواضح الذي لا بد أن يؤدي إلى الخلاص.. وفي المقدمة من ذلك التحرر من الأغلال والحواجز والحدود المصطنعة.. وانفتاح الأقطار العربية على بعضها البعض بروح الانتماء لمصير واحد وبفعل الانتصار للمصلحة العليا العربية القومية والذي أخذ في صورة منه منحى التكتلات الإقليمية أو مجالس الأنظمة المتماثلة!!.
ولاشك بأن هذا الإيمان العظيم بالمصير العربي المشرق وبانتصار قدر الوحدة العربية هو الذي ظل يحرك ويدفع فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية نحو تقديم الأفكار العملية والواقعية الطموحة والرؤى والتصورات القومية الهادفة لاجتراح المعالجات الناجعة للمشكلات العصيبة التي تعترض السبيل الواضح لتطوير العمل العربي المشترك بداية من إصلاح بنية وآلية البيت العربي المسمى الجامعة العربية.. والتقدم بإخلاص وشجاعة نحو اقتراح البديل الحضاري الواضح والماثل بصورة جلية في الحياة البشرية وفي علاقات الدول والشعوب والأمم والسعي الحثيث من قبلها نحو التجمع بل والتوحد في كيانات وتسهر على تطويرها وتنميتها في مواجهة التفاعلات التي تفرض قانون البقاء للأصلح.. وميزان السبق والتقدم للأجدى.. والأقدر.
ومن هنا نستطيع أن نقول بأن القمة العربية الثانية والعشرين بنتائجها الإيجابية المهمة استطاعت أن تضع الأمة العربية في مقدمة الطريق الصحيح لتأخذ المسيرة العقلانية الوحدوية العربية إلى الإصلاح العقلاني والجذري والشامل بالنسبة لتحديد واختيار الكيان الوحدوي العربي الجديد.. وفي المؤسسة الوحدوية الجامعة لقوة الأمة.. والكيان الحضاري المنظم لاقتدارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والدفاعي والنهج الدولي المستثمر لطاقاتها الحية البشرية والمعنوية والطبيعية والجغرافية لتثب لموقع الأهلية الحضارية الكاملة لمنازلة كافة التحديات والحفاظ على وجودها الإنساني الفاعل.. المتأثر والمؤثر في حقل الشراكة البشرية وحماية المصالح القومية العليا.. والدفاع عنها في كل الظروف والأحوال..
وإذا كانت الرؤية القيادية اليمنية والعربية تسير في هذا الطريق العربي المضيء فإننا لا يمكن إلا أن نكون في هذا الخضم الإيجابي الواعد بكل الخير.. لأمة الوسطية والخير وأن نطلق بحكم جلاء البشارة الناصعة القادمة من عمق قرارات القمة العربية في سرت لأن يكون العام 2010م عام إنشاء اتحاد الدول العربية

قد يعجبك ايضا