سلام ذاتي أولا ..!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام

ما أنطوى صفحة (جمعة) كلها دعاء بالويل والثبور وشن قذائف السب والشتيمة على أعلى مستوى حتى يطلع علينا يانصيب الثورة بمجلس جديد وفي القراطيس وآخرها (المجلس العسكري) وأخبار في الأفق عن التفكير بتشكيل مجلس أعلى للثورة رواده العارفون بالله..حتى غدت حالتنا مع المجالس الثورية مشجعة على دخول موسوعة غينيس ..باب (المجالس الثورية)..!!

> لكن المشكلة أن مخزون النحس الذي يحيط بنا نحن اليمنيين مع قضية المجالس يعد المهدد الأبرز لها ..وتذكرون مجلس الأخت توكل كرمان والمجلس الوطني الذين خطفا بصاعقة الرفض منذ الوهلة الأولى ..إنا لله وإنا إليه راجعون..

> وحتى للمساعدة ما باليد حيله كي نخفف من كمد هواة المجالس ماداموا يستخدمون طريقة “حجرة بجرة قلي ربي عد العشرة “..لاختيار تلك المجالس بدليل أن الأسبوع لا يغادرنا إلا ويطلع مجلس سياسي أو عسكري..

طيب ..(مافيش) أسبوع يطلع فيه مجلس اقتصادي أو مجلس نتعاون فيه على البر والتقوى لنجنب البلد حرب (البسوس) أو نقدم من خلاله شيئا مفيدا للبلد بدلا من تشكيل مجالس متخصصة في لهف أحلام الشباب وتطلعاتهم..

> جد الجد ..قليل (فرامل) يا أخوة فالمجالس والتعنت الأعمى لن يحل المشكلة ..لاحظوا ارتفاع منسوب الانقسام والحل العسكري إلى أين وصل..!! لاحظوا كم ننثر من مقدرات البلد على صناديق إعادة إعمار المناطق المتضررة جراء الحرب في أبين وصعدة وكم سننفق على الأضرار في الحصبة وأرحب ومناطق التوتر الأمني هنا وهناك..في وقت البلد فيه أحوج إلى ذرة حنان على ما تبقى من مقدراته التي هي ملك الأجيال المتعاقبة.

> بالأمانة والدين ..هل يرضي أحدا حالة الانقسام الموجودة على مستوى البيت الواحد الأب مؤتمر و(المدام )إصلاح والبنين والبنات يشجعون من يدفع مصروف الجيب ولتذهب الأسرة الكريمة إلى الدرك الأسفل من الانقسام..لقد صارت البيوت ملمحا لبؤس الأحزاب التي تضج بكل ما هو ارتجالي لا يفرق بين ما هو خاص وما هو عام..مما فاقم من حالة الانقسام تلك التي لا تخلو منها حتى بيوت الله وتظهر بجلاء عند القنوت الذي يفضح انتماء الخطيب السياسي ومن يرفع يده بعده لأن الدعاء فيه يحكي قصة السياسة باختصار..والحال يذكرنا بالمثل: إ إذا قد بيت الله بيوطل فأين عاد الكنان!!

> الطموا الخدود وشقوا الجيوب.. حتى أطفال الحارة الصغار دخلوا مرجيحة اللعبة السياسية.. وستجد شعاراتهم (مع وضد ) ..شعارات تحيكها بنات أفكارهم ويستوحونها من جدل العائلة الكريمة حول السياسة والتي قد تنتهي موائدها بمواجع الفراق والأخوة الأعداء وأهون الشرين :معركة بالملاعق والصحون الطائرة..

> لا بأس فالبأس الشديد أن الجامعات (وللدقة جامعة صنعاء)فقط مهددة بموانع الدراسة عنوة لأنها جارة الثورة ..أو هكذا أراد لها أهل السياسة أن تكون ولطلابها الـ95ألفا ..ولمن لا يعلم :الجامعات الصومالية لم تتوقف عن الدراسة يوما واحدا برغم الرؤوس المتطايرة في محيطها جراء العنف!!

> لا أكثر من القول :المرحلة يا جماهير شعبنا العظيم أحوج إلى سلام ذاتي داخلي يبدأ من البيت الواحد الذي ستجد فيه العلماني والاخواني والليبرالي اليميني واليساري الذي لا يجمعهم اليوم للأسف إلا قاسم مشترك عنوانه الكراهية لبعض..

سلام ذاتي حتى قبل سلام العرب أجمعين مع الإسرائيليين..وإلا كيف سنواجه مشكلاتنا الداخلية أولا التي نصنعها اليوم ببطولاتنا الخرقاء وبيوتنا أوهن من بيت العنكبوت..¿

المرحلة أحوج إلى أن نغادر مربع إسقاط النظام الذي تبحث عنه الثورة مفردا ولا شيء غيره دون البحث في مفردات المستقبل وما بعد إسقاط النظام الذي لا يستعد له عرابو السياسة إلا بنظرية”ما بدا بدينا عليه”..!

> لابد أن نفهم أننا لسنا اليوم أمام خطر منخفض وبالتالي ينبغي أن لا يكون الاستعداد له منخفضا ..فنحن نعاني من توغل التيارات المتطرفة سواء في جبال تورا بورا اليمن أوفي داخل الأحزاب وأيضا في عرين حماة الوطن وكل هذا يجعلنا أمام خطر عال يمثل تهديدا حقيقيا للبلد..

> والحكمة القابعة حتى في أفواه المجانين تقول :إن تفويض الرئيس لنائبه لتفعيل الخطة الخليجية يكفي لحلحلة الأمور وخفض معدل نشوب الحرب إلى الصفر ..لان التفويض يكفي لضمان تنفيذ المبادرة الخليجية وعقد انتخابات رئاسية مبكرة تنأى بالبلد عن تحقق مقولة برناردشو: “مأساة العالم الذي نعيش فيه تكمن في أن السلطة كثيرا ما تستقر في أيدي العاجزين..”

أقول قولي هذا .. واذكر بمقولة يوسف القعيد :”يفعل الساسة في بعض الأحيان عكس ما كان يقصده المقاتل في ميدان القتال.”!!
 

قد يعجبك ايضا